المقالات

#لماذا الجودة الوقفية ؟

 

أحمد بن ناصر بن محمد الدخيّل

حياة‬⁩ الإنسان محدودة وعمره قصير
‏لكن هناك أعمال تُخلّد ذكر الإنسان في الأرض إعمار طويلة…
‏فقد توفى الصحابي الجليل عثمان بن عفان-رضي الله عنه – عام ٣٥ هـ
‏ولكن أوقافه لا زالت حية تنبض بالعطاء، انتفع منها خلق كثير
‏فالبقاء في هذه الدنيا ليس للأجساد ولا للأرواح ..
‏إنما البقاء للأثر والذكر الحسن ..
‏فقد كان من دعاء أبينا إبراهيم -عليه السلام- (واجعل لي لسان صدق في الآخرين)
‏وقال تعالى (إنا نحن نحيي الموتىٰ ونكتب ما قدموا وآثارهم ۚ وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)
‏فمن أراد أن يُخلّد أثره، فليوقف وقفاً مباركاً..
‏أصله ثابت وفرعه في السماء يؤتي أكله كل حين بإذن ربه..
‏وليس كل وقفٍ ناجح ومثمر لسنوات طويله إلا بعد توفيق الله ثم بالعناية الفائقة به وإدارته الفذة وتنميته التنمية الصحيحة واستثمار أصله وفرعه…
‏فالاستدامة والبقاء معادلة صعبة وتحدي كبير في عالم الأوقاف…
‏فكم سمعنا من مشاريع وقفية اندثرت أو توقفت أو أهملت من قبل أهلها وناظرها

‏ومن هذا المنطلق فإن من وسائل نجاح مشاريع الأوقاف واستدامة مؤسساتها وتميز بيئات اعمالها هو بتمكين الجودة فيها.
‏ولايخفى عليكم أن الأوقاف في عاصرنا الحاضر تدار بصورة مؤسسية من خلال القطاع الحكومي ممثلة بالهيئة العامة للأوقاف التي تبذل الغالي والنفيس في المحافظة على الأوقاف وتنظيمها والإشراف عليها لتحقيق مقاصد الوقف والواقف.
‏لذا فإن العاملين في مؤسسات الأوقاف ملزمون بالعمل والمثابرة على جعل معايير الجودة المتعلقة بالعمل المؤسسي الوقفي على درجة عالية من الرقي والصدارة والإنتاجية.
‏وتمكين إدارة الجودة الشاملة كإطار عمل للمؤسسات الوقفية يدفع القائمون عليها الى تحريك براعة ومواهب وقدرات العاملين ويحفز على ارضاء الموقفين والموقوف عليهم وهذا هو بيت القصيد.
‏وقد يسأل أحدنا مالفائدة المرجوة من تمكين الجودة في المؤسسات الوقفية.؟
‏أولها/ تتمثل الفائدة في ايجاد البيئة الصحيحة للتطوير والتنمية، لأن حينما نتبنى معايير صحيحة قابلة للقياس والتطوير سيخلق ذلك جوا من الطمأنينة والاستقرار الوظيفي لدى عموم العاملين وهذا ينصب في مصلحة الوقف.
‏ثانيا/ تحسين نوعية المخرجات فالوقف أصلى وريعا يظل دائما في حال (تحسين وجودة وتطوير).
‏ثالثا/ زيادة الأصول الوقفية، فالوقف فكر متجدد لاينضب ولا يتوقف عند حد معين.
‏رابعا/ تطوير أدوات قياس أداء العمليات، إن تطوير أدوات القياس يعني تقليل الوقت وحفظه.
‏خامسا/ التقليل من التكاليف، فإذا تم اعتماد معايير الجودة فإن معدل التكاليف والميزانيات العامة للمؤسسة ستنخفض بصورة ملحوظة.
‏واخيراً فإن الجودة والإتقان عمل صالح فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنه-ا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)) رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني .