“بضاعتهم في رحالهم” آية فُهمت خطأ.. فما الصحيح؟
يمر القارئ المتدبر لكلام الرحمن بكلمات يختلف ظاهرها الدارج لغويّاً بين الناس عن معناها المقصود بها، وهو من سحر البيان وعجائب التبيان، وخلال شهر رمضان تسلط “سبق”، الضوء على هذه الكلمات التي قد تُفهم خطأً، وسيتم عرض بعض الآيات لتوضيح معناها؛ وكشف شيء من الإعجاز القرآني.
ففي الآية 62 من سورة يوسف، يقول الرب -تبارك وتعالى-: “وَقَالَ لِفِتۡیَـٰنِهِ ٱجۡعَلُوا۟ بِضَـٰعَتَهُمۡ فِی رِحَالِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ یَعۡرِفُونَهَاۤ إِذَا ٱنقَلَبُوۤا۟ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ”، يظن بعض الناس أن معنى بضاعتهم أي مشترياتهم، والصواب أن المراد ببضاعتهم أيّ الثمن الذي دفعوه ليشتروا به الطعام.
وذلك أن يوسف -عليه السلام- لما امتنع من الكيل لهم مستقبلاً حتى يأتوا بأخيهم؛ شقيقِهِ، طلب من خدمه أن يرجعوا إليهم الثمن الذي اشتروا به فيضعونه في رحالهم؛ لكي يروا عظيم إحسانه وبره فيرجعون إليه، ولئلا تقصر بهم النفقة عن المجيء إليه، والله تعالى أعلم.
يُشار إلى أن مصدر معاني الكلمات هو كتاب “أكثر من 300 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ”، الذي أعدّه الشيخ عبدالمجيد بن إبراهيم السنيد، وقدّمه القاضي الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد؛ عضو مجلس الشورى.