استفاد منها أكثر من 30 ألف شخص.. “900” فعالية تقفز بمبادرة “أرباب الحرف” السعودية إلى العالمية
أعلنت مبادرة (أرباب الحرف) السعودية أنها نظّمت أكثر من 900 فعالية فنية على مدار السنوات الخمس الماضية، استفاد منها أكثر من 30 ألف شخص، وكشفت عن خطة لاستضافة أبرز نجوم الطرب الأصيل والفنون التراثية في السعودية والوطن العربي بعد أن انطلقت من منطقة جدة التاريخية بفكرة أسترالية، ووصلت إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ لتحلق في فضاء واسع، وتتحول إلى مشروع عالمي.
ويؤكد عبدالله الحضيف، رئيس المبادرة، أن “أرباب الحرف” تحولت منذ انطلاقها عام 2016 إلى حاضنة للفنانين والموهوبين والحرفيين في كل المجالات الابتكارية، وبات لها تأثير واضح في الحراك الفني والثقافي، وتقوم بدور فعال وحيوي لنشر الثقافة المحلية والهوية دوليًّا، بل هي أحد المقومات الرئيسية لنشر القوة الناعمة السعودية عربيًّا وعالميًّا بروح وطنية غير مستوردة.
ويقول: “كثيرًا ما يرتبط الناس ببعضهم على أساس ما يجمعهم من الاهتمامات، خاصة في الجانب الفني والثقافي، وغيره من الأشياء التي يكاد يحتاج إليها مجتمع الشباب بشكل عام. ونحن أقدمنا على هذه الفكرة بعد أن جمعتنا روح الحب والإبداع؛ إذ بدأت الفكرة تراودني خلال فترة دراستي في أستراليا عندما كنت نائبًا لرئيس النادي الثقافي السعودي هناك، وبعد عودتي قررت إكمال مسيرتي في الاهتمام بالمجالس الثقافية والفنية، وقمت بإعادة تأهيل 3 بيوت تراثية في جدة التاريخية، منها بيت الحضيف الذي يعد من أوائل الأماكن الثقافية التي بدأت في السعودية عام 2015، وبيت زرياب الموسيقي في جدة التاريخية، وأيضًا البيت البوهيمي، وهو بيت تاريخي عمره 150 عامًا، وهو مكان يجمع المثقفين والبوهيميين من خلال حياة بموارد أقل وشغف أكبر، حياة غير مثقلة ببهرجة العالم الفوضوي، ولدي بيوت تاريخية أخرى عدة، سنقوم بافتتاحها مطلع السنة المقبلة”.
ولفت إلى أن المشروع مع اكتمال عامه الخامس قدّم 900 فعالية ثقافية، استفاد منها أكثر من 30 ألف شخص من جدة، وقدمنا خلال العام الجاري 35 فعالية فنية وثقافية داخل السعودية؛ إذ إن لدينا دورات مختلفة في الفنون التشكيلية والمسرح والموسيقى والفخار والحياكة، وقسمًا لتسويق وبيع اللوحات والمنتجات الخاصة بالمبدعين والموهوبين من أرباب الحرف.
وأكد أنهم أطلقوا مركزًا ثقافيًّا جديدًا في المدينة المنورة، اسمه “أرباب المدينة”، وملتقى فنيًّا في مركز المدينة للفنون، ولدينا في مكة مركز “ببكة الثقافي” في شارع إبراهيم الخليل، ويعتبر أول مركز ثقافي خاص في مكة على مساحة 2000م، وطموحنا أن نصل إلى كل مدن السعودية؛ إذ ما زال ينقصنا الدعم الحكومي.
وتحدث الحضيف عن أبرز البرامج الثقافية التي يقدمها مقهى (أرباب الحرف) في جدة قائلاً: “لدينا صالون طلال مداح المخصص لصوت الأرض، ويقوم بإحياء أغاني طلال عند محبيه بشكل أسبوعي. وهناك مجلس العقاد الذي يقام كل سبت، وهو حوار فكري يتطرق لعدد من المواضيع العامة كالفلسفة والثقافة والإعلام وغيرها، وصالون زریاب للموسیقى العربیة الذي يقام أسبوعيًّا كل سبت، ومجلس المقام الذي يجري تنظيمه كل أربعاء، ويستضيف أسبوعیًّا صحفیین وكتابًا، ومجلس نون الشهري، وهو مجموعة تدرس روائع الكتب التي أثرت في الحضارة الإنسانیة، وتلخصها بطریقة سلسة، تساعد الجیل الجديد على فهمها وبیان خصائصها، وتسهل على إنسان الیوم المشغول بيومه أن یلم بالأجزاء المهمة من ذلك الإرث الإنساني ومعارفها في سعي منا إلى تكوين مثقف محاط بعلوم الماضي والحاضر لصناعة إنسان واعٍ، إضافة إلى مجلس مقهى الوجودية الأسبوعي، وهو لقاء أسبوعي متخصص بالفلسفة، وأيضًا لدينا صالون الشعر الشهري، وغيرها من المجالس الأدبية والفنية، وصالون جدل بيزنطي ورؤى الحضارة.. والكثير من المجالس التي وُلدت من رحم هذا المشروع الثقافي”.
ويشدد رئيس نادي أرباب الحرف على دور المراكز الثقافية في تشكيل الحراك الأدبي والثقافي في أي دولة، مدللاً على ذلك بمقهى الفيشاوي والبستان وساقية الصاوي في القاهرة، والبرازيلية والزهاوي في بغداد، التي باتت فضاء ملهمًا للإبداع والحوارات الجادة، وساهمت في تشكيل ثقافة مستقلة عن الأندية الرسمية، وهي التي غالبًا تدفع الإنتاج الأدبي والثقافي للأمام، وشهدت على الصعيد العربي ولادة الكثير من الأعمال الخالدة، كان أبرزها للأديب نجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهما.
ولفت إلى أنهم يخططون لاستضافة أبرز نجوم الفن الأصيل والحرف التراثية في السعودية والوطن العربي.