الأخبار المحلية

“مانشيني” مدرب الأخضر الجديد.. “حلّال العقد” الذي أعاد لإيطاليا و”السيتي” بطولاتهم الغائبة

“كتبتُ تاريخًا في أوروبا.. وحان الوقت لأصنع تاريخًا مع منتخب السعودية”.. كلمات مليئة بالثقة لمدرب الأخضر روبرتو مانشيني بعد الإعلان عن توليه منصب المدير الفني للمنتخب، لـ4 أعوام قادمة، ليتقاضى مع طاقمه الفني راتبًا سنويًّا يبلغ 25 مليون يورو.

وخلال المؤتمر الصحفي لتقديمه، قال مانشيني: “فخور بقيادتي المنتخب السعودي، وأشكر رئيس الاتحاد السعودي لاختياري لهذا المنصب”.

وأضاف: “لدينا مواهب مميزة وبإمكاننا تحقيق أهدافنا بالعمل المستمر”.

وتابع المدرب الكبير أن “ثقافة كرة القدم الحماسية” في السعودية، وإمكانيات اللاعبين، كانت عوامل نجاح، كما أشار إلى نجاح عدد من الأندية السعودية في استقطاب لاعبين بارزين من أوروبا، خلال الفترة الماضية؛ حيث أوضح أن وجود لاعبين من طراز رفيع في الدوري السعودي يوضح تطور ونمو المشهد الكروي في هذا البلد.

وسيكون الظهور الأول للمدرب الإيطالي مع المنتخب السعودي الجمعة المقبلة أمام كوستاريكا في المباراة الودية التي ستقام على ملعب”سانت جيمس بارك” في نيوكاسل.

أول مشجع
ولد روبرتو مانشيني في 27 نوفمبر 1964، في إيسي، ماركي، إيطاليا، واشتهر بالفترة التي قضاها في سامبدوريا؛ إذ ساعد الفريق على الفوز بلقب الدوري الإيطالي وأربعة ألقاب لكأس إيطاليا والبطولة الأوروبية، كما شارك في بطولة أمم أوروبا 1988 وكأس العالم لكرة القدم1990، ووصل إلى الدور نصف النهائي في كلتا البطولتين.

وحينما انتقل إلى لاتسيو، فاز مانشيني بلقبه الثاني في الدوري الإيطالي وكأس الكؤوس، بالإضافة إلى لقبين آخرين في كأس إيطاليا، وحينها أعلن اعتزاله اللعب، وانضم إلى الجهاز الفني لفريق لاتسيو باعتباره الرجل الثاني لسفين جوران إريكسون.

وينسب مانشيني الفضل في تاريخه مع الساحرة المستديرة إلى والده؛ حيث قال: “أول شخص أدرك أن كرة القدم هي مستقبلي هو والدي ألدو، لقد شجعني كثيرًا على ممارسة كرة القدم، لقد كان يعشقها ولعبها ولكن ليس بمستوى احترافي، ولكنه كان يريدني أن أصبح لاعب كرة قدم”.

ويضيف: “حين كنت صغيرًا كنا نذهب إلى ملعب كرة القدم في الجزء الخلفي من منزلنا، كما كنت ألعب يوميًّا بعد المدرسة، كنت ألعب مع أصدقائي كثيرًا، وكانت أيامًا سعيدة للغاية بالنسبة لي”.

سر الرقم 10
وتحدث مانشيني عن نفسه، ليكشف عن سر الرقم “10” الذي صاحبه طوال حياته وكان بمثابة “رقم الحظ” بالنسبة له.

وقال: “كان هذا الرقم في قدري، لقد أعطوني إياه عندما لم أكن قد بلغت السادسة من عمري بعد، وقد أحضرته معي منذ أن ارتديت قميصي الأول لفريق أوراتوريو سان سيباستيانو”.

وأضاف: “الهدية التي طلبتها لعيد الميلاد كانت دائمًا هي نفسها كل عام: حذاء كرة قدم -كان مصنوعًا من القماش في ذلك الوقت- وكرة جلدية”.

حلّال العقد
وخلال مسيرته التدريبية، التي بدأت منذ عام 2001، استطاع مانشيني أن يحقق إنجازات لا تنسى، حتى أُطلق عليه لقب “حلّال العقد”؛ إذ نجح في قيادة أكثر من فريق تولى مسؤوليته، في إعادة أهم الألقاب إلى خزينته بعد غياب طويل.

ففي البداية، نجح المدرب الإيطالي في قيادة فريق إنتر ميلان لتحقيق لقب الدوري الإيطالي خلال موسم 2005- 2006، بعد أن كان اللقب غائبًا عنه منذ موسم 1988- 1989، أي بعد 16 عامًا، كما استطاع أن يعيد لقب الدوري الإنجليزي إلى خزائن فريق مانشستر سيتي بعد غياب 44 عامًا أي منذ موسم 1967- 1968، حينما حصد اللقب الغالي خلال موسم 2011- 2012، في الثواني الأخيرة على حساب جاره مانشستر يونايتد.

الخطة السحرية
ويرى الكثيرون أن مانشيني صاحب خطة سحرية جعلته يحصل على نتائج إيجابية مع الفِرَق التي تولى قيادتها، وهي خطة تقوم على الاعتماد على الشباب مع بعض المخضرمين، واعتماد أسلوب لعب جعله يحيي منتخب بلاده ويرسم الابتسامات على الوجوه ويغير التصورات عن كرة القدم الإيطالية عقب الفشل المهين في التأهل لكأس العالم 2018.

ويُحسَب لمانشيني، نجاحه في قيادة إيطاليا لتحقيق لقب كأس أمم أوروبا “يورو 2020″، بعد غياب 53 عامًا، من آخر تتويج باللقب؛ وذلك خلال نسخة عام 1968.

وخلال 3 سنوات حقق رقمًا قياسيًّا وطنيًّا بخوض 33 مباراة دون هزيمة ليتخطى رقم فيتوريو بوتزو الفائز بكأس العالم مرتين في الثلاثينيات ومارتشيلو ليبي بطل كأس العالم 2006.

الفضيلة الخامسة
يتمتع روبرتو مانشيني بميزة يعتبرها اللاعب الأسطوري ريتشارد ميل، هي الفضيلة الأساسية الخامسة، وهي الولاء.

وعنه قال “ميل”: “عندما تدير فريقك الوطني لكرة القدم، عليك أن تقدم كل شيء، وعندما يتعلق الأمر بإيطاليا، عليك أن تعطي أكثر من كل ما لديك، طوال الوقت”.

وواصل حديثه عن مانشيني قائلًا إنه “أنيق كلاعب، وقد احتفظ بهذه الجودة في دوره كمدرب، إنه رجل هذه الرياضة الذي يجمع بين الإبداع والتقنية”.