مركز الحرب الفكرية.. منصة سعودية ناعمة لدرء الإرهاب والتطرف
أصدر مركز القرار للدراسات الإعلامية دراسة حديثة تناول من خلالها مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع؛ بهدف اكتشاف طبيعة معالجته لقضايا التطرف والإرهاب، إضافة إلى رصد وتحليل المحتوى المنشور على حساب المركز ونتائجه، والتعرف على وسائله الاتصالية والكيفية التي اتبعها في إيصال رسائله.
واعتمدت الدراسة الصادرة عن مركز القرار على تغريدات المركز خلال عامين كاملين، حيث كانت فترة الدراسة ما بين 1 أبريل 2019م – 31 مارس 2021م، وعدد تغريدات تلك الفترة نحو 243 تغريدة، فيما يصل عدد متابعي حساب المركز قرابة 1.2 مليون مستخدم.
وسلطت الدراسة الضوء على الأهداف الرئيسة للمركز والمتمثلة في اتباع قيم الوسطية والاعتدال، ومواجهة جذور التطرف والإرهاب، وعرض القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة، إضافة إلى بعض المهام التي اتخذ منها منهجًا لعمله، ومنها المواجهة الفكرية للمفاهيم المتطرفة، وتفنيد الادعاءات والمزاعم المغلوطة، وتصويب المفاهيم الخاطئة بالطرح العلمي والفكري، فضلًا عن التأصيل بالفهم الصحيح لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية.
ويُعنى المركز بعدد من الجهود المخصصة لتحصين الشباب من التطرف، ومن أبرزها إظهار حقيقة الإسلام، وتنظيم برامج وقائية لرفع مستوى الوعي، إضافة إلى ترسيخ الصورة الحقيقية عن قيم الإسلام الرفيعة، وتعزيز المناعة الفكرية للمستهدفين من الجماعات الإرهابية.
وتنوعت في عينة الدراسة أهداف التغريدات، فوصلت نسبة التغريدات الإخبارية إلى نحو 70%، فيما كان نصيب التغريدات التوعوية 24%، وتغريدات تعديل المفاهيم 6% فقط، وفيما يتعلق بالقضايا التي تناولتها التغريدات تصدرت القضايا الفكرية تغريدات المركز بنسبة 67%، والقضايا المجتمعية 12%، ونشاطات المركز 9%، والقضايا القومية 4%، والقيادة السياسية للدولة 4%، وأخيرًا المناسبات الدينية بنسبة 4%.
وحذّر المركز من عدة أساليب تضليلية ينتهجها المتطرفون من أبرزها تزوير المعلومة أو المبالغة فيها، وصياغة المعلومات في سياق مفبرك ومثير، إضافة إلى عزل المستهدفين عن “العلماء الراسخين”، وتوظيف مصطلحات إسلامية لصالح أجندة التطرف الفكرية، إضافة إلى استغلال الحماسة الدينية المجردة عن الوعي لدى المراهقين والشباب.
وتمثلت أبرز نتائج الدراسة في اعتماد المركز على مواجهة الفكر بالفكر، واستدلاله بالاستمالات العقلية والحُجج المنطقية، وتناول أهم سبل مواجهة التطرف وتحصين النشء، وتسليط الضوء على التطرف من زواياه الدينية والاجتماعية والتاريخية، وكشف الأساليب التضليلية التي يتبعها أنصار هذا الفكر الهدام.
ويعمل المركز على تقديم النصح والإرشاد للمتابعين بهدف ثِقلهم، وفي الوقت ذاته تحذيرهم من مساعي العناصر المتطرفة لاستمالتهم ومن ثمّ استقطابهم، كما يهدف لبث العديد من الرسائل التوعوية المتمثلة في أهمية دور الأسرة والمدرسة في احتضان الأطفال وحمايتهم من التطرف الفكري، وضرورة التأكيد على فاعلية الحوار البناء في تعزيز قيم التفاهم والتسامح والتعايش، وأهمية ترسيخ منهجية الفكر النقدي لدى أفراد المجتمع، حتى لا يتم التسليم بالأفكار الجديدة، فضلاً عن التنبيه على الاختراق الفكري الذي يسعى إليه المتطرفون عبر تحريف معاني النصوص ومقاصدها وتوظيف العاطفة الدينية خدمة لأهدافهم ومصالحهم الخاصة.