ورحل رائد العمل الخيري المهندس: محمد بن عصيّد الشراري

في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك العام الماضي دعاني المهندس: محمد بن عصيد لحضور ملتقى الأحبة والأصدقاء بمنزله بمدينة سكاكا فلبيت الدعوة والتقيت ببعض المثقفين والأصدقاء وتحدثنا فيه عن نقاط متنوعة، وتوالت بيني وبينه المراسلات حتى عرفته عن قرب فهو من مواليد الجوف من أسرة بدوية تجوب القفار بحثاً عن الكلأ، حتى استقرت بالجوف، وكان والده محباً للتعليم وحريصاً عليه، مما مكنه من الالتحاق بمدارس الجوف ثم انتقل إلى المدرسة
الابتدائية في الجراوي بالقرب من النبك أبو قصر ليحصل على مكافأة أبناء البادية المغتربين وقيمتها: (100) ريال.
وفي عام 1390هـ حصل على الكفاءة المتوسطة والتحق بمعهد المعلمين المتوسط، وشاء الله أن يحضر إلى مجلس الأمير: عبدالرحمن السديري مع والده حين قال الأمير أنه لم يندم على شيء في حياته كما ندم على عدم اتمام التعليم وكأنه يحفز (محمد) على اتمام دراسته، فترك المعهد وعاد إلى مقاعد الدراسة من أجل إكمال الثانوية العامة(علمي) فلما تخرج منها عام 1393هـ، انتقل إلى الرياض والتحق بجامعتها في (تخصص الهندسة).
وفي عام 1398هـ عُيِّن في (وحدة تخطيط المدن) التابعة للشئون البلدية والقروية بالجوف كأول مهندس سعودي في وحدة التخطيط فيها.
ولم يكتفِ بما تعلّمه فالتحق بالدورات التدريبية داخل المملكة وخارجها ليتمكن من تطوير قدراته وعمله ودعم خبراته الهندسية التي مكنته من أن يصبح فيما بعد مديراً للإدارة الهندسية بالجوف عام 1407هـ، ثم مديراً للشئون البلدية والقروية، وبذل خلال عمله جهوداً حثيثة في تطوير وتنمية المدن والمناطق التابعة لهذا القطاع.
ثم انتقل إلى تحدي آخر ، حين عُيِّن مديراً لمصلحة المياه والصرف الصحي في تبوك عام 1412هـ لكنه لم يستمر طويلاً حيث آثر التقاعد المبكر من أجل التفرغ للعمل التجاري والأعمال الحرة.
اهتم محمد بوالديه وكان شديد الحرص على رضاهما والبر بهما؛ مما إنعكس عليه في أعماله الحياتية والتجارية التي وفق في أغلبها، حيث افتتح مكتباً للاستشارات الهندسية ويُعد من أوائل المكاتب بالجوف، ومنح عضوية هيئة المهندسين بالجوف، ثم مديراً لها، وعلى الرغم من نجاحاته التجارية وأرباحه فيها إلا أنه لم يغفل الجانب الخيري الذي يعتبره بذرة خير تخدم الإنسان في حياته وتستمر بعد وفاته؛ فأنشأ مؤسسة خيرية لوالديه تهدف لدعم الجمعيات الخيرية بمبالغ مالية، وكان نشاطها ملحوضاً في دعم الأعمال الخيرية، ثم أنشأ أوقافاً خيرية تعود إيراداتها لدعم هذه المؤسسة على المدى البعيد، وأنشأ جامع الوالدين، كما عملت المؤسسة على إيداع ثلاجات في المستشفيات وتزويدها بالماء بشكل دوري، وتوفير حوامل كراسي لذوي الهمم في الجوامع بالمنطقة، ولم ينس أعضاء الجمعية العمومية لمؤسسته تلك من أعماله الخيرية حين أشركهم في الأجر.
هكذا عاش الحياة (أبو سلمان) منغمساً في الأعمال الخيرية، ودعمها حتى رحل بصمت بعيداً عن الفلاشات ومظاهرها الاجتماعية.
رحم الله رجل الخير والصلاح المهندس: محمد بن عصيّد الشراري رجل البذل والعطاء، على المستوى المهني وعلى المستوى الخيري.
رحل تاركاً في أثره عطاءً وأعمالاً تشهد له بين العالمين.
إنّا لله وإنّا إليه راجعون…
الله يرحمه ويغفر له ويسامحه انا لله وانا اليه راجعون
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون عظم الله اجرهم وحسن الله عزاهم
الله يرحم المهندس مجمد عصيد ويغفرله ويدخله جنات النعيم
عظم الله اجركم واجراهله واجرنا جميع فعلا رحل الرجل الخلوق الرجل المؤدب الرجل العصامي المكافح لقد عملت تحت اداراته عندما كان مديرا عاما لمصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة تبوك حيث كنت مدير الصيانه والتشغيل ثم مدير المشاريع ثم أصبحت مدير عام المصلحه بعد ان ترك المصلحه بناء على رغبته كان رجل عمليا متفاني في اداء العمل باتقان واخلاص محبا للاخرين وذو خلق عظيم لقد فقدنا علم من إعلام منطقة الجوف ومن أبرز المساهمين في تطويرها وتقدمها
انا لله وانا اليه راجعون رحمك الله رحمة واسعه ياأبا سلمان
رحل وترك أثره الطيب بقلوب من عرفه
أسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسامحه ويسكنه فسيح جناته