الأخبار المحلية

فاجعة ورسالة مُبكية.. مقيمٌ يروي كيف فَقَد زوجته وأطفاله الـ5 في حريق بجدة

روى المقيم الفلسطيني، نادر عيوش، تفاصيل فاجعة وفاة خمسة من أطفاله وزوجته بعد اندلاع حريقًا نشب في شقة أحد جيران أقاربه بحي المروة بجدة في يوم 23 من شهر رمضان الماضي.

وقال “عيوش”، عبر مداخلته في برنامج “يا هلا” على قناة “روتانا خليجية”: “وقعت الحادثة في 23 من شهر رمضان الماضي في شقة أحد جيران الأقرباء في حي المروة بمدينة جدة؛ حيث اندلعت النار في إحدى الشقق في الدور الأرضي من العمارة، وكان أطفالي وزوجتي في شقة في الدور الثاني، ووصلت الأدخنة إليهم، وخرجوا من الشقة وحاولوا الهرب باستخدام المصعد؛ ولكن وجدوه معطلًا بسبب الحريق، وبعد نزولهم عبر الدرج للخروج من العمارة السكنية لم يستطيعوا بسبب لهب النار، وصعدوا مرة أخرى في محاولة للصعود إلى سطح العمارة حتى يتنفسوا الهواء؛ إلا أنهم وجدوا الباب المؤدي إلى سطح العمارة مغلقًا واضطروا إلى أن يذهبوا إلى شقة قريبي، وكان الدخان أقوى منهم، وتوفوا متأثرين بالاختناق داخل الشقة وهم خمسة من أبنائي وزوجتي وزوجة قريبي وابنته وطفل صغير لا يزال في العناية المركزة بالمستشفى، الله يشفيه”.

وأشار إلى أن سبب الحريق هو عبث أطفال وقع في الشقة المجاورة وقال: “تلقيتُ خبر الحريق بعد اتصال زوجتي عليّ، وكنت ذاهبًا لأقضي بعض الأشغال، وعلى الفور اتجهت إليهم، ولم أتمالك نفسي ولم أستطع قيادة المركبة من هول الحادثة؛ حيث قام أحد الإخوة السعوديين -الذي أتمنى أن أراه وأشكره- بتوصيلي إلى موقع الحريق، ووجدت الدفاع المدني والإسعاف، وأخبرني أن أبنائي طيبون وهم في المستشفى، ولم يشأ أن يصدمني، جزاه الله خيرًا، وذهبت إلى المستشفى واستلمت جثثهم، الله يرحمهم”.

وأضاف: “السفير باسم الآغا سفير دولة فلسطين في المملكة العربية السعودية جاء إلى منزلي، وقدّم التعازي والمواساة، ونقلوا التعازي من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأشكرهم على مواساتهم، كما أقدّم الشكر للشعب السعودي العظيم على مواساتهم في فقْد زوجتي وأبنائي، وأثمّن وقفتهم التي خففت حزني على ما أصاب عائلتي، وأشكر جميع المغردين السعوديين والعرب الذين تفاعلوا معي وقدموا الدعوات التي ألهمتني الصبر في وفاة عائلتي والحمد لله، وهذا الفعل ليس بغريب على الشعب السعودي الوفي الكريم.

وأوضح “عيوش” أنه من مواليد المملكة؛ حيث قال: ولدتُ تحديدًا في مكة المكرمة، وعشتُ سنتين فيها، وعشت 43 عامًا في جدة سعيدًا بهذه الإقامة بين أهلي والجيران في المملكة العربية السعودية، ولم أجد إلا الحب والوفاء من الشعب السعودي على هذه الأرض الطاهرة”.

وقد كتب المقيم تغريدة مُبكية يعزّي نفسه بعد وفاة عائلته وأبنائه: “وداعًا فلذات قلبي اليوم بعد صلاة الجمعة سوف تكونون تحت التراب ومعكم المرأة التي أنجبتكم وزرعت بإخلاصها وتفانيها إنسانًا يعشق تراب قدميها، وداعًا أحباب قلبي تركتوني وحيدًا وأنا لا أستطيع البعد عنكم دقيقة، موعدنا في جنة الخلد، أحبكم”.