عام

سويلم الغضيان من الإعلام إلى خدمة المجتمع عبر (جمعية الإيمان لإكرام الموتى)

جاءت مبادرة الأستاذ/ سويلم خليقان الغضيان الشراري بتأسيس (جمعية الإيمان لإكرام الموتى) في محافظة طبرجل كخطوة رائدة تسعى إلى تقديم خدمات متكاملة لإكرام الموتى وفق الأحكام الشرعية، وذلك بالتعاون مع بلدية طبرجل. لم تكن هذه المبادرة مجرد فكرة عابرة، بل كانت نتاج وعي عميق بحاجات المجتمع ورغبة حقيقية في تحسين مستوى الخدمات المقدمة في هذا المجال، بدءًا من تجهيز الموتى، مرورًا بتوفير المغاسل المجهزة ووسائل النقل الملائمة، وصولًا إلى تحسين المرافق العامة في المغاسل والمقابر، وتقديم الدعم لذوي المتوفين. الأستاذ سويلم خليقان الغضيان هو أحد الشخصيات البارزة التي أثبتت حضورها في مجالات متعددة، حيث بدأ مسيرته في الإعلام والصحافة، وكان له حضور متميز في عدة منصات إعلامية، إذ عمل في: صحيفة طبرجل الإلكترونية سابقًا (التي أصبحت الآن “سمح الإلكترونية”)، إخبارية القريات سابقًا، إخبارية الجوف سابقًا، صحيفة جوف الآن سابقًا، كما كان صحفيًا في مجلة طبرجل (العدد الأول) التي توقفت عن الطباعة لاحقًا. إلى جانب عمله الصحفي، كان له دور مجتمعي بارز، حيث كان عضوًا في لجنة التنمية الاجتماعية بمحافظة طبرجل، وساهم في العديد من الأنشطة الهادفة إلى دعم المجتمع وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين. قبل خمسة عشر عامًا، كنت أحد المشاركين في دورة إعلامية في الرياض، وهناك التقيت بالأستاذ سويلم الغضيان، ولم يكن مشاركًا عاديًا، بل كان لافتًا بموهبته الفطرية في تحرير الأخبار، وصياغة العناوين، وكتابة المقالات بأسلوب سلس وجذاب. في تلك الدورة، أبهرني بسرعته الفائقة في استيعاب المفاهيم الإعلامية، وقدرته المذهلة على صياغة الأخبار بطريقة احترافية خلال دقائق. بينما كان المشاركون الآخرون يتدربون على الكتابة بأسلوب تقليدي، كان سويلم الغضيان يبدع في صياغة الخبر بأسلوب متقن وجذاب، مما جعله متميزًا عن الجميع. كنت أتابع ما يكتبه بانبهار، فقد كان يلتقط الفكرة ويحولها إلى مقال متكامل بعبارات دقيقة وطرح واضح، وكأنه يعمل في الصحافة منذ سنوات طويلة. لم يكن مجرد متدرب في دورة، بل كان شخصًا يمتلك حسًا إعلاميًا متقدمًا، وشعرت حينها أنني أمام كاتب حقيقي قادر على تحقيق نجاحات كبيرة في هذا المجال. بعد مسيرته في الإعلام، اتجه سويلم الغضيان إلى الأعمال الحرة، لكنه لم يبتعد عن دوره المجتمعي، بل أصبح أكثر انخراطًا في المشاريع التي تخدم الناس. ومن أبرز مبادراته، تأسيس جمعية الإيمان لإكرام الموتى، التي جاءت استجابة لحاجة ملحة في محافظة طبرجل والمراكز التابعة لها. لم يكن تأسيس هذه الجمعية مجرد خطوة عادية، بل كان رؤية متكاملة لخدمة المجتمع، تقوم على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للعناية بالموتى، من خلال توفير مرافق متطورة، ووسائل نقل مخصصة، وبرامج توعوية تثقف المجتمع حول أحكام الجنائز والدفن. رجل يُحدث فرقًا في كل مجال يدخله، سواء في الإعلام أو في العمل الخيري، ظل سويلم الغضيان نموذجًا للرجل الذي لا يكتفي بالكلام، بل يسعى دائمًا إلى تحقيق الإنجازات وتنفيذ الأفكار على أرض الواقع. فوجوده في أي مجال يعني إضافة حقيقية، لأنه لا يبحث عن الأضواء، بل يركز على العمل الجاد الذي يترك أثرًا دائمًا. رغم انشغاله بالأعمال الحرة والمبادرات المجتمعية، إلا أنني لا أزال أرى أن الساحة الإعلامية بحاجة إلى قلم مثل سويلم الغضيان، الذي يتمتع بأسلوبه الواضح والدقيق، وقدرته على تقديم طرح ثري ومعلومات دقيقة تسهم في إثراء المحتوى الإعلامي. الإعلام يحتاج إلى أصحاب الفكر والطرح الموضوعي، وأتمنى أن يعود الأستاذ سويلم الغضيان إلى هذا المجال، ليواصل إبداعه في كتابة المقالات وصياغة الأخبار والتقارير الصحفية التي تلامس الواقع وتخدم المجتمع. إن جمعية الإيمان لإكرام الموتى ليست مجرد مشروع خيري، بل مبادرة مجتمعية ذات بُعد إنساني عميق، يقف خلفها رجل أدرك أن النجاح لا يُقاس فقط بالمكاسب الشخصية، بل بمدى تأثير الإنسان في مجتمعه. الأستاذ سويلم الغضيان هو أحد هؤلاء الرجال الذين يُحدِثون فرقًا حقيقيًا، سواء في الإعلام، أو في الأعمال الحرة، أو في المبادرات الخيرية. وما قدمه حتى الآن ليس إلا بداية لمسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات، تستحق كل التقدير والاحترام والتكريم.

خالد بن هزيل الدبوس
كاتب وباحث في التراث والتاريخ
منطقة الجوف – محافظة طبرجل