أربع من السنوات مشرقات
يتعجب التاريخ متسائلًا عن أربع سنوات يُرتقى فيهن بأوطان، ويُحقق جزء كبير من رؤية كانت حلمًا؛ فصارت واقعًا ملموسًا يستشعره المواطن والمقيم، وينبهر العالم بما تحقق خلال أربع سنوات من طفرة نوعية يتعجب من نتائجها الباهرة القاصي والداني.
تلك هي فترة تولي سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه لله.. فيكون حَقًّا لازمًا على من يستشعر هذا الواقع المليء بالإنجاز، أن يجدد البيعة لسموه، ويؤكد العهد على السمع والطاعة..
بيعة حقت له في أعناق كل محب للمملكة يود أن يراها دومًا في مصاف الدول العظام؛ كما استطاع سموه أن يضع أقدامها على أعتاب ومصاف الدول العظام في كل المناحي والمجالات، اقتصاديًا، وسياسيًا، وعسكريًا، وتعليميًا، وصحيًا، واجتماعيًا.
لم يكن ترأس المملكة لقمة العشرين الكبار في الشهور الماضية إلا دليلًا على ما وصلت إليه المملكة من منزلة إقليمية ودولية تغبطها عليها الدول. وما الاشادات الدولية من المنظمات الصحية والمراكز العلمية والكيانات الأكاديمية بحسن تعامل مملكة الخير مع جائحة وباء كورونا «كوفيد19»، وكيفية إدارتها لأزمة اجتاحت العالم؛ فضجت منها دول كبيرة، وتأثرت بها كيانات عظيمة، ووضع المملكة في مقدمة الدول التي أحسنت التعامل مع تلك الجائحة بطريقة علمية، وخطة صحية سيكون لزامًا أن تدرس ليُستفاد منها في مواجهة الكوارث؛ إلا دليلًا يوضح ما آلت إليه المملكة في ظل وجود سموه وَلِيًّا أمينًا للعهد ورؤيته المباركة.
أربع سنوات مرت وبدأ التاريخ يسطر وثبات في مسيرة وطن الخير والنماء، مسيرة رغم قصر سنواتها المعدودة بأربع، إلا أنها حفلت بالإنجازات العظام؛ فكانت تلكم السنوات الأربع الماضية كاشفة لحجم عمل حقيقي متواصل في كافة الاتجاهات والأصعدة، أوصل إلى تحقيق منجزات على أرض الواقع، وفق خطط واضحة، كانت طموحة، مستشرفة ملامح المستقبل المشرق للوطن، فوضعت المملكة في مصاف دول العالم المتقدمة؛ فكان لزامًا علينا أن نجدد البيعة لسموه فرحًا بما تحقق، وآملًا في تحقيق بقية طموح سموه الذي يستشرف مكانة للمملكة ومواطنيها في مقدمة الدول دومًا وفي كل المجالات.
لقد حققت المملكة، في عهد خادم الحرمين الشريفيين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وولاية ظل مولاي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – قفزات تنموية لا مثيل لها في كل المجالات، في إطار رؤية 2030م المباركة، فارتقى الوطن وإنسانه؛ حتى وصلنا إلى ما نعايشه اليوم من رخاء وأمن بمفهومه الشامل على كل مناحيه.
ويؤمن كل محب للمملكة بأن التغييرات التي أجراها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أحدثت نقطة تحول فارقة على مستوى الدولة عمومًا، فاستطاع رغم التحديات والتحولات العالمية، أن يثب بالمملكة وثبات بعطاء الشباب وطموحه، وبنظرة بعيدة المدى، منطلقها إرث عريق يعالج الحاضر، وعين تستشرف مستقبلًا مشرقًا في مجالات عدة، بخطط تدعم الوطن والمواطن والمقيم على حد سواء، فأثمرت تلكم الخطط إنجازات حققت ريادة المملكة، وأبرزت وأكدت دورها إقليميًا ودوليًا، وفق النظرة الصائبة الطموحة للقائد المُلهم، الذي أصبح حديث العالم في فترة وجيزة.
