يحيى زيلع حمامة سلام توقفت عن التحليق
جاء خبر وفاة الصديق الوفي النبيل الاستاذ يحيى بن غطاس زيلع مؤلما وحزينا على الوسط الاعلامي والتربوي والثقافي والاجتماعي نظرا لرقي الاستاذ يحيى ونبله ونقاءه وطهارة قلبه وحسن تعامله مع الجميع .
وجاء اتصال الصديق الاستاذ يحيى القحطاني باحث الدكتوراه وزميل العمل في المجال الاسري والتربوي ليخبرني ويطلب معلومات عن موعد الصلاة اعتقادا بعلمي عن الخبر حيث كان خبرا صادما اوقفني لوهلة عن التفكير لعل الخبر غير صحيح .
ونظرا لكوني خارج المملكة فقد تعذر قيامي بالواجب في حق صديق نبيل مثل الاستاذ يحيى لكني أوقفت موعد مهم لمتابعة وفاة الزميل ونشر تغريدة عن الخبر مع الدعاء له وحث الكل للقيام بالواجب والصلاة عليه وتقديم العزاء لاسرته ومحبيه .
وقد جاءت معرفتي بالاستاذ يحيى عن طريق متابعتي له في جريدة الرياض عبر صفحة مناسبات التي كان فيها ولسنوات طويلة ناشر للفرح والسعادة وناقلا اخبار الزواج حتى اصبح من مكملات الزواج حضور يحيى وتغطيته للحفل الذي كان ياخذ صفحة كاملة او اقل باشراف ومتابعة من الاستاذ تركي السديري رئيس تحرير الجريدة رحمه الله .
وكوني سابق للاستاذ يحيى في التعاون مع جريدة الرياض حيث ابتعثت ولم ازامله لكني عرفته من خلال العمل الاعلامي ثم من خلال تغطية جريدة الرياض لحفل زواج ابنتي ونشره للخبر في صفحة كاملة في الجريدة مع الصور كما يفعل مع الجميع ،وبطبيعة الحال هذه النسخة تكون عند جميع المتزوجين واقاربهم للاحتفاظ بها .
ثم تعرفت على الاستاذ يحيى من خلال مجموعة قضايا وطنية في الواتس اب التي أسسها ويشرف عليها الاستاذ خالد بن عبدالمحسن التويجري شفاها الله وعافاه ورفع عنه ما يؤلمه بينما نسعد بوجود صاحبة السمو والمعالي الاميرة الاستاذة الدكتورة الجوهرة بنت فهد مؤسسة جامعة الاميرة نورة ورئيستها السابقة كرئيسة فخرية للمجموعة ورئيسة اللجنة العلمية حيث كان الاستاذ يحيى نشطا عمليا و مديرا للحوارات ومنسقا للكثير من اللقاءات المهمة حيث يقارب اعضاء المجموعة ال 300 مواطن ومواطنة من الاكاديميين والمثقفين ورجال الاعمال والاعلام وغيرهم حيث دخل الاستاذ يحيى قلوب الجميع بسلاسة تعامله وطيبة قلبه ولطفه الراقي .
كما عرفته أيضا عضوا ناشطا في مجموعة تعلم وتميز التي أسعد بمتابعتها والاشراف عليها منذ تأسيسها.
وبعدها بدأ معي مديرا متعاونا للاعلام في مركز تعارفوا للارشاد الاسري متميزا في صياغة الاخبار وتغطية المناسبات وحضورها وادارة عدد من الندوات والورش والعمل لساعات متاخرة دون ملل او كلل حتى كسب محبة مرشدي ومرشدات المركز وطاقمه الاداري والاجتماعي .
ثم لكوني قريبا من التربية فقد سعدت بمتابعة انشطته كمسئول عن الملف الاعلامي لوزارة التعليم والقيام بالتحقيقات والتغطيات المهمة في مجال الاعلام التربوي .
وقبل سنة ونصف تقريبا علمت منه شخصيا بانه يعاني من مرض عضال في الرئة وكان لا يشتكي او يتأخر عن عمل وأبلغني بذلك حتى لا استغرب عن تاخره في بعض الاعمال التي قد نطلبها منه .
كما ابلغني بسروره وفخره بوطننا العظيم الذي تكفل بعلاجه في فرنسا والسفر عدة مرات وكان ممتنا لذلك حيث جاءت موافقة الديوان الملكي على علاجه خلال زمن قصير من ارساله للبرقية دون معرفة من احد او وجود شفيع او ذا مكانه اوصى بذلك.
فقط ارسل برقية لسيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وجاءت الموافقة باتصال من الديوان واكمال كافة الاجراءات له ولمرافق معه. وكان مفتخرا بذلك ويردد شكره لله سبحانه وتعالى على نعمة السعودية العظمى وحرص القيادة على مواطنيها واحترافية العمل في الديوان الملكي ودقته .
لقد عانى الاستاذ يحيى زيلع رحمه الله من المرض وكان خلال فترة العلاج لايكف من الحضور لعمله او اعداد الاخبار والتقارير اللازمة بكل همة ونشاط أو عن بعد وكنت قد نسقت مع الدكتور احمد جعوني مدير المسؤلية المجتمعية في مركز تعارفوا للارشاد الاسري بزيارة الفقيد الا ان الآجل سبقنا قبل زيارته بعد ان تراجعت حالته رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
أن الحديث عن مآثر الاستاذ يحيى زيلع ومناقبه كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها لكن مانقول الا انه حمامة سلام وحب وسحابة خير وعطاء وصاحب اخلاق رائعة وسمو في التعامل وتصالح مع الجميع .
ولعل الافكار تتلاقح من محبيه للقيام بواجب مشروع لكي يستمر منهجه والدعاء له .
رحمك الله استاذ يحيى زيلع واسكنك الفردوس الاعلى من الجنة وانا لله وانا اليه راجعون .