المقالات

سلة غذاء المملكة ومهرجان الفاكهة في طبرجل

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل في كتابه: (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) [الرعد:٤]، والصلاة والسلام على نبيِّنَا محمَّدٍ القائلِ-: “مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ” [أخرجه البخاري ومسلم].

أمَّا بعد:

فإنَّ من نعم الله سبحانه وتعالى التي امتنَّ بِهَا على عبادِهِ إخراجَهُ لهم مِنَ الأرض ما يتغذَّوْنَ به ويتفَكَّهُونَ، وجعَلَ عزَّ وجلَّ جِنْسَ ذلكَ ممَّا امتنَّ به على أهلِ الجنَّةِ، فقال سُبحانَهُ في سياقِ ذِكْرِ نعيمِهِم: (وفاكهة مما يتخيرون) [الواقعة:٢٠]، وقال جلَّ وعلا: (وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة) [الواقعة: ٣٢-٣٣]، وأَعْظِمِ بأمرٍ امتنَّ اللهُ تعالَى به على عبادِهِ في دنياهُم وأخراهُمْ!

هذا، وإنَّ مهرجانَ الفاكهةِ القائِمَ بمحافظة طبرجل تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف بتاريخ 27-12-1444هـ؛ لهُوَ تأكيدٌ لأهميَّةِ الفاكِهَةِ، وتأكيدٌ لأهمية منطقة بسيطا (التابعة لمحافظة طبرجل) التِي تتمَتَّع بِمقوِّماتٍ عَلِيَّةٍ تُهيِّئُهَا لتتبوَّأَ المكانَاتِ السَّامقَةَ في مجال الزِّراعَةِ؛ حيث تعد من أغنى المناطق ماءً، وأخصَبِهَا أرضًا، ممَّا يجعلُهَا محلَّ استقطابٍ للاستثمارَاتِ الزِّراعيَّةِ الكُبْرَى، ويُوجَدُ بِها حاليًّا كثيرٌ مِن المشاريعِ الزِّراعية العملاقةِ، كشركات: الراجحي، ونادك، والجوف الزراعية، وشركات أخرى، وتُعدُّ سلة غذاء المملكة العربية السعودية، وإحدى أكبر المناطق الزراعية، ويُزرع فيها أنواعٌ مِنَ الحبوب والبقول والخضار والفواكه، ويصدر منها يوميًّا آلاف الأطنان من الخضار والفواكه والحبوبِ إلى مناطق المملكة كافَّةً، وتضم أكبر مزرعة زيتون في العالم؛ حيثُ تنتج أجود أنواع زيت الزيتون، وقد حقَّقت نجاحًا مُطَّرِدًا – كمًّا ونوعًا– فاق كل التَّوقعات.

وإنَّ عنايَةَ قيادَتِنَا الحكيمَةِ بمنطقة (بسيطا) التي تُعدُّ واحدة من أشهر المناطق الزراعية في الشرق الأوسط؛ لِما تزْخَرُ به من خصائصَ فريدةٍ يندُرُ اجتماعُهَا بالمناطق الأخرى، وما يتْبَعُ تلكَ العنايَةَ الكريمَةَ مِنَ الاهتمامِ الكبير بِما تُنْتِجُهُ هذه المنطقَةُ، ولا سيَّما الفواكِه؛ لهُوَ اهتمامٌ بما أشادَ اللهُ عزَّ وجلَّ بهِ في كتابِهِ الكريمِ، واستعمالٌ لِنِعَمِ اللهِ سبحانَهُ بما يخدُمُ الإنسانَ؛ إذِ إنَّ النِّعَمَ المتواترةَ على هذه البلدَةِ من سعةِ الأرض، ونقاوَةِ الأمطارِ؛ وخصوبةِ الأرضِ؛ نِعَمٌ تستحقُّ شُكْرَ اللهِ تعالى عليهَا بالعمَلِ الجادِّ في زراعَةِ الأرضِ والاجتهادِ في ذلك، ولْنُبْشِر بالخَيْرِ العميمِ والجزاءِ العظيمِ.

واللهَ نسألُ أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وأن يديم على هذه البلاد أمنَهَا ورَخَاءَها وعزَّها واستقرارَها.

وصلَّى اللهُ على نبيِّنَا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّمَ

 

كتبه: الدكتور محمد بن مرضي الهزيّل الشراري

الأستاذ المشارك بجامعة الجوف – عميد كلية العلوم والآداب المكلف والمدير التنفيذي للكلية التطبيقية