الأخبار المحلية

“العتيبي” لـ”سبق”: السعودية تتمسك بحقيقة الإسلام “الوسطية”.. وهذا ما دعا له ولي العهد

أوضح الدكتور نهار عبدالرحمن العتيبي، أستاذ الدراسات الإسلامية المشارك بجامعة شقراء، لـ”سبق” أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى عصر خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهي دولة تتمسك بحقيقة الإسلام؛ فهي دولة تتبع كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام-.

وأضاف بأن ذلك الأمر الوسط بما ورد في الكتاب والسنة؛ فلا تشديد فيها، ولا ترك للواجبات التي أوجبها الله سبحانه وتعالى؛ ولذلك وصف الله الأمة الإسلامية التي تتسمى بها هذه الدولة المباركة بالأمة الوسط؛ إذ قال: { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.

وتابع بأن المفسرين قالوا: {أُمَّةً وَسَطًا} أي عدولاً أخيارًا، أي معتدلين، لا عندهم تشدد ولا خروج على المألوف، ولا تنطع في الدين، ولا عندهم تفريط في أوامر الله، وفي ما أمر الرسول، ولا ترك لأمور الدين؛ ولذلك يقول -صلى الله عليه وسلم-: “هلك المتنطعون”، قالها ثلاثًا. وهو دليل على أن من تشدد في الدين، وآذى عباد الله، فإن النبي قد وصفه بالمتنطع؛ لأنه زاد في الدين شيئًا لم يكن فيه.

وقال إن ذلك هو التشدد في الدين، ومن ذلك الاعتداء على الآمنين وترويعهم، والإخلال بالأمن بغير دليل شرعي. مبينًا أن الأمة الوسط هي التي لا تترك الأوامر والنواهي، ولا تتبع غير سبيل المؤمنين؛ لذا قال -عز وجل-: { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}. فالدليل هو أن على المسلم أن لا يزيد شيئًا في الدين، لا بالتشدد ولا بالتساهل، وألا يفرط المسلم في الواجبات بعدم العمل بما جاء في الكتاب والسنة.

وأبان الدكتور نهار العتيبي أن قيادة السعودية والشعب السعودي يتمثلون الدين الإسلامي الذي جاء وسطًا، وجاء رحمة للعالمين، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أرسله الله رحمة للعالمين. موضحًا أن هذا الشعب في ظل هذه القيادة يطبّق هذا المبدأ؛ فيرحبون بكل الناس، ولا يمانعون من حضورهم واستقبالهم وإكرامهم كما كان الرسول يعامل المسلمين وغير المسلمين بدعوتهم إلى الإسلام والتلطف معهم، فهذا هو الدين الصحيح الذي جاء من عند الله، وهو الدين المناسب لطبيعة هذا البشر.

وأضاف بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول “الراحمون يرحمهم الرحمن”، ويقول تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. فالإقساط والتعامل الحسن من السمات الإسلامية الموجودة في هذا الدين، التي جاء بها النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وأبان أستاذ الدراسات الإسلامية أنه لهذا تجد أن قلوب الشعب السعودي وقيادته مفتوحة لكل من أراد أن يزور السعودية، ويتعرف عليها، ويتعرف على الإسلام، ويبادرون هم بالشعور بالتقدير والاحترام والحرص على ما فيه مصالح مشتركة لجميع الشعوب.

وأوضح أن هذا كان هو ديدن الرسول في حياته، وكان يقول عن حلف عبد الله بن جدعان الذي تحالف فيه المشركون على نصرة المظلوم قبل بعثة النبي: “لو دُعيت إلى هذا الحلف لأجبت”. ويدل ذلك على أنه يجوز التعامل مع غير المسلمين بما فيه مصالح العامة ومنفعة للبشر، وكذلك الإعانة فيما بينهم لما فيه مصلحة لكل طرف منهم.

وقال إن هذا ما قاله سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في أكثر من مناسبة بأن الدولة السعودية تتمثل الإسلام في الوسطية، والتعامل مع الآخرين، فهي مفتوحة لكل من أراد أن يتعرف على الإسلام.