ماذا تعرف عن غاز الكلورين الذي تَسبب في كارثة ميناء العقبة الأردني؟
أثار انفجار الصهريج الذي يحمل غازًا سامًّا في ميناء العقبة بالأردن مساء أمس الاثنين، العديد من التساؤلات، بعد أن تسبب في كارثة أدت إلى قرابة ١٢ وفاة و٢٦٠ مصابًا.
وبحسب مسؤولين في ميناء العقبة؛ فإن الغاز المسبب للكارثة هو “الكلورين” أو “الكلور”، ووفق ما جاء في بيانات منظمة الصحة العالمية؛ ينتج “الكلورين” أو “الكلور” (Cl2) عن طريق التحليل الكهربائي لمحلول ملحي من كلوريد الصوديوم، ويتكون على إثر هذا التحليل “غاز أصفر مخضر له رائحة مميزة تشبه رائحة المادة المبيضة”.
وقالت المنظمة: إن “غاز الكلورين أثقل من الهواء بثلاثة أضعاف تقريبًا؛ وبالتالي فهو يتجمع في المناطق المنخفضة؛ لكنه غير قابل للانفجار؛ إلا أنه قد يعزز انفجار المواد الأخرى”.
تأثيرات الغاز
يحتوي الغاز على خصائص مسببة للتآكل، بسبب تأثيرات الأكسدة في الكلور التي تعمل على انقسام الهيدروجين في الماء داخل الأنسجة الرطبة، ولدى تعرض الجسم له يسبب هذا التأكسد إطلاق الأكسجين الناشئ وكلوريد الهيدروجين في الأنسجة؛ مما يؤدي إلى تلفها.
ويؤدي التأكسد أيضًا إلى تكوين “حمض هيبوكلوروس”، الذي يخترق الخلايا ويتفاعل مع البروتينات “السيتوبلازمية” لتدمير بنية الخلية.
خطورته على الإنسان
يُعد استنشاق الغاز هو الأكثر خطرًا على حياة الإنسان، كما أنه يصيب العينين بالحروق الشديدة.
ويسبب استنشاق هذا الغاز العديدَ من الأعراض؛ من أبرزها: “التسمم، الاختناق، السعال، ضيق التنفس، نقص الأكسجين، التشنجات، الحروق”.
وتتسبب هذه الأعراض في توقف القلب في الحالات الحرجة؛ مما يؤدي إلى الوفاة.
ولا يوجد علاج للتسمم بالكلور؛ لكن عند التعرض له يُنصح بإزالة التلوث الفوري على الجلد والعينين بكميات كبيرة من الماء، ويتم التعامل مع الحروق الناتجة عنه في الجسم كما يتم التعامل مع الحروق الحرارية.
ويُستخدم “الكلورين” في العديد من المنتجات الكيماوية وخصوصًا في المبيدات الحشرية ومواد التنظيف، كما يُستخدم في الأسلحة المحرمة دوليًّا.
وكانت الكارثة قد سببت وفاة 12 شخصًا، وأصيب 260 آخرون، إثر سقوط وانفجار صهريج يحمل الغاز السام في ميناء العقبة جنوبي الأردن.
وبدأت المشكلة أثناء تحميل الصهريج على ظهر إحدى الباخرات المتوقفة في الميناء؛ لكن حبل الرافعة انقطع؛ مما أدى إلى سقوطه وتسببه في انفجار كبير.
وغطت سحابة صفراء من الغازات السامة المكان؛ فيما لا يزال عدد الوفيات مرشحًا للارتفاع.
من جهته، قال المتحدث باسم مديرية الأمن العام الأردني في بيان رسمي: إن “المختصين وفريق المواد الخطرة في الدفاع المدني يتعاملون حتى هذه اللحظة مع حادثة التسرب”.