دومة الجندل.. منطلق الحرف العربي ومقر واقعة التحكيم وهنا أقدم مئذنة إسلامية
تعد مدينة دومة الجندل إحدى محافظات منطقة الجوف، وتقع جنوب غرب مدينة سكاكا التي تبعد عنها بحوالي 50 كم من أقدم المدن التاريخية بالعالم، حيث تزخر بمعالم أثرية قائمة، تدل على عمق تاريخها وحضارتها القديمة.
إسلامياً
في مثل هذا الشهر شهر رمضان المبارك، وقعت في هضبة ملاصقة لقلعة مارد بدومة الجندل، قصة من القصص الإسلامية، بين الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وبين معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- والذين مثلوا التحكيم فيها في معارك صفين القريبة من دومة الجندل.
ويعد المعلم الإسلامي مسجد الخليفة عمر بن الخطاب بدومة الجندل، من الشواهد الإسلامية في بناء أول مئذنة إسلامية، ويتردد عليه الكثير من السياح للصلاة فيه ومشاهدة معالمه التراثية النادرة، إذ بُنِيَ من حجارة الجندل، والمئذنة فيه تحمل شكلاً مخروطياً يبلغ ارتفاعها 12 متراً، وأمر ببنائه خالد بن الوليد عام 16 للهجرة حينما كان متجهاً لاستلام مفاتيح بيت المقدس آنذاك.
ثقافياً
كانت دومة الجندل منطلق الكتابة بالخط العربي، إذ منها نُقِل خط الجزم “الخط العربي” إلى مكة، حيث نقل شقيق حاكم دومة الجندل خط الجزم “الخط العربي” إلى قبيلة قريش بمكة، إذ كان الناس يكتبون بخط المسند، وتعلم بشر بن عبدالملك خط الجزم من أهل الأنبار بحكم قرب دومة الجندل من بلاد الرافدين، وكان التواصل مستمراً مع بلاد الرافدين، حتى في الفن المعماري، والثقافة الموجودة في دومة الجندل.
ومجّد أحد الشعراء دور بشر بن عبدالملك، شقيق أكيدر بن عبدالملك حاكم دومة الجندل في تعليم الخط العربي أو خط الجزم ونقله إلى قبيلة قريش بمكة حيث قال:
فلا تجحدوا نعماء بشر عليكمُ
فقد كان ميمون النقيبة أزهرا
أتاكم بخط الجزم حتى حفظتمُ
من المال ما قد كان شتى مبعثرا
وأتقنتمُ ما كان بالمال مهملا
وطمأنتمُ ما كان منه منفرا
فأجريتم الأقلام عوداً وبدأةً
وضاهيتمُ كتّاب كسرى وقيصرا
وأغنيتمُ عن مسند الحي حميرا
وما زبرت في الصُّحْف أقيال حميرا
اقتصادياً
في مدينة دومة الجندل سوق يعد من أقدم أسواق العرب، وهو سوق دومة الجندل، وهو ملتقى للحضارات، لأهمية موقع دومة الجندل جغرافياً.
سياحياً
تعد دومة الجندل حاضنة للمعالم الأثرية ومقصد للسياح؛ لامتلاكها مقومات سياحية متنوعة، إذ يقع شرقها أكبر بحيرة صناعية في الشرق الأوسط، وهي بحيرة دومة الجندل، فيما يتردد الكثير من السياح من داخل وخارج المملكة إليها ويبدون إعجابهم بما شاهدوه من معالم أثرية ومواقع سياحية وإسلامية من النادر أن تجتمع في مدينة واحدة.