بدعم واهتمام القيادة.. رؤية 2030 تحقق نتائج واعدة عبر خطة تنموية
وضعت المملكة بتوجيهات قيادتها الرشيدة خارطة طريق نحو تنمية وطنية مستقبلية شاملة ومتكاملة، وتتمثل هذه الخارطة في المشروع الوطني “رؤية المملكة 2030” الذي أقر من مجلس الوزراء في الثامن عشر من شهر رجب عام 1437هـ، واليوم يحتفي الوطن بمرور 5 سنوات على وضع هذه الخطة النهضوية الشاملة.
ماذا قال الملك وولي العهد عن الرؤية؟
وتولي القيادة -حفظها الله- كل اهتمامها لدعم رؤية المملكة 2030 والعمل على تحقيقها؛ حيث قال عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك”.
كما قال عنها سمو ولي العهد ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: “رؤية 2030 هي خطة جريئة قابلة للتحقيق لأمّة طموحة، إنها تعبر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا، وهي ترسم تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية جديدة غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر.
ركائز الرؤية
وتعتمد الرؤية الريادية على ثلاثة محاور – مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر ووطن طموح – وهي تستند إلى مقوّمات المملكة ومكامن قوّتها لدعم المواطنين في تحقيق تطلعاتهم.
وقد وضع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية 13 برنامجاً تنفيذياً لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الـ96 لرؤية المملكة العربية السعودية 2030.
برنامج جودة الحياة
يعنى هذا البرنامج بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن، وذلك من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية التي تساهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، كما سيسهم بتحقيق أهداف البرنامج في توليد العديد من الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي؛ مما يسهم في تعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية.
برنامج تطوير القطاع المالي
ويركز على تطوير قطاع مالي متنوع وفاعل، لدعم تنمية الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر دخله، وتحفيز الادخار والتمويل والاستثمار، من خلال تطوير وتعميق مؤسسات القطاع المالي وتطوير السوق المالية السعودية لتكوين سوقًا مالية متقدمة، بما لا يتعارض مع الأهداف الاستراتيجية للحفاظ على استقرار ومتانة القطاع المالي.
برنامج الإسكان
ويهدف البرنامج لتقديم حلول سكنية تمكن الأسر السعودية من تملك المنازل المناسبة أو الانتفاع بها وفق احتياجاتهم وقدراتهم المادية وتحسين الظروف للأجيال الحالية والمستقبلية.
وهناك العديد من البرامج التي شملت (برنامج تعزيز الشخصية الوطنية – برنامج تنمية القدرات البشرية – برنامج خدمة ضيوف الرحمن – برنامج الشراكات الاستراتيجية – برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية – برنامج ريادة الشركات الوطنية – برنامج التخصيص – برنامج صندوق الاستثمارات العامة – برنامج التحول الوطني – برنامج تحقيق التوازن المالي).
إنجازات في 2017
وقد حققت الرؤية بدعم قيادة المملكة تقدماً منقطع النظير منذ أن تم إعلانها حتى اليوم، ففي عام 2017 وقعت المملكة وجنرال إلكتريك عقداً بقيمة 15 مليار دولار، كما أعلنت الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة “منشآت” عن أربع مبادرات في إطار خطة تشجيع القطاع الخاص لدعم نمو ونجاح الشركات الصغيرة والمتوسطة بالمملكة.
وشهد نفس العام رقمنة الخدمات الصحية؛ ومن بينها إطلاق تطبيق موعد، كما تم وضع خدمات المستثمرين في منظومة موحدة، وإطلاق مشروع نيوم، وما قامت به الشركة السعودية للصناعات العسكرية من تعزيز لقطاع الدفاع، وكذلك إطلاق برنامج حساب المواطن.
إنجازات في 2018
وتوالت الإنجازات في عام 2018 لتضم بناء أول منزل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وفاز البرنامج الوطني للطاقة المتجددة بلقب أفضل مشروع مشتريات عامة في حفل جوائز معهد تشارترد للمشتريات والتوريد في يونيو 2018، وتوطين قطاع الطاقة المتجددة، وكذلك إطلاق برنامج لتعزيز نمو الشركات “الواعدة”، وإضافة تخصصات تقنية في بعض الجامعات السعودية؛ مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وزيادة الوصول للأسر المنتجة، وتغطية 700 ألف منزل في جميع مناطق المملكة خلال عام 2018م بزيادة قدرها أكثر من (300%) عن عام 2017م، وكذلك زيادة النطاق العريض اللاسلكي.
وضمت إنجازات تحقيق الرؤية إطلاق مبادرات لتشجيع الاستثمار السياحي، وتقديم حزم تدريبية في المهارات الرقمية، واكتشاف 5 آلاف موقع غني بالمعادن، وإطلاق الموقع الإلكتروني لمركـز استدعاء المنتجات المعيبة، وارتفاع عدد المواطنين الذين يمارسون النشاط الرياضي، بالإضافة إلى زيادة رسوم الكهرباء للدفع بمشاريع الطاقة المتجددة، وإعلان أرامكو السعودية وتوتال السعودية عن خطط لبناء مجمع للبتروكيماويات بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي بالقرب من مصفاتهما في الجبيل لتلبية الطلب المتزايد في الشرق الأوسط وآسيا، وإطلاق خدمة “موعد” وتطبيق “صحة”، وغيرها من الإنجازات التي تحتاج إلى مجلدات لكي تتسع لذكرها.
مشروع تنموي طموح
ويحظى هذا المشروع التنموي الطموح باهتمام كبير من قيادة المملكة وبإشراف مباشر ومتابعة دائمة ومستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية؛ حيث تتطلع المملكة في ظل هذا المشروع الواعد إلى مستقبل أكثر إشراقاً – بعون الله – بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها، ويتجلى ذلك بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل.
ومن ملامح هذه الرؤية المستقبلية بذل المملكة أقصى جهودها لمنح معظم المسلمين في أنحاء العالم فرصة زيارة قبلتهم ومهوى أفئدتهم؛ حيث تسعى المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار إلى تسخير كافة طاقاتها وإمكاناتها لخدمة ضيوف الرّحمن، وقد تبوأت هذه البلاد مكانةً مرموقةً في العالم، وأصبحت عنواناً لكرم الضيافة وحسن الوفادة، واستطاعت أن تحقق مكانةً مميزةً في قلوب ضيوف الرحمن والمسلمين في كلّ مكان.
نيوم والقدية
كما شهدت السياسات الاقتصادية بالمملكة مؤخراً العديد من التطورات الهادفة في مجملها إلى تعزيز البنية الاقتصادية والتوجه نحو اقتصاد يتسم بالتنوع والاستدامة. وفي مطلع عام 2018م اعتُمدت خطة لتنفيذ برنامج تطوير القطاع المالي بغية تمكينه ليكون قطاعاً مالياً متنوعاً وفاعلاً لدعم تنمية الاقتصاد الوطني، وتحفيز الادخار والتمويل والاستثمار، وزيادة كفاءته وقدرته على مواجهة التحديات المستقبلية.
وتتوالى الرؤية في إنجازاتها وتحقيق أهدافها، التي شملت مشروع نيوم، كما تكمن رؤية مشـروع الـقدية في تحويله إلى وجھة ترفيھية وثقافية ورياضية وحضارية جديدة في المملكة ومقر حيوي للنشاطات والاسـتكشاف والـتفاعـل الاجـتماعـي.