غدًا.. شخصيات عالمية بمؤتمر الإيسيسكو الدولي حول القيم الحضارية في السيرة النبوية
ينطلق غدًا الخميس بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، المؤتمر الدولي حول القيم الحضارية في السيرة النبوية، تحت شعار: “نحو رؤية مستقبلية للسيرة النبوية”، بمشاركة شخصيات دولية مرموقة من داخل العالم الإسلامي وخارجه، وتحت الرعاية الملكية السامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية.
ويأتي هذا المؤتمر ردًّا على محاولات الإساءة إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويندرج ضمن الاستراتيجية الجديدة لعمل الإيسيسكو، التي تجعل منها منارة إشعاع حضاري دولي؛ إذ تعمل المنظمة، بالتعاون مع شركائها، وفي مقدمتهم رابطة العالم الإسلامي، والرابطة المحمدية للعلماء في المملكة المغربية، على تقديم الصورة الحقيقية للحضارة والثقافة الإسلاميتين.
وسيشهد المؤتمر مشاركة دولية رفيعة المستوى من داخل العالم الإسلامي وخارجه؛ حيث يحل كل من: عمران خان، رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية.. والأمير شارلز، أمير ويلز- المملكة المتحدة.. والأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي سفير الإيسيسكو للنوايا الحسنة.. وميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، ضيوف شرف المؤتمر، الذي يهدف إلى استمداد الإنسانية من قيم الرسالة المحمدية، وحصر الإشكالات الذاتية والموضوعية في التعامل مع السيرة النبوية، متطلعًا إلى مخرجات تروم إعداد استراتيجية تواصلية للتعاطي مع الأبعاد الوظيفية للسيرة النبوية، وإعداد خطوط عريضة تواصلية تتعامل مع الأبعاد الوظيفية الكونية للسيرة النبوية، إضافة إلى استثمار مواد المؤتمر وأوراقه ووثائقه في إعداد مواد إعلامية تواصلية على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مؤملًا إنشاء مرصد خاص بالسيرة النبوية يتتبع كل ما ينشر من أبحاث حول الرسول باللغات العالمية.
ويناقش المؤتمر أربعة محاور رئيسية هي: السيرة النبوية والجهود العلمية، والسيرة النبوية والأبعاد الوظيفية، والسيرة النبوية والإشكالات المعاصرة، إضافة إلى شهادات عالمية حية في سيد الأنام ورسالته الخاتمة.
ويحظى المؤتمر بدعم كبير من الشركاء والدول الأعضاء، وفي مقدمتها المملكة المغربية دولة المقر؛ حيث حظي المؤتمر برعاية ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقال الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو: إن هذا الدعم الذي يلقاه المؤتمر منذ الإعلان الأول عن تنظيمه؛ يرتبط بموضوعه، وأنه يتعلق بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي لا يختلف اثنان على أنه أحد أبرز الشخصيات العظيمة في التاريخ الإنساني؛ مشيرًا إلى أن الرعاية الملكية الكريمة لهذا المؤتمر المهم، الذي تعقده المنظمة بالشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية ورابطة العالم الإسلامي بالمملكة العربية السعودية، شرف وفخر للإيسيسكو.
حضور عالمي
يشارك في المؤتمر، بالإضافة إلى ضيوف الشرف، شخصيات عالمية مرموقة من داخل الدول الإسلامية وخارجها، ومنهم: الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين.. والدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية.. وشيخ الإسلام الله شكر باشا زاده، رئيس إدارة مسلمي القوقاز مفتي أذربيجان والقوقاز.. إضافة إلى ثلة من الشخصيات العالمية المهمة والمنتمية إلى مؤسسات ومنظمات دولية، وعلماء وأساتذة مختصين في السيرة النبوية وعلومها، وخبراء في الإعلام والتواصل وتحليل الخطاب، وعدد من أصحاب المبادرات الإعلامية والثقافية الناجحة للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم.
رد علمي وعملي
وأوضح الدكتور سالم بن محمد المالك، مدير الإيسيسكو، أن المؤتمر يأتي ردًّا علميًّا وعمليًّا على محاولات الإساءة إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإلى مواجهة التوظيفات، والتوظيفات المضادة لأصول الشرع الحنيف بخلاف روحها ومقاصدها، وذيوع المفاهيم المتسمة بالحرفية والتجزؤ، والمتجانفة عن تنزيل النص حسب السياقات، ومراعاة العادات والأعراف والمآلات، كما يواجه أزمة انهيار نظم القيم والأخلاق، التي أصابت بِنَى العلاقات الأسرية الضامنة لاستمرار النوع البشري، إضافة إلى تحدي المناهج التربوية والتعليمية في ارتباطها بقضايا الهوية والحال والمآل.
