الأخبار السياسية والدولية

بعد 16 عامًا من عملية استخبارية سرية.. الكشف عن المهندس الذي عطّل تخصيب اليورانيوم في إيران

كشف تحقيق استقصائي أعدته صحيفة هولندية هوية العميل الذي أدخل الفيروس الدودي “ستاكسنت – Stuxnet” إلى موقع تخصيب اليورانيوم الرئيسي في نطنز وسط إيران.

أكبر عملية استهداف للبرنامج النووي الإيراني
وبعد 16 عامًا على أكبر عملية استهداف للبرنامج النووي الإيراني، كشفت صحيفة “دي فولكس كرانت” الهولندية، عن تفاصيل وصول المخابرات الأمريكية والإسرائيلية إلى المنشأة شديدة التحصين، بعدما نجح مهندس هولندي في إدخال معدات ملوثة بالفيروس إلى نطنز، وتركيبها على مضخات مياه.

بعد وفاة منفذ العملية
وبحسب التحقيق الذي نشرته صحيفة “دي فولكس كرانت”، فإن المهندس الهولندي إريك فان سابين، عميل جهاز المخابرات والأمن العام الهولندي (AIVD)، هو من نجح في الوصول إلى منشأة نطنز، لتنفيذ العملية التي سبقتها سنوات من الإعداد والتعاون بين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والموساد الإسرائيلي وتكلفة قدرها مليار دولار لتطوير الفيروس.

وعن دوافع الكشف عن هوية المنفذ، ذكرت الصحيفة أن وفاة المهندس “أزالت خطر الانتقام الإيراني منه”، مشيرةً إلى موافقة عائلته، على ذكر اسمه ونشر صورته.

معدات ملوثة عطلت ألف جهاز تخصيب
وذكر التحقيق أن المهندس قام بمهمة محفوفة بالمخاطر للغاية في إيران، عبر تسلله إلى منشأة نطنز، في 2007، حيث ركّب أجهزة ومعدات ملوثة، وأدى ذلك إلى تعطيل ألف جهاز مركزي في منشأة نطنز.

متزوج من إيرانية ويعمل في دبي
وبحسب الصحيفة، فإن المهندس الهولندي المتزوج من إيرانية، كان يعمل في شركة نقل في دبي، وسافر مرات عدة إلى إيران، وقالت شركة النقل “تي تي إس إنترناشيونال” إنها أرسلت قطع غيار لصناعة النفط والغاز في إيران سابقًا، لكنها لم تكن على علم بالأنشطة السرية لموظفها، العميل الهولندي.

مهمة سرية وموت غامض
ومن غير الواضح ما إذا كان “سابين” استغلّ مهامه في الشركة لاستيراد المعدات النووية إلى إيران، أو كان يعلم بأن المعدات التي أرسلها إلى نطنز كانت تحتوي على فيروس مدمر.

وفي نهاية 2008، سافر “سابين” وأسرته إلى إيران؛ لقضاء عطلة نهاية السنة، لمدة عشرة أيام، لكنه غداة وصوله، أراد من أسرته المغادرة فورًا.

وبعد أسبوعين من مغادرته الغامضة لإيران، توفي سابين في حادث في الشارقة بالقرب من دبي، إثر خروجه بدراجته النارية التي انقلبت به وكسرت رقبته.

وأثارت وفاته تساؤلات لدى جهاز المخابرات الهولندي، وكانت مخاوف من أن تكون وفاته على صلة بأنشطته السرية في إيران.

تحقيق استغرق عامين
واستند التحقيق الذي استغرق عامين إلى شهادات 43 شخصًا، 19 منهم من جهاز المخابرات العامة والأمن الهولندي (AIVD) وجهاز المخابرات والأمن العسكري الهولندي (MIVD) وموظفين سابقين في الموساد وجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) والمخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).

فيروس “ستاكسنت – Stuxnet”
يُذكر أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” طورتا الفيروس “ستاكسنت” الذي اكتُشِفَ في 2010، بعد استخدامه لمهاجمة منشأة نطنز، في أول هجوم من نوعه يستخدم فيروس لمهاجمة معدات صناعية.

ويعد الفيروس برنامج كمبيوتر خبيثًا يهاجم أنظمة التحكم الصناعية المستخدمة على نطاق واسع التي تنتجها شركة “سيمنس إيه جي” الألمانية، ويستغل ثغرات أمنية في نظام التشغيل “مايكروسوفت ويندوز”.