السديس في الذكرى الخامسة لإطلاق 2030: “5 أعوام أثمرت نماءً ورخاءً”
إن الذكرى الخامسة لرؤية المملكة العربية السعودية (2030)، مناسبة مباركة، وفرصة سانحة؛ لاستذكار الإنجازات تلو الإنجازات، والتي حققتها هذه الرؤية الطموحة على كل الأصعدة، وشتى المجالات.. وحققت أهدافها في مدة زمنية وجيزة؛ ففي خمس سنوات فقط حققت ما يتحقق في عشرات السنين، وقد آتت الرؤية أكلها، ونم نشر عبيرها؛ فهي رؤية الحاضر للمستقبل، وعمل اليوم للغد.
وقد أنعم الله على هذه البلاد الطيبة المباركة “المملكة العربية السعودية” نعمًا لا تعد ولا تحصى، ولا تحد فتستقصى، ومن ذلك: أن الله حباها نعمة الحرمين الشريفين، وفيها قبلة المسلمين يستقبلها كل يوم مليارا مسلم، وتَشرّف ملوكها بخدمتهما، واختاروا لقبهم من ذلك: (خادم الحرمين الشريفين).
وشرفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتقديم كل الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزائرين؛ انطلاقًا من تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله ورعاهما- ووفق برامج رؤية المملكة (2030)؛ للوصول بالخدمات إلى ما يصبون إليه من تحقيق الرؤية.
ونستذكر هنا مقولة صاحب الرؤية الثاقبة والنظرة المستقبلية الواعدة الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- حيث قال: “وسنبذل أقصى جهودنا؛ لنمنح معظم المسلمين في أنحاء العالم فرصة زيارة قبلتهم، ومهوى أفئدتهم”.
وبادرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتطبيق برامج رؤية المملكة (2030) منذ إعلانها، وأطلقت برنامجها للتحول المؤسسي، وأنشأت إدارة للتحول المؤسسي؛ ففي تاريخ 21/ 7/ 1437هـ صدر قرار بإنشاء وحدة التطوير المؤسسي، وكانت هي اللبنة الأولى في مشروع التحول المؤسسي للرئاسة.
ثم أطلق برنامج (التحول المؤسسي) للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في يوم الأربعاء 27 رجب 1437هـ.
ثم أنشئت إدارة التحول المؤسسي بتاريخ 8/ 10/ 1437هـ، وتُعنى بإعداد الخطط الاستراتيجية، والإشراف على تنفيذها.
وأتت الخطوة الأكبر نحو تحقيق أمثل لبرامج الرؤية من خلال إنشاء وكالة التخطيط والتطوير وتحقيق الرؤية، التي تعمل على إعداد الخطة الاستراتيجية والتشغيلية للرئاسة؛ بما يتواءم مع أهداف الرؤية، وبرنامج التحول الوطني، ومتابعة تنفيذها، ووضع مؤشرات الأداء، ويحقق أعلى درجات التميز والجودة في التنفيذ.
وأطلقت الرئاسة أيضًا عددًا من المبادرات؛ للمساهمة في تحقيق أهداف هذه الرؤية المباركة؛ وذلك من خلال برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي يتيح الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضة الحج والعمرة والزيارة على أكمل وجه، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية.
كما أن الرئاسة أطلقت حزمة من الخدمات الإلكترونية المتكاملة مثل: تطبيق الحرمين الشريفين، وتطبيق مشروع ترجمة خطبة يوم عرفة وغيرهما؛ مما سهّل ويسّر كثيرًا على قاصدي بيت الله الحرام في أداء نسكهم.
ونسأل الله أن يُديم على هذه البلاد نعمه ظاهرة وباطنة وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يوفق ولاة أمرها لما فيه الخير للبلاد والعباد، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.