“الجبل الأسود” بجازان وجهة سياحية متفردة.. ومطالبة بزيادة الخدمات
ما إن تصل إلى سفح الجبل الأسود التابع لمحافظة الريث بجازان إلا وتستقبلك الينابيع المائية التي تتفجر من الصخور في مشهد رباني أخّاذ، فضلاً عن انتشار باعة الورود والرياحين والفل الجازاني.
ويشهد الجبل إقبالاً كبيراً من الزوار والسواح الذين أخذوا يتوافدون على المواقع السياحية في المملكة التي تشهد اهتماماً كبيراً من الدولة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين، اللذان خطّا أجمل الصور الإنمائية والفكرية والسياحية والاقتصادية وفق رؤية أخذت تؤتي ثمارها وتعم بنفعها.
ورصدت “سبق” أمس الوضع بالجبل الأسود الذي يرجح أن يكون قد سمي بهذا الاسم لكثافة غطائه النباتي الذي يخيل إلى ناظره أن لونه أسود رغم الغطاء الأخضر الذي يكسوه.
وقال عدد من السكان لـ”سبق”، إن الجبل شهد مؤخراً اهتماماً من أمير المنطقة ونائبه، ما انعكس على الكثير من الخدمات والاهتمام بالطريق الموصل إليه رغم ضيقه والمنعطفات الخطرة التي شهدت عدة حوادث ذهب ضحيتها الكثير؛ الأمر الذي دفع بالجهات المختصة إلى عمل مصدات خرسانية لمنع سقوط المركبات والحيلولة دون حدوث انهيارات وتصريف مياه الأمطار بما يضمن عدم تضرر الطريق، إلا أن السكان وزوار المكان لا يزالون يأملون بتوسعة الطريق وإيصال المياه للمكان الذي يعتمد على صهاريج المياه الباهظة الثمن.
وأكد السكان والمستثمرون في الجبل أن صعوبة الطريق ووعورته يشكل عائقاً كبيراً للتطوير حيث يفوق سعر الشاحنات قيمة المؤن ذاتها.
ورصدت “سبق” خلال جولتها أمس بعض المتنزهات ذات الإطلالات الجميلة وقد طالتها أيادي العبث وإشعال النيران داخلها والكتابة والرسم على أرجاء تلك المتنزهات، فضلاً عن أكوام النفايات؛ ما أحدث تشوهاً بصرياً كبيراً، ودفع بالسواح إلى المطالبة بحماية تلك الأماكن العامة وتكثيف الرقابة عليها من قبل الجهات المختصة بما يضمن بقاء الوجه المشرق لتلك الوجهة السياحية الساحرة.
وقال الدكتور سالم المطيري الذي قدم من الرياض والتقته “سبق”، إن تلك المناظر والمقومات السياحية البكر وما حبا الله به هذا الجبل من جمال رباني أخاذ يفوق دولاً غربية زارها في وقت سابق.
ويأخذ الجبل الذي يبلغ طوله قرابة 1800م شكل القوس بادئاً من الشمال إلى الشرق عند أعلى قمة فيه، ويحده من الشمال والشمال الغربي جبل القهر ووادي لجب المشهور بشلالاته المائية، ومن الجنوب جبال منجد التابعة لمحافظة هروب إضافة لجبال الصهاليل.
ويزيد من جمال المكان وإعجاب الزوار الزي التقليدي للسكان الذي لم تغيره المدنية إلى جانب تلك الرياحين والورود والنباتات العطرية التي تزين رؤوس أبنائها صغاراً وكباراً، وهو الأمر الذي أوجد متاجر بالجبل، خاصة بتلك الملابس للذكور والإناث على حد سواء، والتي يحرص الزوار والسواح للمكان على اقتنائها والتزين بها.