ما المعادلة الرابحة التي وضعها ولي العهد لمعالجة أزمتي الطاقة والتغير المناخي؟
حازت أزمتا الطاقة والتغير المناخي، على نصيب وافر من كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في قمة جدة للأمن والتنمية، التي عقدت اليوم (السبت) في مركز الملك عبدالله للمؤتمرات في جدة.. ويتجاوب اهتمام ولي العهد بقضية الطاقة، مع ما تشكله من تحدٍّ كبير حاليًا يواجه العالم؛ بسبب ارتفاع الأسعار واضطرابات الإمداد، التي خلقها الغزو الروسي لأوكرانيا في أسواق الطاقة العالمية، كذلك تفاقم التحديات البيئية الناجمة عن التغير المناخي.
ويلفت الانتباه في كلمة الأمير محمد بن سلمان، تضمنها رؤية شاملة ومتوازنة في معالجة التحديات للطاقة والتغير المناخي، وتقوم الرؤية على تحقيق معادلة رابحة تُحقق مصالح الجميع دون أن تُلحق ضررًا بهم، وترتكز المعادلة على مبدأ أساسي هو أن التعامل مع التحديات البيئية التي يواجهها العالم حاليًا؛ يتطلب الانتقال المتدرج والمسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة، ويأخذ في الاعتبار ظروف وأولويات كل دولة.
ولكي يتحقق الانتقال؛ يتوجب على الدول عدم تخفيض الانبعاثات الكربونية من خلال إقصاء المصادر الرئيسية للطاقة؛ لأن ذلك “سيؤدي في السنوات المقبلة إلى تضخم غير معهود، وارتفاع في أسعار الطاقة، وزيادة البطالة، وتفاقم مشكلات اجتماعية وأمنية خطيرة، بما في ذلك تزايد الفقر والمجاعات، وتصاعد الجرائم والتطرف والإرهاب”.
ويتضمن الحل الذي اقترحه ولي العهد؛ الاستفادة من كل مصادر الطاقة المتوفرة في العالم بما فيها الهيدروكربونية مع التحكم في انبعاثاتها من خلال التقنيات النظيفة؛ لارتباط تلك الاستفادة بنمو الاقتصاد العالمي، وتعزيز إمكانية وصول العالم إلى الحياد الصفري في عام 2050م، والمحافظة على أمن إمدادات الطاقة، وبهذه المعادلة تغنم دول العالم المصالح وتتجنب المخاطر.