أفشى لوالده عنها قبل ساعات من وفاته.. وصية شاب بتبوك تنقذ حياة أربعة أشخاص
كشف والد تركي بن متعب المازني عن قصة تبرع ابنه بأعضائه، التي تركت أثرًا عميقًا في نفوس الجميع.
وكان تركي -رحمه الله- يخفي قصة التبرع حتى قبيل وفاته بساعات.
ويقول متعب المازني، والد تركي -رحمه الله- لـ”سبق”: “قررنا وأسرتي أن نقضي الإجازة الصيفية في أبها، ولكن ابني تركي -رحمه الله- رفض السفر وقال إنه ملتزم بعمل خيري لا يريد الإفصاح عنه”.
وأضاف: “احترمت رغبته وبقيت أنا وتركي في المنزل، وغادرت أسرتنا إلى أبها حيث لديّ منزل هناك، ولأنني ملتزم بإمامة مسجد، بقيت مع ابني تركي في تبوك، ولم يخبرني تركي بأي معلومات عن تبرعه”.
وتابع: “وفي أحد الأيام، من أواخر شهر محرم 1446هـ، كشف تركي لي حقيقة ما كان ينوي القيام به، وهو أنه قرر التبرع لسيدة من قبيلة أخرى بكليته، حيث كانت تعاني من فشل كلوي منذ سبع سنوات، وقال لي إن الفحوصات أثبتت تطابق الأنسجة بينه وبين السيدة، وأنه جاهز للتبرع”.
وذكر لي أيضًا أنه مقيد في المركز الوطني للتبرع بالأعضاء في حال الوفاة.
وأضاف: “في تلك الليلة، التي أخبرني فيها بقصة التبرع خرج تركي في نزهة مع أصدقائه، وشعر بألم شديد حيث أبلغني صديقه هاتفيًا بأنه تم نقله إلى أقرب مستشفى، لكن حالته الصحية تدهورت بسرعة، وتم نقله إلى المستشفى التخصصي في تبوك، حيث تأكدت إصابته بوفاة دماغية بعد عدة أيام وفق البروتوكول الوطني المعتمد لتشخيص الوفاة الدماغية”.
وأكمل: “خلال هذه الفترة، تذكرت كلام ابني عن التبرع بكليته، ولكني لم أكن أعرف الأسرة ولا أي وسيلة للتواصل معهم، ولكن قلت في نفسي سأبحث عنها، وفعلًا بعد البحث في سجلات المستشفى الذي ذكر لي اسمه، تأكد لي أن تركي قد تطابقت فحوصاته مع السيدة، وبناءً على وصيته، قلت للموظف إني أحتاج للتواصل مع ذوي الأسرة لتنفيذ وصية ابني، وبالفعل تم تنفيذ الوصية بالتبرع للسيدة بكلية، وتم التبرع لثلاثة مرضى آخرين بكليته الأخرى، وكذلك الكبد والبنكرياس وفق توصية الأطباء”.
وترك “تركي” أثرًا كبيرًا بعمله الخيري، حيث قام زملاؤه قبل أيام بأداء العمرة عنه، وتم إنشاء مشروع مياه السقيا باسمه وعلى الرغم من الحزن العميق لفقدانه، ظل والده صابرًا ومحتسبًا، داعيًا الله أن يغفر له ويجعل مثواه الجنة.
نسأل الله تعالى أن يتقبل هذا العمل النبيل ويحسبه في عليين، ونتقدم بخالص التعازي لأسرة تركي بن متعب المازني في تبوك وأبها.