المقالات

تجربة الكشافة الفلسطينية في تنمية العضوية مثال يحتذى

التقيت على هامش إحدى المناسبات الكشفية العربية التي عُقدت مؤخراً في دولة الكويت بالفريق جبريل الرجوب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في دولة فلسطين، رئيس جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية، وعبرت له خلال اللقاء عن سعادتي بالنمو المتسارع في تنمية العضوية بالكشافة الفلسطينية وهو ما يتسق مع رؤية المنظمة الكشفية العالمية من انه بحلول عام 2023، تكون الكشافة هي الحركة التربوية الشبابية الرائدة في العالم، لتمكين 100 مليون من الشباب ليكونوا مواطنين فاعلين في إحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم وفي العالم على أساس قيم مشتركة ، وباركت له هذا العمل الذي توج أن جعل الكشافة الفلسطينية مع شقيقتها الجزائرية تتصدر المشهد الكشفي العربي حالياً في تنمية العضوية وفق إحصاءات المكتب الكشفي العالمي ، فكان أن علق على كلامي الذي حضر جزء منه رئيس اللجنة الكشفية العربية الدكتور عبدالله الطريجي ، أن طموح الكشافة الفلسطينية في ذلك الشأن أكبر من ذلك ، وأكد في حديثه على ماسبق وأن سمعته منه خلال حضوري افتتاح المقر الدائم لجمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية ، عبر تقنية “الفيديو كونفرنس” شهر يونية 2020 من أن العضوية حق مكتسب لكل فلسطيني، وهي بمعزل عن كافة أشكال التبعية سواء كانت للسياسة أو الجغرافيا أو غيرها ، ومن ثم أخذ يحدثني عن الطموحات والأفكار التي يتمناها ، والخطط التي يأمل تنفيذها ، الأمر الذي جعلني أقول في نفسي : ” مادام تلك القيادات الكشفية بتلك الطموحات لدينا فكشفيتنا العربية بخير” .

ولم يأت إعجابي بتنمية العضوية في الكشافة الفلسطينية وليد اللحظة فقد تابعت احتفالاً كشفياً مُهيباً اقامته عام 2019 بمناسبة انضمام 1100 عضو كشفي جديد من 20 مجموعة كشفية في المحافظات الجنوبية ، وحضرت عرض لتلك المناسبة كأحد النماذج الناجحة قدمه المفوض الدولي للكشافة الفلسطينية صخر حميد ، بحضور الأمين العام للمنظمة الكشفية العالمية أحمد الهنداوي خلال السمينار الإقليمي لتنمية العضوية الذي عقدته المنظمة الكشفية العربية بالمركز الكشفي العربي في القاهرة خلال المدة من 10 الى 16 رجب 1440هـ ، وعلقت حينها على ذلك العرض بالقول من انه كلما كنا تؤمن بقيم الكشفية كلما كانت لدينا الرغبة في رؤية أكبر عدد يستفيد من هذه القيم ، فتنمية العضوية جزء من مهمة الحركة الكشفية ، والكشافة مثلها مثل المنتجات التجارية لا تعتمد على جودة المنتج في تحقيق أعلى الإيرادات بقدر اعتمادها على وسائل الدعاية والإعلان عن هذا المنتج ، وطلبته منه حينها أن يبين لنا كيف تم الإعلان والتسويق لذلك المشهد المهيب ، فعرض علينا جميعاً الخطوات التي قاموا بها ، الأمر الذي جعلني أقف وأقدم له التحية الكشفية على العمل الاعلامي التسويقي الاحترافي الذي قاموا به ، وخلال حفل عشاء أقيم على هامش تلك المناسبة تجاذبنا الحديث حول تنمية العضوية ، فكنا نلتقي تقريباً في جميع الأفكار والرؤى ومنها من أن زيادة عدد الأعضاء المنتمين للحركة الكشفية دليل قاطع على نجاح الأداء وملائمة البرامج لمستجدات العصر ، وأن نقص الأعضاء يدل على عكس ذلك ، وهو ما ذهب اليه هاني عبدالمنعم المدير العالمي لتطوير الكشفية بالمكتب الكشفي العالمي ، من تنمية العضوية الكشفية هي أحد مقاييس النجاح الكمي في الحركة الكشفية ، مثلما أن تحقيق هدف الحركة الإسهام في تربية النشء والشباب لكي يكونوا مواطنين نافعين لمجتمعاتهم هو المقياس الكيفي للكشفية ، وأن تنمية العضوية يمكن أن تكون من عدة مجالات في العمل الكشفي ، ومن أهمها مجال المراحل والبرامج خاصة إذا تم التركيز على البرامج الملائمة للعصر وتطوراته ، كما يمكن زيادة العضوية من خلال مجال تنمية الموارد البشرية ” المتطوعون الراشدون في الكشفية ” ، ومن خلال خدمة وتنمية المجتمع باعتبار أن تفاعل الكشفية مع المجتمع من أهم واجباتها ، والاهتمام بمجال الاتصالات والاعلام ، ومجال الادارة الكشفية التي تعمل على تلبية احتياجات أعضائها والتخطيط المتميز بنظرة مستقبلية وتطوير الأداء باستمرار.

أنني ومن واقع مسؤوليتي كعضو منتسب للحركة الكشفية العربية ، المؤمن بأهدافها ورسالتها ومبادئها وقيمها ، أدعو إلى الاستفادة من التجربة الكشفية الفلسطينية في مجال تنمية العضوية ، التي ورغم أن الاعتراف بعضويتها الكاملة لم يحصل إلا عام 2016 ، واستلمت شهادة العضوية في المنظمة الكشفية العالمية خلال المؤتمر الكشفي العالمي الواحد والأربعين الذي عقد في “باكو” أذربيجان عام 2017، إلا أنها حققت منجزاً يؤكد على حسن التخطيط ، ومتانة القاعدة الكشفية الفلسطينية التي تعتبر من أوائل الحركات الكشفية في العالم، حيث تأسست عام 1912، ومنحت شهادة دبلوما المئوية لمناسبة مرور مائة عام على تأسيسها خلال المؤتمر الكشفي العالمي التاسع والثلاثين في البرازيل عام 2011م.

 

مبارك بن عوض الدوسري

@mawdd3