كنت يومًا في موقع مسئولية
الحمدلله على العافية والشكر له على كل خير اسبغه علينا من نعم وما صرفه عنا من نقم تحدث إلي أحد الاصدقاء ممن تبوأو مكانه في المجتمع ومسؤوليه رسمية وهو يشعر بالمرارة عن وضعه قبل أن يترك المسئولية وبعد أن ترجل وانصرف إلى حياته الخاصة يقول هذا الصديق إنه خيل إليه أثناء وجوده بالمسؤولية أن كل الناس أصدقاء وأنه قادر من خلال المحيطين به على حل كثير من المشاكل والأدهى والأمر أنه اعتقد أنه كون صداقات مع
اشخاص سيرافقونه مابقي له من العمر وتوسم فيهم الخير وبعد أن نزل عن كرسي المسئولية انقطعت الأواصر بينه ومن يعتقد انهم أصدقاء فلم يعد الاهتمام كما كان اخذ هاتفه غفوة محارب طالت لم يعد يدعى إلى مناسباتهم مع ضحكة السن المزيفة التي بقابل بها عندما تحين الفرصة ويتقابل مع أحدهم ومما زاده أسى انه اكتشف أن رقم جواله ليس ضمن الأرقام التي تحتفظ بها جوالاتهم ذكر انه لم يكن مسئول سيئا ليستاهل كل هذه الجفوة يتحدث عن السواد الأعظم منهم وليس جميعهم فقد كان يجد العزاء في قلة منهم لازالوا يحتفظون بالود لانهم أصلا لم يبنون علاقتهم على مصالح ولم يكن الدافع لذلك كرسي المسئولية فلا زالت الأواصر معهم كما هي عليه هؤلاء رغم قلتهم لكنهم يعنون الشيء الكثير ذهبت المسئولية ومعها المشاعر والبهرجة البراقة المزيفة وبقيت المشاعر الصادقة الناصحة المشفقة لم يحظون هؤلاء بمعاملة خاصة نتيجة قربهم أو بعدهم عن المسئول لأنه كان يعاملهم جميعهم بالرفق والإحسان إلا إذا كان المطلوب ان يترك الحبل على الغارب ويسود من لايستحق لكنهم كانوا يحملون صدوراً تحتفظ بالخير ومذاهب نظيفة هنا عرف متأخرًا الخدعة الكبيرة التي تعرض لها لعقود والوجوه المزيفة التي ظهرت حقيقتها فيما بعد هذي هي الدنيا قديمًا وحديثًا هذه الأمور وان كانت مرت على صاحبنا واكتشفها متأخرا فهي درس لمن هم لازالوا في هذه المواقع ليعلم ان أغلب المحيطين به تجار مصالح يتفننون في اصطناع الابتسامة والكلام المعسول ويكيلون له المدح ربما بافعال هو لم يفعلها أصلًا هؤلاء الناس سوف يرسخون بالاذهان كمثال محبط ومخيب للآمال يسجله ضمن محطات حياته الأكثر سوداوية المواقع ليست هي المشكلة فربما يستطيع الإنسان من خلالها أن يقدم خدمة والمسؤول أيضا ليس مشكلة إلا اذا طلب منه أن يحيد عن الطريق ويتنازل عن هويته لمصلحة شلة معروفة أهدافها
وفي الختام همسة في إذن أخي إنك مهما عملت لن تحظى برضى من حولك حتى لو اعطيتهم مايريدون ولو كان ذلك سببًا في مخالفة ضميرك فإن طلباتهم ليس لها حدود عليك بمراقبة الله وأداء الأمانة بكل ماتستطيع ولا تلتفت لأي شي آخر هذه وحدها تكفيك لأنك تتعامل مع العدل الذي لايظلم أحد وعليك أن تكون مهيئ لهذه الحالة وأنها تحصيل حاصل
كتبه أ. ضيف الله لويفي المهرمس الشراري