ديوانية القلم الذهبي.. (بيت المثقفين)

كنت اتصفح منصة (x) حين مر علي اسم (ديوانية القلم الذهبي) لأول مرة فقادني الفضول للبحث عنها، فتبين لي أنها مبادرة من معالي المستشار: تركي آل الشيخ لخدمة المثقفين، ولمّ شملهم تحت سقفٍ واحد، بعد أن كانوا يتنقلون من مقهى لمقهى دون ترتيب وتنسيق، ولأني أحد المستهدفين في هذه الديوانية عقدت العزم للسفر برفقة الأستاذ: إبراهيم بن سلمان والأستاذ: حمدي بن فالح والغوص في دهاليزها والتعرف عليها عن قرب.
وفي حي السفارات (في ساحة الفزاري) شاهدت الديوانية تشع ثقافة ومعرفة، استقبلنا فيها الأستاذ: ياسر مدخلي بكل ترحاب وبشاشة وابتسامة لا تفارق مُحياه، ودار بيننا حوار شامل ومتعدد عن كل ما يخص الديوانية وأهدافها النبيلة، فاتضحت لنا الصورة من جميع الزوايا فهي مفتوحة خلال أيام الأسبوع لكل المثقفين ليلتقوا فيها دون سابق وعد فيخلق هذا اللقاء جلسات حوارية متنوعة الموضوعات ، فيه الحوار لا يعرف حدوداً ولا قيود، حواراً مفتوحاً دون الالتزام بمقدّم أو مدير للحوار، فهي مبنية على مبدأ احترام وجهات النظر، وعدم مقاطعة المتحدث حتى ينتهي من فكرته.
وزاد من دهشتي تلك المكتبة التي تضم أمهات الكتب، ليستفيد منها القارئ النهم، ويرجع إليها الباحث النشط، ويتطلع إليها القارئ البسيط، وفيها الجو الملائم للروائي أو القاص للكتابة فهي تساعده على عمق التحضير، وتشريح الفكرة، وإعادة بناء المعنى والجملة، حتى تنضج وتقدّم.
كان الحديث مع الأستاذ: ياسر حديثاً ذو شجون ، جميلٍ حد الإمتاع، وبالطبع كان الختام مسكٍ حين قال: (نأمل أن تكون الديوانية مقراً يجمع أدباء المملكة والخليج والعرب تحت سقف واحد).
ومن حسنات هذه الديوانية أني التقيت بالأستاذ: حمد الملحم الذي كان يعمل سابقاً ملحقاً ثقافياً للمملكة في سلطنة عُمان واستمعت لحديثه المثري وذكرياته النيّرة، وعن تجربته التي أمضاها ملحقاً ثقافياً، والجهود التي تبذلها حكومتنا لإيصال ثقافتنا .
كم كنت أشعر بالغبطة وأنا أتجول في ارجاء ديوانية القلم الذهبي التي وإن كانت في البدايات إلا أنها حققت قفزات عديدة في موضوعاتٍ مختلفة، ليمكنها ذلك من أن تصبح أيقونة ثقافية رائدة، يقصدها المثقفين.
وخرجت منها أحمل آمال المثقف البسيط الذي جذبته هذه الديوانية ليأتي من أقصى شمال المملكة إلى وسطها (وقلبي بدقاته) متأملاً: ( أن تحتوي محافظة القريات على نسخة من هذه الديوانية ) ليبدع مثقفوها وتتلاقح أفكارهم فيما من شأنه خدمة هذا الوطن، فطموحاتنا كـ مثقفين لا حدود لها.
كتبه: محمد بن حلوان الشراري
محافظة القريات