الأسرة السعودية الكافلة .. حضن دافئ للأيتام
“من حق كل طفل أن يكون له عائلة” “والأطفال مكانهم البيوت وليس دور الإيواء ودور الحضانة” فكل طفل في دار رعاية من حقه أن ينتمي إلى أسرة كافلة يشعر معها بالأمان ويحس بطعم العيش البيوت مع أسرة متكاملة ،والاحتضان هدف نبيل ومسئولية كبيرة فالأطفال المحتضنون ليسوا ألعاباً واحتضانهم مسؤولية كبرى وحلم الكثير من الزوجات اللاتي لا ينجبن أطفالا بيولوجيين فيبدأ حلمهم الوردي في احتضان طفلة أو طفل.
وفضل كفالة اليتيم تتمثل في : مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة ، أن تعود بالخير الجزيل والفضل العظيم في الحياة الدنيا والآخرة ،تساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهية، تجعل البيت الذي فيه اليتيم من خير بيوت المسلمين ، تدل على طبع سليم وفطرة نقية وقلب رحيم، زيادة في رزق الكافل.
وإن حضانة الأطفال الأيتام مع أسرهم يعتبر ضمن توجهات وسياسة المملكة العربية السعودية وذلك في أن يجد أسرة تحتويه دون أن يبقى في دور الإيواء، ومن هنا يكون الفرد قادرا على العطاء والتكيف مع المجتمع ويشعر بالأمان الأسري، والعائلي، والعاطفي، والنفسي . وهذا يجسد حقيقة مفهوم التكافل الاجتماعي الذي دعا إليه ديننا وحض عليه، وبمناسبة اليوم العالمي للاحتضان التقيت بعدد من الأمهات المحتضنات اللواتي تشرف عليهم جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة لنتعرف على شعورهم بعد الاحتضان .
التقيت بالأم الحاضنة أم ضيء يحيى العبد الله لتحدثنا عن تجربتها في الاحتضان فقالت: كان يوم قدوم ضيء لبيتنا قدوم ضيف غالي ، ضيء قطعة من قلبي، والجميع كان ينتظرها سبحان الله قدمت ضيء مع قدوم شهر رمضان المبارك فزادت أيامنا بركة وسعادة بفضل الله سبحانه وتعالى .هي الحياة بالنسبة لي جعلت من حياتي شيء آخر، أضاءت لي وحشة البيت، شعوري لا يوصف، في كل يوم تكبر وتكبر أحلامي معها، متى أرى ابنتي ضيء عروسا، سبحان الله دائما العوض من الله خير والله عوضني بها. أدعوا كل أسرة لم ترزق أبناء باحتضان طفل أو طفلة لتعم السعادة والبركة على بيوتهم ، كما عمت على بيتي وأسرتي .
كما قالت أم لطيفة عن تجربتها في الاحتضان : كان الاحتضان دائما في بالي وأصررت على ذلك فقمت بإتمام إجراءات معاملة طلب الاحتضان من تعبئة الاستمارات والفحوصات الطبية لي ولزوجي بعد أن قامت الأخصائية الاجتماعية من مكتب الإشراف الاجتماعي بإجراء الزيارة الميدانية إلى المنزل وتفقد مدى ملائمة للطفل المحتضن ، وبعد أن انتهت الأوراق بقيت أنتظر سنتين كاملتين وكنت على أعصابي طال تلك الفترة .وفي أحد الأيام جاءني اتصال وكان أجمل اتصال تلقيته في حياتي من مكتب الإشراف الاجتماعي حيث بشروني باستلام طفلتي ونور عيني ، وبعد هذا الانتظار الطويل أكرمني الله بطفلتي لطيفة ، فبدأت حياتنا الجديدة معها ، وهي من أجمل الأيام ، وازدادت البركة في حياتنا ، وأصبحنا من السعداء ، أشكر الله عزوجل أن جعلها من نصيبي.
وقالت الحاضنة أم رغد :
شعوري لا يوصف، حياتي اختلفت تماماً وتحققت أماني كثيرة بقدوم ابنتي رغد لمنزلي ، حين استلمت ابنتي رغد شعرت بفرح وسرور وإحساس مختلف ، وكانت فعلا تجربة جميلة وحين بدأت تنطق الكلمات الأولى نطقت بكلمة ماما بابا حينها كدت أطير من الفرح ، فكنت أحضنها إلى قلبي وأنا في غاية السعادة ، ثم بدأت تقول جده وخالة فأحسست بشعور رائع ونفس راضية ولله الحمد. أسأل الله أن يحفظها لي ويحميها، ويقدرني على تربيتها وتعليمها وإنني أدعو من هذا المنبر جميع أفراد المجتمع بضرورة “التفكير بالاحتضان ” لما نشعر به في البيت من بركة في كل شيء وسعادة لا توصف. ولا ننسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بأصبُعَيْهِ يعني : السَّبَّابةَ والوسطى).
دور جمعية “كيان” للأيتام ذوي الظروف الخاصة مع الأسر الحاضنة :
تجدر الإشارة أن جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة لها دور فاعل ومتميز في بناء كيان الأيتام وتساندهم من النواحي الوقائية والنمائية والتأهيلية، وتمكنهم من المشاركة الفاعلة داخل الأوساط الاجتماعية، وتعمل على تجويد حياتهم وتأهيلهم وإعدادهم للانخراط بقوة في مجتمع المعرفة والتنمية، وذلك من خلال تقديم البرامج الوقائية، وتوفير الإرشاد النفسي والاجتماعي لهم ولأسرهم الحاضنة، ودعم قضاياهم وحل مشكلاتهم، وتعمل على متابعتهم داخل الأسر الحاضنة ، وتقدم لهم ولأسرهم الإرشادات النفسية والصحية إضافة إلى الدورات التدريبية المتنوعة.
وفي نهاية اللقاء لا بد أن أشير إلى شروط الاحتضان المتمثلة في :
أن تكون الأسرة سعوديّة الجنسيّة.ألا يتجاوز سن الزوجة 50 عام وقت تقديم الطلب.
ثبوت صلاحية الأسرة اجتماعيًّا، ونفسيًّا، وتربويًّا.أن تكون الحالة الاقتصادية للأسرة جيّدة.
خلو الأسرة من الأمراض المعدية والسارية والنفسية المزمنة.