طموح وحلم قهر المعوقات.. “لمياء مقبل”: الطبيبة السعودية أثبتت تميزاً مهنياً وتفوقاً علمياً
كان اختيار مهنة الطب في وقت سابق يشكّل عائقاً للطموح؛ لما يصطدم به من معوقات مجتمعية ومكانية، ولكن طموح وحلم الدكتورة لمياء مقبل جيار كان عالياً، فتمكّنت من التغلب على هذه المعوقات؛ تحقيقاً لرغبة والدها -رحمه الله- بأن تكون ابنته طبيبة، حيث التحقت بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة؛ نظراً لعدم وجود كلية للطب بالمدينة المنورة في ذلك الوقت، وتخرجت منها طبيبة في عام 1414هـ.
وذكرت استشارية طب وجراحة نساء وتوليد بمستشفى الولادة والأطفال بالمدينة المنورة والمدير التنفيذي المشارك لشؤون المرضى في مدينة الملك سلمان الطبية بالمدينة، والمشرفة على أقسام النساء والولادة في منطقة المدينة المنورة الدكتورة لمياء مقبل في حديثها لـ”واس” أن الطبيبة السعودية أثبتت تميزاً مهنيا وتفوقا علميا على المستوى المحلي والعالمي، إذ تُعدّ من أُولَياتِ الطبيبات في تخصصها بمنطقة المدينة المنورة، ولم يقف نجاحها وطموحها عند حصولها على بكالوريوس الطب والجراحة العامة، بل أسهمت بعطائها وفكرها بتربية أبنائها على حب العلم والتزود به، مؤكدة أن المرأة السعودية شريك فاعل في رفعة الوطن ونمائه من خلال عملها ودورها في إخراج جيل واع مبدع يسهم بشكل فعال في رفعة وطنه.
وأشارت الدكتورة “لمياء” إلى أن خبرتها المتميزة أسهمت بشكل كبير في تدريب الأجيال من متدربي برنامج الزمالة السعودية للنساء والتوليد من خلال تدريبهم لإجراء العمليات الجراحية النسائية الكبرى مثل استئصال الرحم وتصليح الحوض وأكياس المبايض والألياف الرحمية والعمليات الجراحية الصعبة لحالات الولادة مثل: القيصريات عالية الخطورة بسبب تقدم المشيمة، أو تعدد القيصريات السابقة، وقد تخرّج على يديها أجيال من الاستشاريين المَهَرة الذين يدينون بالفضل إلى أياديها البيضاء وتفانيها في إعطائهم الفرص للعمل الجراحي، لافتة النظر إلى أن مهنة طبيب النساء والتوليد من أصعب التخصصات وأكثرها تعقيدا، وتحتاج إلى أصحاب المسؤولية الكبيرة؛ كونها مرتبطة بصحة المرأة، والمرأة الحامل، وما بعد الولادة، ورعاية الأطفال حديثي الولادة.
وعن سبب اختيارها لتخصص النساء والولادة أوضحت الدكتورة لمياء أنه بعد تخرجها من كلية الطب أُعجبت كثيرا بأساتذتها في قسم أمراض النساء والولادة وتمكنهم من تخصصهم، فدفعها ذلك إلى اختيار هذا التخصص، وكذلك حرصت على أن تعمل في مجال يكون فيه الطاقم من العنصر النسائي.
وحول الصعوبات التي واجهتها قالت: لا شك أن أي مهنة بها صعوبات، وهذه الصعوبات لم تواجهني أنا فقط بل واجهت الكثير من زميلاتي الطبيبات السعوديات في بداية الأمر، وذلك لعدم تقبل المجتمع للطبيبة السعودية، أما الآن -الحمد لله- أثبتت الطبيبة السعودية أنها على قدر كبير من الخبرة والمهنية العالية التي أسهمت في كسب ثقة المجتمع بها، ومع انطلاق الرؤية التنموية 2030 أصبحت المرأة من الركائز الأساسية في أي تنمية، ومن هذا المنطلق فنحن الآن كطبيبات نعمل جنباً إلى جنب مع الأطباء لخدمة هذا الوطن ونسهم بعلمنا وخبرتنا في تدريب المقبلين على هذه المهنة الإنسانية.
ووجهت الدكتورة لمياء نصيحة للشباب والشابات المقبلين على اختيار تخصص النساء والولادة بأن يكون لديهم الصبر والمثابرة والرغبة بالعلم والاستزادة منه وأن يعطوا لأنفسهم مجال تجربة التخصص قبل الالتحاق ببرنامجه، وذلك عن طريق دخولهم مدة لا تقل عن شهر من التدريب، ومراعاتهم لدخول جميع أقسام أمراض النساء والولادة والتعلم فيها قبل التحاقهم ببرنامج النساء والولادة ليتأكدوا مما هم مقبلين عليه من مسؤوليات تجاه المعنيين بالخدمة في هذا التخصص وحجم المسؤولية المطلوبة منهم، وأن الطب ليس مجرد كشف ووصفة دواء، وإنما هو الوصول إلى قلب المريض ونيل ثقته من خلال الجلوس معه وبث الوعي والتثقيف الصحي له.