“ساديو ماني”.. نجم عالمي “متواضع” ينظّف مساجد ليفربول ويقدم 70 يورو شهريًّا لكل فرد من قريته
“لماذا أريد 10 سيارات فيراري، و20 ساعة ماسية وطائرتين؟ كيف سيساعد ذلك العالم، لقد كنت أتضور جوعًا في صغري، وعملت في الحقول ولعبت حافي القدمين.. الآن أريد مساعدة السكان المحليين”. هكذا يقول نجم كرة القدم السنغالي الشهير “ساديو ماني”، لاعب نادي النصر السعودي الجديد، في مقابلة مع صحيفة “تيلي دكار” السنغالية.
الصورة النمطية
واللاعب “ساديو ماني” لا يفضل الصورة النمطية للاعب كرة القدم المليونير المترف، ولا يحب أن يظهر بتلك الطريقة المتكلفة، لأنه غير مقتنع بحياة البذخ، ويتمتع بروح إنسانية خيرية، ويعمل جاهدًا لدعم المجتمعات الفقيرة في جميع أنحاء العالم؛ ولذا يستخدم ثروته ونجاحه في كرة القدم لدعم المشاريع الإنسانية والخيرية.
مسقط رأسه
وهذا ما فعله في مسقط رأسه قرية “بامبالي” التابعة لمدينة سيديو السنغالية، التي تقع على ضفاف نهر “كازامانس” على بُعد أكثر من 7 ساعات من العاصمة داكار، ولم يكن فيها مستشفى؛ مما تَسَبب في وفاة كثيرين بسبب عدم حصولهم على الرعاية الطبية المناسبة، ومنهم والد “ماني” نفسه، وحل “ساديو” تلك المشكلة ببناء مستشفى في القرية، وبنى مدرسة أيضًا، وقدّم لكل طالب فيها جهاز حاسوب محمول، كما قام بتمويل بناء محطة وقود، ومكتب بريد، وملعب، وتبرع أيضًا بمعدات رياضية لجميع أطفال القرية. وقام “ماني” بتأمين تركيب شبكة اتصال من الجيل الرابع (G4) للقرية بأكملها. وبالإضافة إلى ذلك، يمنح 70 يورو شهريًّا لكل شخص في المنطقة الفقيرة جدًّا بالسنغال؛ مما يساهم في تحسين حياة العائلات. وتبرع “ماني” بنحو 350 ألف دولار لبناء مدرسة، و693 ألف دولار في 2021 لبناء مستشفى في قريته، كما تبرع بـ45 ألف يورو لمساعدة مصابي فيروس كورونا في السنغال.
فتى من قرية صغيرة
وأكد “ماني” أن المهم بالنسبة له هو ألا يتغير المرء عندما يصبح نجمًا وثريًّا. وقال عن ذلك: “ما زلت فتىً قادمًا من القرية، ولا أعتقد أنني تغيرت كثيرًا”.
المحاصيل الزراعية
ولد “ساديو ماني” عام 1992م في بلدة “بامبالي” التي تبعد 400 كيلومتر عن داكار عاصمة البلاد، وفي طفولته كانت أولوية عائلته هي الدراسة، ومساعدتها في جني المحاصيل الزراعية، وكان عمه يشكك في إمكانية احترافه لكرة القدم، ولا يؤمن بإمكانية أن يحقق حلمه، وكان يقول له: “كيف ستنجح في كرة القدم؟ لست غنيًّا ولا أملك أي مال لإرسالك إلى التدريبات”؛ غير أن ساديو حقق نجاحًا باهرًا.
تحسين ظروف الحياة
وعندما سئل عما إذا كان يرغب في العيش مثل نيمار أو رونالدو، أجاب ماني: “لا.. أتابعهما على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يكفي بالنسبة لي. أحب الحياة الرائعة التي يعيشانها؛ لكنني لا أعتقد أنها تناسبني”.
مساجد ليفربول
وشوهد الدولي السنغالي ينظف مساجد في مدينة ليفربول، ويحتضن الأطفال جامعي الكرات حول الملعب، ويشارك “ساديو ماني” في العديد من الفعاليات الاجتماعية والإنسانية، ويُعتبر واحدًا من اللاعبين الأكثر نشاطًا في هذا المجال، ويسعى دائمًا لتقديم مساهمات إيجابية لدعم الأفراد والمجتمعات المحتاجة في جميع أنحاء العالم.
النصر السعودي
وحاليًا يُعد النجم السنغالي “ساديو ماني” لاعبًا في نادي النصر السعودي، ولمدة 3 سنوات قادمة، بعد أن تنقل بين العديد من الأندية الأوروبية بدءًا من ميتز الفرنسي، وفريق ريد بول سالزبورج النمساوي، وساوثهامبتون الإنجليزي، ولفتت المستويات الكبيرة التي قدّمها أنظار العديد من الأندية ومنها ليفربول الإنجليزي الذي اشترى عقده مقابل 41 مليون يورو في صيف 2016؛ ليبدأ مرحلة تاريخية جديدة حقق فيها جميع البطولات المتاحة، وفي صيف 2022 قرر الرحيل عن ليفربول نحو بايرن ميونيخ الألماني، الذي فاز معه بلقبي الدوري والسوبر. ودوليًّا حقق “ماني” لقب كأس إفريقيا عام 2021 مع منتخب بلاده السنغال للمرة الأولى في تاريخه، وتوج بجائزة أفضل لاعب إفريقي عامي 2019 و2022.