أربع سنوات رأينا فيها تحول المملكة من اعتماد النفط مصدرًا للدخل القومي، فاعتمدت مصادر بديلة للدخل القومي، عمادها تصدير ما حباها الله من موارد طبيعية وخامات، وقد رأينا المناجم تعمل، وخامات المعادن تنتج وتصدر. وأسعدنا وأسعد كل محب للمملكة أن يرى عبارة «صنع في السعودية» وقد شرفتنا تجول العالم محمولة على منتجات حديثة صنعت داخل أرجاء الوطن، تجوب العالم، منها على سبيل المثال لا الحصر تلكم الخلايا الضوئية التي تنتج في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وتصدر لدول العالم كأفضل من مثيلاتها على مستوى العالم.. ولن نبعد عن جانب التقنية فالأقمار الصناعية التي انطلقت تحمل اسم المملكة لتضعها في مصاف الدول الرائدة في استخدام التقنية وسائل الاتصال.. أما البحث العلمي الذي هو قاطرة التقدم لأي أمة تريد أن تنهض وتكون؛ فقد زان وازدهر خلال تلكم السنوات الأربع، وقد حملت الرؤية المباركة على عاتقها مهمة الاهتمام به، فأضحت المراكز البحثية خلايا من النحل في عملها الدؤوب، وسعت الجامعات والمراكز الأكاديمية السعودية لتثبت مكانتها العلمية وأحقيتها في الريادة.
إنَّ الاحتفاء بذكرى بيعة ولي العهد الأمين؛ لهو شكرٌ للمولى- عز وجل – على ما امتنَّ به علينا من نعمة قيادة جعلت همها الارتقاء بالوطن والمواطن، وعرفان بالجميل لمن صنعوا تلك الطفرات الباهرة لهذا الكيان الشامخ، وفرصة لتجديد تلك البيعة ليعلم سموه أننا خلفه سندًا له ودرءًا؛ ليحقق حلمنا وحلمه للمملكة.. وهو درس لتعميق مشاعر الوطنية والانتماء لجيلنا والأجيال القادمة. وهو حق علينا لهذه القيادة الرشيدة وواجب يتجدد كلما تنسَّمنا نسائم الازدهار، أو تنعمنا بنعم التقدم، أو تلمسنا مباهج التنمية، أو شاهدنا طفراتها، وكلما شعرنا بإحساس الأمن بمفهومه الشامل على كل المناحي الاقتصادية والصحية والسياسية والاجتماعية والتعليمية؛ والذي تفتقده كثيرٌ من شعوب العالم.. ويوجب ذلك علينا تجديد البيعة لمن جعلنا نفخر ونباهي، بمملكة الخير، والعطاء، والازدهار، والنماء.. وكيف لا وهي محط الأنظار ومضرب الأمثال في الرخاء والنعم..
لقد تبوَّأت بلادُنا، بفضل الله تعالى، ثُمَّ بفضل جهود ولي العهد الأمين في وجود خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – مكانةً ساميةً بين الدول بنهضتها الحضارية التي رأينها متحققة في سنوات قلائل، وبسياستها الحكيمة المتوازنة التي تأصلت.. والحديث عمَّا أنجزته المملكة من تنمية حضارية وبشرية يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد لتفصيله وحصره.
إننا إذ نحتفل بذكرى البيعة، فإننا نحتفي بصانع النهضة، وباني المملكة الجديدة، وراعي تنميتها، ومنظر تقدمها، نحتفي بوطن منّ الله عليه بأبناء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود وأحفاده حتى لا يحل الذم ساحته، وكي يظل متفرِّدًا في عطائه، متفرِّدًا في إنجازاته.
فاللهم اقبل منا تجديد البيعة للأمير الشاب الطموح، الذي حقق لنا ما كنا نظنه أحلامًا، واحفظ اللهم على البلاد قيادتها الرشيدة التي هي نعمة، أسبغ الله بها على الوطن فسارعت به إلى منازل المجد ومواطن العلا، وأجعل اللهم رايتها الخضراء دوما عالية خفاقة.
خالد هزيل الدبوس الشراري
منطقة الجوف – محافظة طبرجل