عام

الرجال بأفعالها

تقاس الرجال دومًا بأفعالها؛ وبما تنجزه من أعمال في حياتها، والإنسان إنما يذكر بما قدم من إنجازات في حياته، والرجل العظيم تظهر عظمته في الطريقة التي يتعامل بها مع الأشياء ومع الناس من حوله ومع البسطاء، وعندما يدلف إلى سمعك اسم م.عبد الرحمن شطيط الحميد الشراري (أبو عبدالله)، ذلك الرجل الإنسان؛ والإنسان الرجل، الذي قلما يجود الدهر بمثله، المعروف بشخصيته الفذة والتي عرفه بها الصغير قبل الكبير.. الذي أعطى ولم يأخذ، وعمل بصمت ولم ينتظر الثناء أو المدح، اجتهد في عمله وأنجز ما يريد، وحقق ما يصبو إليه من مكانة في قلوب الناس وفي قلوب زملائه من حوله، وفي قلوب كل من يعمل تحته.. فكانت الهمة والنشاط دأبه، وهما صفتان ملازمتان له.. تراه أثناء العمل يعمل بلا توان، والابتسامة لا تفارق محياه.. متسامح ومتواضع مع زملائه في العمل، خمس وعشرين عامًا وهو في خدمة الوطن والمليك والمواطن، طوع النظام لخدمة المواطن وبدون أن يخل بأي بند من بنود النظام.. فضلا عن ذلك، فهو يتمتع بثقافة عالية، واطلاع واسع؛ يواكب المستجدات، وهو ما مكنه من النجاح الإداري في إدارته لشركة الكهرباء بمحافظة طبرجل، وفي إدارته لذاته في التعامل مع موظفيه العاملين معه، فاستحق بذلك كلمة شكر ووفاء على نجاحه وجهوده التي ما فتئ يبذلها.. وللأمانة والإنصاف، فإن الرجل أعطى الكثير وأجزل العطاء، ولن يستطيع أحد أن ينكر دوره في شركة الكهرباء، بمحافظة طبرجل، فكان نعم الرجل المناسب في المكان المناسب، فلم يبخل بالبذل أو الجهد يوما وفي تقديم يد العون لمن يطلبه منه، وإذا التقى به أحد لأول مرة رحَّب به وكأنه يعرفه منذ زمن، فكانت السهولة والبساطة أهم سماته مع من يتعامل معه ومع محبيه، والحزم والنشاط وعدم التواني عن القيام بأية مهمة في العمل أبرز صفاته.. إذا لقيته؛ كان أول من يبدؤك السلام، ولا ينتظر أو يترك لك الفرصة لتكون أنت المرحِّب به، بل يكون هو من يظهر الترحاب أولًا.. فتبدو البشاشة مرسومة على وجهه، وكأنه لاقى حبيبا أو قريبا، حسن أخلاقه الظريفة فرضت على الناس حبه واحترامه… ومثل هؤلاء الرجال قليلون، وقلما يجود الدهر بأمثالهم..حفظك الله أبا عبدالله، وأدامك ذخرا لهذا البلد المعطاء وتوجك بتاج الوقار، وأعطاك من دنياك ما تتمنى..