بالصور: احتضنتها طالبة ثم نازحة.. فلسطينية عادت إلى جامعتها فوجدتها ركامًا في مشهد مؤثر

عادةً ما يعودُ المرء إلى الجامعة التي تخرّج منها إما لاستكمال دراساته العليا، أو لاستخراج وثائق تتعلق بدراسته، أو ما شابه، أو ربما لجمع الشمل والالتقاء مجددًا برفاق الدراسة القدامى.. لكن السيدة الفلسطينية ميرفت البسيوني عادت لجامعتها نازحةً؛ لتشهد كيف دُمّرت، وكيف صارت مقاعد الدراسة وفصولها أنقاضًا وركامًا!
هذه هي قصة “ميرفت” باختصار، التي عادت إلى الجامعة الإسلامية في غزة، التي شهدت زهرة شبابها، وسنوات الدراسة والمطالعة والتطلع إلى المستقبل.. عادت نازحة بساق واحدة مع طفلَيْها الصغيرَيْن، بعد أن باتت بلا مأوى، وبلا قدرة على كسب قوت يومها وقوت صغارها، في حين يقبع زوجها في غياهب سجون الاحتلال أسيًرا.
عودة السيدة الفلسطينية إلى جامعتها القديمة لم تكن كما كانت تأمل يومًا؛ فقد لجأت إليها لتقيم داخل خيمة نصبتها وسط أنقاض المباني المُدمَّرة في الجامعة التي كانت يومًا منارة للعلم في القطاع الجريح.
الصور تُخبرنا كيف تحوَّلت جامعة العِلم الشهيرة إلى أنقاض وركام، مُدمَّرةً عن بكرة أبيها، بعد أن قصفتها دانات ومدافع الجهل الإسرائيلي، وسوت مبانيها ومنشآتها بالتراب، وتركتها ركامًا، وأصبحت أثرًا بعد عين.
تتجول “ميرفت” بين الركام والدمار، وتحاول التعرف على مرافق كليتها التي تخرجت منها حاملة درجة البكالوريوس في اللغة العربية، لكنها تجد صعوبة كبيرة في تمييز أي معالم؛ فالأنقاض متشابهة، والمعالم غير واضحة، كما تُعبِّر في حديثها إلى وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وخلال جولتها بين ركام المباني تجد السيدة الفلسطينية الكتب والمراجع ملقاة وممزقة، وبعد أن صارت لا يُلتَمس من ورائها العلم تلتمس “ميرفت” من ورائها الدفء؛ إذ تستخدمها لتُشعل النار؛ لتقيها برودة الجو، أو لطهي القليل من الطعام إن وُجد.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مطلع شهر أكتوبر 2023 دمَّر الاحتلال معظم جامعات القطاع؛ ليحرم عشرات الآلاف من الطلاب من مواصلة مسيرتهم التعليمية، وليحبط آلاف الأُسر من رؤية أولادهم يحملون شهادات تخرُّجهم.