مطالبات بازدواجية الطريق تتجدد عقب وفاة المؤذن الرابع بـ”حادث العقيق”.. و”النقل”: نسعى لحلول جذرية
شيّعت جموع المصلين مطلع الأسبوع، المؤذن الرابع الذي لَحِقَ بزملائه السابقين الثلاثة رحمهم الله، والذين قضوا في حادث مروري أليم على طريق “العقيق كرا” في 22 أكتوبر؛ حيث توفي في الحال 3 مؤذنين، وأصيب 2 ثم توفي أحدهما لاحقًا متأثرًا بإصابته.
وكان أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود ووزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، قد قدّما تعازيهما لذوي المتوفين؛ فيما طالب الأهالي فرعَ وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالباحة، بالالتفات للطريق الذي أزهق الأرواح ويشهد كثافة مرورية عالية.
وأكدت “نقل الباحة” صيانة سطح الطريق بالكامل، ومعالجة التقاطعات الخطرة، وتزويدها بتنقية الإنارة بالطاقة الشمسية؛ مؤكدةً أن ما تم رصده من حوادث مؤخرًا كان من أغلب أسبابه السرعة والتجاوزات الخاطئة.
وقال سعد سعيد الغامدي، شقيق المؤذن المتوفى “مسفر” لـ”سبق”: يعمل أخي مؤذنًا منذ قرابة سنتين وهو في عمر الثلاثين، وخرج مع رفقائه الأربعة لحضور اجتماع يخص وزارتهم في الباحة، وفي طريقهم وقع الحادث.
وأضاف: “قبل 3 أشهر فقط توفي مواطن يعمل في أحد القطاعات الأمنية بحادث مروري قريب من موقع هذا الحادث؛ فالطريق غير مزدوج، ويقع عليه كثافة مرورية؛ حيث يسلكه أهالي المنطقة، وقوات الطوارئ والمدينة الصناعية الأولى بالباحة، وطلاب الجامعة، وهو يربط الطائف بالباحة.. ونناشد وزارة النقل بازدواجية الطريق؛ فقد كثرت حوادثه المميتة في السنوات الأخيرة حتى أُطلق عليه “طريق الموت”، واشتهر في المنطقة بهذا الاسم.
وقال والد المؤذن المتوفى حمدان مبارك الغامدي: ابني مؤذن في فرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة الباحة منذ أكثر من 5 سنوات، ولديه 5 من الأبناء جميعهم لم يبلغوا سن الرشد ويسكنون في بيت شعبي متهالك وظروفهم المادية صعبة، وبحاجة إلى مساعدتهم أو تأمين مسكن لهم.
وأوضح أن هذا الطريق تَسبب في حصد كثير من الأرواح؛ مطالبًا بازدواجية هذا الطريق الذي أصبح همًّا على أهالي هذه المنطقة لكثافة سالكيه وخاصة بعد افتتاح مدينة قوات الطوارئ الخاصة والمدينة الصناعية الأولى في الباحة، وما تحتويه من مصانع ومخططات وزارة الإسكان، وكذلك مدينة تدريب الأمن العام التي على وشك الافتتاح، ومدينة تدريب الدفاع المدني، وجميعها تقع على طريق الملك سعود.
وتابع والد المؤذن فهد نجا الذي توفي مؤخرًا “أمضى ابني عامًا واحدًا في عمله مؤذنًا حتى وافته المنية، وهو متزوج في منتصف العشرينيات من عمره، والطريق مسار واحد ومزدحم يربط بين العقيق وكرا، وحوادثه مميتة.. ونناشد أمير الباحة بالتوجيه بازدواجيته.
عرضت “سبق” المطالبات على المهندس مسفر المالكي مدير فرع وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالباحة الذي قال إنه تم العمل على رفع مستوى السلامة على الطريق، من حيث صيانة سطح الطريق بالكامل ومعالجة التقاطعات الخطرة وتزويدها بتنقية الإنارة بالطاقة الشمسية، وما تم رصده من حوادث مؤخرًا كان من أغلب مسبباتها السرعة والتجاوزات الخاطئة؛ فالعمل جارٍ وفق توجيهات أمير المنطقة واهتمام الوزارة بإيجاد واتخاذ الحلول الجذرية للحد من تكرار الحوادث وسلامة مرتادي الطريق، واليوم نعوّل كثيرًا على وعي وسلوك مستخدم الطريق.. فهو شريك في تحقيق مستهدفاتنا الوطنية في السلامة، والتي تهدف للوصول لأقل من 8 حالات لكل 100 ألف نسمة بحلول 2030.
وأضاف المهندس المالكي: “نعمل بشكل مكثف على رفع مستوى السلامة والصيانة لكافة طرق المنطقة، مع تقييم شبكة الطرق بشكل مستمر من خلال رصد، وتحليل بيانات الحوادث والكثافات المرورية المتغيرة وفق قراءات عدادات حركة المرور ومرئيات لجان السلامة، ويأتي ذلك ضمن برنامج سلامة الطرق لتقليل وفيات حوادث السير؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030”.