40 عامًا من العمل الخيري والإنساني تتواصل في جمعية الأطفال ذوي الإعاقة
توفر جمعية الأطفال ذوي الإعاقة، عبر 11 مركزًا في مختلف مناطق المملكة، العلاج والتأهيل والتربية الخاصة لنحو 4 آلاف طفل وطفلة من هذه الفئة الغالية على قلوبنا؛ وذلك من منطلق المسؤولية الإنسانية والأخلاقية، منذ تأسيسها قبل 40 عامًا، برعاية من الدولة -أيدها الله- ودعم الجهات والمؤسسات العامة والخاصة وأفراد المجتمع كافة.
وتمكّنت الجمعية في العام الماضي -بفضل الله- رغم المتغيرات الكبيرة التي جرت على مستوى العالم بسبب جائحة كورونا، من تقديم خدمات وبرامج مجانية متخصصة لما يزيد على 3356 طفلًا وطفلة، ولكن ظلت الحاجة إلى تطوير خدمات الجمعية مطلبًا أساسيًّا من خلال محورين رئيسيين وهما: تطوير الجمعية بمنهجية علمية، والتوسع في جودة الخدمات؛ حيث يرتبط مصير المئات من الأطفال ذوي الإعاقة في الجمعية بنجاح الجمعية في تحقيق هذين المحورين.
واستطاعت جمعية الأطفال ذوي الإعاقة -بفضل الله- التعامل مع تأثيرات جائحة كورونا السلبية بكفاءة واقتدار؛ وذلك بناء على رسوخ قواعد العمل المؤسسي والحوكمة والشفافية فيها، وقد كان لتبني الإدارة التنفيذية للجمعية بمباركة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية، استراتيجية جديدة تقوم على هذين المحورين الرئيسيين (تطوير الجمعية بمنهجية علمية، والتوسع في جودة الخدمات).
وأكد أمين عام الجمعية عوض بن عبدالله الغامدي، أن الجمعية ظلت طوال نحو 35 عامًا حريصة على مواكبة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، ويمكن القول إن الجمعية هي نتاج حركة التنمية الشاملة التي شهدتها بلادنا الغالية خلال الـ50 عامًا الماضية، وأن خدمات الجمعية هي جزء لا يتجزأ من سعي الدولة -حفظها الله- إلى توفير ووصول الخدمات في كل مناطقها، ولكل الفئات والشرائح الاجتماعية بأعلى مستوى من الكفاءة والجودة التي تضاهي الدول المتقدمة بفضل من الله ثم سياسات القيادة الحكيمة -أيدها الله- وبالكفاءات الوطنية المتميزة والخبرات الدولية؛ ولذلك وصلت الجمعية لهذه المكانة المرموقة بين المؤسسات الإنسانية والخيرية في بلادنا برعاية الحكومات الرشيدة، ودعم أهل الخير من الجهات والأفراد.
من جانبه أوضح المدير التنفيذي للجمعية الدكتور أحمد بن عبدالعزيز التميمي، أن الجمعية واجهت تحديات مثلها مثل كل مؤسسة خيرية وإنسانية في المملكة والعالم بسبب المستجدات التكنولوجية والتقدم في التقنيات الحديثة؛ فكان لا بد من خطة تطويرية شاملة تسهم في تعظيم قدرات الجمعية على مواجهة التحديات، وفي نفس الوقت الاستمرار في تقديم خدماتها وبرامجها المجانية والمتخصصة بأعلى درجة من الكفاءة والجودة.
وأشار إلى أن مساندة سمو رئيس مجلس إدارة الجمعية، لهذه الخطة التطويرية للجمعية؛ أسهم في مواجهة هذه التحديات بجهود كبيرة وعمل مخلص ودؤوب، وتمكنت كل مراكز الجمعية الـ11 في مختلف مناطق المملكة من تحقيق نجاحات تَجَسّدت في لغة الأرقام، وفي حجم الإنجاز الفعلي الذي أحرزته مراكز الجمعية على صعيد مخرجات الخدمات العلاجية والتأهيلية والتربية الخاصة، وكذلك في تنامي حجم ثقة المجتمع بخدماتها وبأدائها، وقد تبلور ذلك في تزايد أعداد الأطفال الذين استفادوا من الخدمات التأهيلية في المراكز، وفي خفض قوائم انتظار الأطفال للاستفادة من خدمات الجمعية العلاجية والتأهيلية والتربوية المجانية.
وأضاف: أن أولى الخطوات التطويرية الشاملة التي شهدتها الجمعية؛ كانت من خلال استحداث الإدارة الفنية التي تم من خلالها دمج القسمين الطبي والتعليمي ليصبحا قسمًا تأهيليًّا تكامليًّا ذوي كفاءة عالية، وقد تَمَكّن في هذا الإطار من تحقيق حزمة من المنجزات من أبرزها: التوسع في الخدمات المقدمة للمستفيدين، وتعديل شروط القبول للسعوديين واعتمادها من مجلس الإدارة، وتطبيق الخدمات العلاجية والاستشارية عن بُعد لأولياء الأمور خلال جائحة كورونا، وإقرار قبول غير السعوديين بمقابل للاستفادة من خدمات الجمعية، وإقرار برنامج الرعاية المنزلية في مركز جدة، واعتماد نظام AEPS؛ وهو من الأنظمة التربوية الحديثة للأطفال ذوي الإعاقة لتنمية المهارات، وتطوير آلية العمل داخل الورش والجبائر، واعتماد نظام ICF لتصنيف قدرات الأطفال ذوي الإعاقة، والشروع في تطبيق مشروع القسائم التعليمية للتربية الخاصة وللخدمات المساندة للعام الدراسي القادم 1442/ 1443هـ، واعتماد نظام الجلسات الفردية والجماعية داخل الأقسام التأهيلية.
وبيّن المدير التنفيذي للجمعية أن جميع منسوبي مراكز الجمعية بذلوا جهودًا كبيرة؛ حتى يمكن تفعيل المحورين الرئيسيين لاستراتيجية الجمعية للتصدي لبعض للمتغيرات والمستجدات؛ وهما التطوير بمنهجية علمية، والتوسع في جودة الخدمات، وما كان ذلك أن يتحقق سوى بدعم المؤسسات الوطنية الكبرى، وكذلك أهل الخير في بلادنا العزيزة الذين واصلوا دعمهم ومساندتهم لبرامج وخدمات الجمعية التي تقدّمها مجانًا للأطفال ذوي الإعاقة؛ وذلك في إطار الثقة الغالية في رسالة الجمعية الإنسانية النبيلة.