المسؤول وحساسيته للنقد
تسعى الدولة أيدها الله إلى تحسين الخدمات وتجويد العمل وتطوير المشاريع من خلال البرامج النوعية المختلفة ، والتي تستهدف المواطن ، متطلعة لتحقيق أعلى معايير الجودة في التنفيذ ومواكبة التطور وصولاً للهدف القريب رؤية المملكة العربية السعودية 2030 .
لاشك بأن من يعمل يخطئ ، وهي طبيعة البشر ، ولكن من يستمر في الوقوع بنفس الأخطاء كمن “تأخذه العزة بالإثم”، فيجب أن يتم تنبيهه و نصيحته وهذا واجب ديني ووطني على كل مواطن صالح وفاعل، فكيف يطلب الملك وولي عهده -حفظهما الله- أن يتم نقد عملهما، بل أن يصل الأمر إلى تقديم شكوى عليهما؛ و هذا من باب العدل في الحكم و الثقة في العمل ، بينما قد يغضب مسؤول في إدارة خدمية -مكلف من الدولة لخدمة الوطن والمواطن-؛ عندما يتمّ توجيه نقد بسيط لعمله وليس لشخصه، وقد يثور ويجلجل ويبرق ويرعد ويهدد الجميع بأن النقد تطاول و يحاسب عليه المواطن .
ألا يدرك هذا المسؤول بأن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين-أعزّهما الله- يضعان المواطن أولى اهتماماتهما وبالنسبة للعمل ؛ فلا أحد فوق النقد .
أوضح ولي العهد الأمين وعرّاب الرؤية -حفظه الله- بأن المواطن السعودي هو أعظم ما تملكه المملكة ، مؤكدًا بأن من مصلحة سموه أن ينمو الوطن السعودي وأن يكون المواطن راضيًا كل يوم من الذي سبقه ، كما راهن حفظه الله على المواطن السعودي فهو محور مهم ورئيس من محاور التنمية ، فهل يدرك المواطن هذا الأمر ويكون أهلاً لهذه الثقة ، فيجب أن يعتبر نفسه وهو كذلك ؛ شريكًا استراتيجيًا في خطط الدولة ومنجزاتها .
تحدث ولي العهد -أيده الله- في لقاء صحفي في وقت سابق عن تقبله للنقد وتعامله الشخصي معه من خلال قوله: “لو لم أكن قادرًا على التعامل مع النقد لما كنت جالساً معك اليوم أستمع لهذا السؤال، والسؤال السابق والسؤال المقبل الذي ستسأله” ، مضيفًا بأنه يعتقد بأن “الإعلام السعودي يجب أن ينتقد عمل الحكومة، وخطط الحكومة، أيّاً كان؛ لأن ذلك أمر جيد” .
عندما يسعى المواطن في نقد أي عمل فيجب على المسؤول أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار والاستئناس برأي المواطنين، فالمشروعات المقامة والتي تسعى تلك الجهات لتنفيذها هي للمواطنين ، وهو أمرٌ صحي يستفاد منه ، فالمواطن عين للمسؤول .