زدني فلست أهيم إلا بهم

ولانزال نبحث وأضنانا البحث و التحري علنا نجود مقالنا بصريح هدفنا و صلب مقالنا ، العرب وأي حروف تستوفي حقهم ، هم العرب من صافي الماء شديد الجاريان ، ومن البيان و الفصاحة ، عاشوا أنفة و إباء ، منهم انبثق العرق الشريف عليه الصلاة و السلام ، و تدرعت الجيوش الجرارة بفرسان العرب ، سأدع لك معرفتهم ، العرب فاقوا الشعوب بالذكاء و الفطنة :

يا حبَّذا حسن أيام لهم سلفت

وَحَبَذا تلكُمُ الأطلال والخيَمُ

أشهر دهاة العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه ، وقد حكم مصر و ألف بين شعبها المسلم و المسيحي بكل رخاء بعد أن قوّم الفاروق طريقة نهجه في الرعية ، و لاننسى القاضي اياس بن معاويه ، وللعرب شيم إمتدت من مأساة الصحراء و حاجتها للحياة ، فالكرم في صحراء قاحلة و عطش يهلك الإنسان و المطية، يعتبر رمز ومنه كرم حاتم الطائي ، إلا أنه وجد من يجاريه في قبيلته بالكرم ، و(قيل سأل رجل حاتمًا الطَّائي فقال: يا حاتم هل غلبك أحدٌ في الكَرَم؟ قال: نعم، غلام يتيم . ومن قريش كان عبد الله بن جُدْعَانَ مِن مُطْعِمي قريش، كهاشم بن عبد مناف ، و أخيراً أنفقوا يُنفق عليكم ، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لو كان لي مثل أحدٍ ذهبًا ما يسرُّني أن لا يمرَّ عليَّ ثلاثٌ، وعندي منه شيءٌ إلَّا شيءٌ أرصدُهُ لدينٍ” .