استشاري طب النوم: أغلب مَن يستخدم الميلاتونين لا يحتاجه فعليًّا
كشف الأستاذ المشارك واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، الدكتور سعد الشريف، أن أغلب مَن يستخدم “الميلاتونين” لا يحتاجه فعليًّا، وأن كثيرًا ممن يستخدمونه يقومون بذلك بطريقة خاطئة.
وقال “الشريف” لـ”سبق”: البعض يعتقد أن الميلاتونين عشبة، والصحيح أنه هرمون يتم تصنيعه في المختبر ليشابه عمل الميلاتونين الطبيعي (هرمون النوم) الذي تفرزه الغدة النخامية بشكل طبيعي في الدماغ.
وأضاف: يصنف الميلاتونين على أنه مكمل غذائي في بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية؛ في حين تُصَنفه دول أخرى كأستراليا كدواء لا يمكن صرفه إلا بوصفة طبية.
وأردف: بعض الشركات التجارية تستغل غياب الرقابة الصارمة بالمبالغة في الادعاءات الطبية على فائدة الميلاتونين.
وعن عمل الميلاتونين الطبيعي، قال “الشريف”: يبدأ إفراز الميلاتونين الطبيعي في الدماغ قبل حوالى ساعتين من وقت النوم المعتاد عندما يكون الضوء خافتًا (في الظلام)، ويستمر إفرازه لعدة ساعات ليساعد على الدخول في النوم والاستمرار فيه.
وتابع: التعرض للضوء قبل وقت النوم بساعتين، يثبط إفراز الميلاتونين، وقد يجعل الدخول في النوم والاستمرار فيه أكثر صعوبة؛ لذلك من المهم تجنب التعرض للضوء قبل ساعتين من وقت النوم.
وقال “الشريف”: من الأخطاء الشائعة في استخدام الميلاتونين، أنه يُستخدم كدواء منوم، فعندما يتأخر وقت النوم المعتاد ساعة أو ساعتين يتناول البعض الميلاتونين.
وأضاف: الصحيح أن الميلاتونين ليس دواءً منومًا، واستخدامه بهذه الطريقة يؤخر وقت النوم (الساعة البيولوجية) من ساعتين إلى أربع ساعات.
وأردف: يُستخدم الميلاتونين في الغالب لتقديم وقت النوم، والصحيح في هذه الحالة أن يؤخذ الميلاتونين قبل وقت النوم المعتاد/ المرغوب بساعة إلى ساعتين (وأحيانًا قبل خمس ساعات)؛ وذلك حسب نوع الميلاتونين والغرض من استخدامه.
وتابع: من الأخطاء الشائعة في استخدام الميلاتونين؛ أن البعض يزيد الجرعة إلى 10 ملغم أو أكثر عندما لا يشعر بنتيجة مرضية؛ وبذلك فهو يُعرّض نفسه لمضاعفات الدواء بدون دليل علمي على فعالية زيادة الجرعة.
وقال استشاري طب النوم: الدراسات العلمية الرصينة أظهرت أن الجرعات المنخفضة (أقل من١ ملغم) كافية لإحداث الأثر الإيجابي المطلوب عند الاستخدام الصحيح.
وأضاف: من الأخطاء الشائعة لاستخدام الميلاتونين، أن البعض يعتقد أنه آمن جدًّا؛ لدرجة أنه لا يوجد له مضاعفات، والصحيح أن له مضاعفات قد تحدث لبعض المرضى، منها: الصداع، والدوخة، وزيادة النعاس أثناء النهار، والغثيان، وألم المعدة، وسرعة الانفعال، وقد يظهر لدى البعض شعور مؤقت بأعراض الاكتئاب.
ونبّه “الشريف” إلى أن الميلاتونين يتعارض مع بعض الأدوية، ويُنصح بتجنب استخدامه عند المصابين بالأمراض المناعية، والروماتزم، والصرع، وبشكل عام يُنصح باستشارة الطبيب قبل تناوله.