الأخبار السياسية والدولية

في مفاجأة أذهلت “إسرائيل”.. كيف وصلت أسرار جيش الاحتلال بالوثائق إلى منزل قيادي في غزة؟

عثرت قوات الجيش الإسرائيلي داخل منزل أحد قادة حركة حماس في قطاع غزة، على كتيب ووثائق تحوي معلومات دقيقة عن الجيش الإسرائيلي ومعداته ونقاط ضعفه، إضافة لأسلحة “حماس” وتخطيطها لمستقبلها؛ وفق صحيفة “يديعوت أحرنوت”.

ونقلت الصحيفة، الاثنين، عن مصادر عسكرية أن المعلومات التي عُثِر عليها تخص طائرات إسرائيلية مسيرة، ونقاط ضعف الدبابات، وألوية عسكرية برية، وصواريخ وذخائر، إضافة لقائمة بقادة محتملين داخل الجيش الإسرائيلي.

يأتي هذا فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتزامه الاستمرار في الحرب الجارية منذ 7 أكتوبر في غزة العام الجديد بأكمله.

ونقل موقع “سكاي نيوز عربية”، عن تقرير “يديعوت أحرنوت” تفصيلًا:

في أرض المعركة، لاحظ الجيش تنظيمًا غير عادي لحماس وتسلسل القادة فيها.. في أحد منازل هؤلاء القادة في بلدة بيت حانون (شمال شرق غزة)، وجدت القوات الإسرائيلية قائمة عن عشرات المقاتلين وأدوارهم، من القناصين إلى الجنود النظاميين في الجيش الإسرائيلي، وجنود الهندسة القتالية، وحتى مشغلي الصواريخ المضادة للدبابات.

كما أظهرت القوائم أسماء الجنود البارزين الذين أظهروا إمكانات وتوصيات بتسجيلهم في دورات تدريب الضباط.

قوائم أخرى كشفت أن “حماس” أنتجت عشرات الطائرات دون طيار، المصممة لتكون نسخة طبق الأصل من الطائرات الإسرائيلية دون طيار التي سقطت داخل القطاع خلال السنوات الأخيرة.

إلى جانب هذا، تم اكتشاف مدرسة ضباط لحماس، ومقرها بالقرب من جباليا، تظهر فيها عملية تحول واضح للحركة لتكون جيشًا.

كذلك عثرت القوات الإسرائيلية على كتب تعليمية لآلاف مشغلي الصواريخ المضادة للدبابات التابعين لحماس، تحوي تعليمات بشأن نقاط تخص استهداف الدبابات، وكيفية توجيه قاذفات صواريخ “آر بي جي”.

قدّمت الوثائقُ ودليلُ تدريب معلوماتٍ عن إجراءات الصيانة لمختلف الأسلحة والمعدات العسكرية، بما فيها المركبات المدرعة التابعة للجيش، ومعلومات عن الاختلافات بين أنواع الدبابات وناقلات الجنود المدرعة، والأسلحة التي تستخدمها، وأسماء فِرَق وألوية الجيش الإسرائيلي وتحديد أغراضها العملياتية.

التحول إلى جيش
بناءً على ما سبق؛ فإن الجيش الإسرائيلي أنفق خلال الحرب أموالًا كثيرة لحماية نقاط الضعف في المركبات المدرعة بعد أن عثر على هذه المخططات، وبعدما كشفت الحرب فجوات في معلومات الاستخبارات العسكرية عن حركة نمو “حماس”، كما قالت “يديعوت أحرنوت”.

وأضافت أنه منذ عام 2005 بدأت “حماس” و”حزب الله” تنظيم صفوفهما ليصبحا جيشًا منظمًا؛ مشيرة إلى أن هذا ظهر في أن الجيش الإسرائيلي لم يتعامل مع خلايا حرب عصابات متفرقة؛ لكن مع فصائل وكتائب وفِرَق منظمة ومدربة بشكل جيد، مع تسلسل هرمي عسكري واضح.

فشل استخباراتي
يقيّم الخبير العسكري، جمال الرفاعي، ما ورد في التقرير الإسرائيلي بشأن المعلومات التي عثر عليها الجيش في يد “حماس”، بأنه يدل على “فشل استخباراتي إسرائيلي، واختراق من حماس للجيش الإسرائيلي”.

ويضيف الرفاعي لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن من أدلة ذلك، احتلال الحركة أكثر من 7 مستوطنات داخل غلاف غزة، وقتلها المئات من الأشخاص، ومهاجمة قواعد عسكرية في هجوم يوم 7 أكتوبر، كما أن الخسائر الضخمة للمعدات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة “تؤكد أن حماس تعرف جيدًا أين تضرب”.

كذلك فإن “الفيديوهات أيضًا التي تبثها حماس عن استهداف عناصرها للدبابات، تؤكد أنهم يعلمون جيدًا نقاط ضعفها.. وبالنظر للطائرات التي تستخدمها حماس في مهاجمة إسرائيل؛ ستجد أنها شبيهة للغاية بطائرات وتكنولوجيا إسرائيلية”.

حرب طوال العام
كان العام الجديد، 2024، قد بدأ بهجوم نفّذته “حماس” بـ21 صاروخًا طراز “إم 90” من غزة تجاه “إسرائيل”؛ لكن اعترضت منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية 18 منها، وسقط البقية في مناطق مفتوحة.

ونقل موقع قناة “i24 News” التي تبث من إسرائيل، الاثنين، عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هغاري، أن الجيش يُجري تعديلات على انتشاره في غزة؛ حيث يتوقع حربًا طويلة ضد حركة “حماس”، تمتد طوال العام المقبل بأكمله.

وقال: “نحن نقوم بتعديل أساليب القتال لكل منطقة في غزة، وكذلك القوات اللازمة لتنفيذ المهمة بأفضل طريقة ممكنة.. كل منطقة لها خصائص مختلفة واحتياجات تشغيلية مختلفة، بدأ عام 2024.. أهداف الحرب تتطلب قتالًا طويلًا، ونحن مستعدون وفقًا لذلك”.

ويرجّح “الرفاعي” أن وصول “حماس” لهذه المعلومات مصدره “أن هناك عناصر داخل الجيش الإسرائيلي كانوا يعملون لدى حماس، أو أن هناك دولًا أمدتها بهذه المعلومات”.

ويترتب على ما سبق -كما يتوقع الخبير العسكري- أن “تصنيف إسرائيل العسكري سينخفض للغاية بسبب ما حدث في 7 أكتوبر، ومحاولة إسرائيل تضخيم قوة حركة حماس تأتي لحفظ ماء الوجه فقط”؛ مؤكدًا أن “حماس” حركة صغيرة لا ترتقي لجيش؛ لكن لا شك أن “إسرائيل” استخفت كثيرًا بها.