حاجة الإنسانية
يأتي المؤتمر الدولي حول القيم الحضارية في السيرة النبوية، استجابة لحاجة الإنسانية إلى الاستمداد من قيم الرسالة، وإعداد استراتيجية تواصلية للتعاطي مع الأبعاد الوظيفية للسيرة النبوية، وحصر الإشكالات الذاتية والموضوعية في التعامل مع السيرة النبوية، إضافة إلى تجميع وترتيب الجهود العلمية في مجال البحث في السيرة النبوية، وبناء رؤية متجددة بآفاق مستقبلية للسيرة النبوية، كما يهدف إلى تمكين المنظمات والهيئات العاملة في مجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصال من آليات وأدوات عمل منهجية في بناء مخططات عمل وخبرات في مجال التعريف بالسيرة النبوية.
محاور المؤتمر
يناقش المؤتمر أربعة محاور رئيسية، يتضمن كل واحد منها عددًا من العناوين الفرعية، ويأتي المحور الأول بعنوان: السيرة النبوية والجهود العلمية، ويتناول جهود علماء الأمة في خدمة السيرة النبوية: المرويات، المصادر، الإعلام، المؤلفات، الترجمة… إضافة إلى مداخل تقريب السيرة النبوية في السياق العالمي الراهن، وواقع السيرة النبوية في الدرس الجامعي، كما يتناول جهود المؤسسات المسلمة في خدمة السيرة النبوية، وجهود الباحثين المعاصرين في إعادة كتابة السيرة النبوية.
ويناقش محور السيرة النبوية والأبعاد الوظيفية، السيرة النبوية وإدارة الحياة، والفنون والآداب في خدمة السيرة النبوية (الخط، الزخرفة، المدائح…) إضافة إلى المنهج النبوي في بناء القيم لدى الشباب من خلال السيرة النبوية، والمنهج النبوي في إدارة الأزمات وأثره في تحقيق المصالحة والسلم الاجتماعي وتعزيز المواطنة، ومنهج السيرة النبوية في التعامل مع الآخر.
أما محور السيرة النبوية والإشكالات المعاصرة، فيركز على الوعي المنهاجي بالسيرة ومواجهة ظاهرة العداء للإسلام والإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى محاربة التطرف والعنف وبناء الشخصية المستوية من منظور السيرة النبوية، كما يركز على تحرير السيرة النبوية من قراءات التنظيمات الحركية المتطرفة، والتوظيفات السياسية والإيديولوجية الضيقة، والمسألة الحقوقية: حقوق الإنسان، حقوق الإنسانية في ضوء السيرة النبوية، وأخيرًا السيرة النبوية: مصدر للأحداث التاريخية أو منظومة قيم هادية للإنسان.
بينما يجمع المحور الرابع والأخير عددًا من الشهادات العالمية الحية في سيد الأنام ورسالته الخاتمة.
المخرجات
يتطلع المؤتمر إلى عدد من المخرجات المهمة؛ يأتي على رأسها إعداد الخطوط العريضة لاستراتيجية تواصلية للتعاطي مع الأبعاد الوظيفية الكونية للسيرة النبوية، كما يتطلع إلى استثمار مواد المؤتمر وأوراقه ووثائقه في إعداد مواد إعلامية تواصلية على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ونابعة من المواقف النبوية البانية إزاء القضايا المعاصرة (حقوق الإنسان بما فيها حقوق الطفل والمرأة والأقليات والمهاجرين، وقضايا الصحة والبيئة وحسن استثمار موارد الطبيعة والكون، ومنظومة القيم الأخلاقية، وفض النزاعات وتعزيز السلم في العلاقات الدولية).
ويأمل المؤتمر كذلك في إنشاء مرصد خاص بالسيرة النبوية لتتبع كل ما يُنشر من أبحاث حول الرسول في اللغات العالمية، والتعريف بها لفائدة المؤسسات الجامعية والمراكز البحثية والهيئات والمؤسسات والمنظمات لاستثمارها في تطوير مشاريع وخطط عمل في التعريف بسيرة المصطفى، إضافة إلى إطلاق جائزة الإيسيسكو العالمية في السيرة النبوية، وإصدار «معاجم ما أُلّف في السيرة النبوية» باللغات العالمية.