المقالات

وداعا أخي معيزر الدقايقة رحمك الله رحمة واسعة

الموت نهاية حتمية لكل مخلوق والفناء سنة الله في الذين خلوا والحاضرين وفي قادم الزمان ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا يؤمن به كل انسان مسلما كان أو كافرا الا اننا كمسلمين نختلف ولله الحمد عن مفهوم الموت عند ألأمم الأخرى فهو يدخل بألأيمان بالقضاء والقدر وهو ركن من أركان ألأيمان وكان الموت هو ألغائب المنتظر لكل حي نسأل الله لموتانا وموتى المسلمين الرحمة والمغفرة وقد نظم الشعراء والادبا الكثير من ألأشعار والنثريات بمسميات مختلفة كالرحيل والفراق وغيرها من المفردات يقول ابن نباته رحمه الله

نعلل بالدواء اذا مرضنا فهل يشفي من الموت الدواء

ونختار الطبيب فهل طبيب يؤخر مايقدمه القضاء

ويقول أبو العتاهية وهو شاعر الزهد المعروف

ان الطبيب بطبه ودوائه لايستطيع دفع مكروه اتى

ماللطبيب يموت بالداء الذي قد كان يبريء جرحه فيما مضى

ذهب المداوي والمداوى والذي جلب الدواء وباعه ومن اشترى

وكثير من ألأمثلة لايتسع المجال لسردها في هذا ألاسبوع فقدنا رجلا عزيزا علينا وعلى كل من يعرفه من ألأقارب والأصدقاء والمعارف الذين شاهدناهم يتوافدون على المسجد وعلى المقبرة وكذلك على منزل الفقيد لتعزية أبنائه هؤلاء هم شهود الله في ألأرض اما عن شعوري كأحد اقاربه المقربين الى نفسه والقريبين الى نفسي فقد ادركت معنى فقد العزيز كيف لا وهو يرتبط مع والدي رحمه الله بجد واحد ليس هذا فحسب بل كانا يرتبطان بعلاقة ود وتقدير وصفاء وهذا انعكس على علاقة ألأبناء فقد يربي الانسان بأفعاله ويورث اخلاقه كان رحمه الله بشوشا هادئأ كريما لبقا لم يعرف الكبر الى نفسه طريقا يوما من الأيام كان واصلا لارحامه كثير الثناء عليهم محبا للخير هاباً لمساعدة من يحتاج الى مساعدة ظهر لنا من اخباره مالا نعرفها من خلال المعزين الذين أشاروا الى دلائل وقصص حدثت لهم معه هو لم يذكرها وهذه دلالة واضحة بانه لم يسعى الى السمعة ولم يقصد بعمله الرياء كان مكافحا موفقاً افنى عمره في خدمة اهله وابناءه وجماعته لم يبخل ولم يستكثر عليهم شي رحل وليس له أعداء وهذا يدل على صفاء ونقاء سريرته كنت استمتع بحديثه واتبادل المزاح معه وكان يعاملني كما لو كنت اماثله رغم انه اكبر سنا وقدرا مني لكن هذه هي اخلاقه التي كسب بها قلوب الناس وهذه صفاته الي رسمت له بعون من الله طريق التوفيق ماذكرته هي خواطر كان لابد من اظهارها وليست كل مالدي عن ذكرياتي مع أبو مقبول والا احتجت الى المزيد من الوقت والجهد وكثر الكلام في حق عزيز رحل لايغير من الامر شيئا فما اعرفه عنه قد يعرف غيري اكثر منه ولذلك اخترت الايجاز لم اقصد بها اثارة شجون اهله فقلبي معهم قلبا وقالبا تفاجأت بمرضه ومن ثم برحيله وكان ألأمر يعلم الله شديد على نفسي بعد ألم فراق والدي رحمهما الله ورحم اموات المسلمين لنا في الموت عبرة ولنا على طريق اسلافنا منهج ليتنا نتعلم منهم ونقتفي أثرهم رحم الله معيزر بقان الدقايقة وادخله فسيح جناته والهم اهله ومحبيه الصبر واجزل لهم ألأجر

كتبه المخلص /ضيف الله لويفي المهرمس
محافظة طبرجل