الأخبار المحلية

تفاعلاً مع “سبق”.. ضحية الخطأ الطبي بمكة تروي تفاصيل العملية الفاشلة تلفزيونياً

روت ضحية الخطأ الطبي الفادح بمكة المكرمة أميرة مسكي؛ التي تعرضت لعملية فاشلة في فقرات الظهر أقعدتها عن الحركة؛ تفاصيل معاناتها مع الألم الذي أفقدها الأمل؛ مطالبةً بالتحقيق في الحادثة ومحاسبة المتسبب ومعالجتها في مستشفيات متخصصة؛ وأخذ حقوقها من الطبيب الذي تسبب لها في هذه المعاناة الدائمة.

جاء ذلك خلال لقائها في برنامج “يا هلا” على قناة “روتانا خليجية” التي تفاعلت مع ما نشرته “سبق” حول حادثة الطبيب الذي دفع مبلغاً وقدره 150 ألف ريال لمواطن؛ نظير خطأ طبي ارتكبه تجاه زوجته وتسبب في إعاقتها عن الحركة.

واستضافت القناة الزوج والزوجة اللذين تحدثا عن معاناتهما؛ وسط مطالبتهما بضرورة محاسبة المتسبب، وفتح ملف تحقيق حول الحادثة؛ بعد مضي ثمانية أشهر على شكوى تقدما بها إلى الشؤون الصحية بمكة المكرمة، والتي لم تر النور بعد.

وكانت “سبق” قد نشرت، الأسبوع الماضي، وانفردت بخبر تحت عنوان: “بعد خطأ طبي فادح.. طبيب يدفع 150 ألف ريال لمواطن مقابل علاج زوجته”، جاء فيه أن قضية نشبت بمستشفى خاص بمكة المكرمة مطلع العام الهجري الجاري، عندما فقدت امرأة الحركة إلى جانب معاناتها من أمراض أخرى وأصبحت طريحة الفراش، من جراء عملية جراحية أجراها طبيب مقيم من جنسية عربية ارتكب خطأ طبيًا بحقها، ثم أتبع خطأه بدفع مبلغ مالي لزوجها بغية عدم فضحه ورفع شكوى ضده.

تفاصيل الحادثة التي رواها زوج المتضررة والألم يعتصره؛ تقول إن الزوجة فقدت الأمل في الحياة بسبب خطأ طبي ليس لها ذنب فيه سوى الإهمال وعدم الاكتراث من قِبل الطبيب الذي كان السبب وراء تلك المعاناة التي ستلازمها طوال حياتها.

وقال سمير يوسف مسكي لـ”سبق” حينها: راجعتُ بزوجتي “أميرة جميل مسكي” ذات الـ 47 عاماً مستوصفًا خاصًا بمكة المكرمة، في مطلع السنة الهجرية الحالية؛ بسبب أنها كانت تشكو من ألم في ظهرها لم يعِقها عن الحركة، وقد أوصى طبيب مقيم في ذلك المستوصف الخاص، وهو طبيب عظام بإحالتها لإجراء عملية لها في مستشفى خاص آخر بمكة تحت إشرافه، وأفاد أنها تعاني من انزلاق دسك بين الفقرة الرابعة والخامسة وتحتاج لعملية عاجلة.

وأضاف: بعد أيام راجعت بزوجتي للطبيب المقيم بالمستشفى الخاص وهو مستشفى شهير بمكة، تحتفظ “سبق” باسمه، وقد قرر تنويمها ومن ثم إجراء عملية لها بمبلغ وقدره 17 ألف ريال، وبالفعل تم إجراء العملية، وبعد أيام كتب لها خروجًا، ومن هنا تبدأ المعاناة، حيث لم تعد زوجتي بعد خروجها من المستشفى تستطيع أن تمشي إلى جانب معاناتها من أمراض أخرى من جراء العملية، وظلّت على هذه الحالة بضعة أيام.

وأردف: عند مراجعتي للطبيب الذي أجرى العملية أفاد أنها مع الأيام سوف تتحسن، ولكن لم تتحسن وظلّت على هذه الحالة، حينها عدتُ إلى الطبيب وطلب مني عمل أشعة رنين مغناطيسي، وعملت لها الأشعة في مستشفى آخر، وراجعته واعترف بعد أن اطلع على الأشعة بأن العملية فشلت، وأوصى بإجراء عملية ثانية عند استشاري مخ وأعصاب وعمود فقري بمستشفى آخر، بحسب تقرير طبي عليه توقيعه، فطلب مني أن أذهب إلى مستشفى خاص آخر وهو يتكفل بإجراء العملية حتى تُشفى المريضة شفاءً تامًا.

وتابع: وبعد أن هددته برفع شكوى وتصعيد الأمر؛ وبالفعل ذهبت إلى مستشفى خاص بجدة وقرر الأطباء هناك بعد إجراء الأشعة أن الفقرات ضاغطة على الحبل الشكوى بسبب العملية الأولى التي أُجريت لها، حينها عدتُ إلى الطبيب وسلّمته التقارير الطبية التي تثبت خطأه، وسلمني على الفور مبلغًا وقدره 150 ألف ريال في سند أمر، اطلعت “سبق” على نسخة منه، حيث اعترف فيه الطبيب بفشل العملية الأولى ودفعه المبلغ من قيمة علاج المريضة حتى الشفاء.

وأشار إلى أنه أجرى العملية الثانية في مستشفى خاص بجدة وكلفته 170 ألف ريال؛ عند طبيب متمكن وشهير بالمحافظة حيث أكد أن العملية اقتصرت على إزاحة الفقرات فقط، بينما النخاع لا يزال متأثراً من العملية الأولى ولم يتمكن من علاجه بسبب تضرره من العملية الأولى.

ولفت إلى أن زوجته لا تزال تعاني من ذلك الخطأ الطبي وهي طريحة الفراش ولا تستطيع الحركة، ويقوم بدفع ما يقدر بأكثر من 10 آلاف ريال شهرياً وهي قيمة مستلزمات طبية لا ذنب لها فيها سوى الخطأ الذي حلّ بها.

وكشف أنه تقدم بشكوى للشؤون الصحية بمكة المكرمة ضد المستشفى الخاص والطبيب منذ ثمانية أشهر والتي فتحت ملف تحقيق فيما لم يُبت في موضوعه حتى الآن، وما زال الطبيب طليقاً ويمارس مهنته دون حسيب، بينما هو أصبح ملازماً لزوجته يتنقل بها من مستشفى لآخر بغية العلاج.

ويأمل المواطن سمير مسكي من المسؤولين في وزارة الصحة؛ فتح ملف تحقيق حول الحادثة، بأسرع وقت ومحاسبة المتسببين في معاناة زوجته التي فقدت الأمل في الحياة بسبب خطأ لا يغتفر.