“مهندس البناء والبرّ: محمد عصيد الشراري

في عالم يسوده التنافس التجاري والانشغال بالاستثمارات يبرز بين الحين والآخر رجال أعمال اختاروا أن يكون لهم مسار مختلف لا تقتصر فيه إنجازاتهم على الأرباح والصفقات بل تمتد لتشمل بصمات إنسانية تنبض بالعطاء ومن بين هؤلاء يبرز اسم المهندس / محمد عصيد الشراري الذي لم يكن مجرد رجل أعمال ناجح بل رمزًا للعطاء الإنساني والمجتمعي في منطقته وخارجها. ولد المهندس / محمد عصيد الشراري في بيئة تُعلي من قيمة الكرم والتكافل وتربى على مبادئ الشرف والنخوة المتأصلة في القبائل العربية الأصيلة. ومنذ صغره عُرف محمد بذكائه العملي ونشاطه في التجارة حتى أصبح من أبرز رجال الأعمال في منطقته متميزًا بفكر إداري متوازن وروح قيادية واثقة. ومما ميّز رحلته في الحياة أنه وحيد أمه وأبيه وهو ما جعله يحظى برعاية خاصة ومحبة مضاعفة، وألقى على عاتقه مسؤولية مضاعفة في البر بهما ورد الجميل لهما فحياته لم تكن فقط سعيًا للنجاح بل أيضًا ترجمة عملية للوفاء لوالدين لم يرزقا سواه.لم تكن خطوات المهندس / محمد عصيد الشراري في دروب الخير عفوية أو وقتية بل كانت نتاج قناعة راسخة أن من أنعم الله عليه عليه أن يرد الجميل للمجتمع خاصة الفئات الضعيفة والمهمشة. لذلك أطلق مبادرات خيرية متنوعة شملت مساعدات مالية، ودعم الأسر المحتاجة، وتأمين المواد الغذائية والطبية في الفترات الصعبة.لقد سعى إلى دعم الشباب الطموح.من أبرز المبادرات المؤسسية التي قام بها المهندس /محمد عصيد الشراري تأسيسه (مؤسسة محمد عصيد ووالديه الخيرية بمنطقة الجوف) التي تحمل أهدافًا إنسانية متعددة، لتكون مظلة نظامية تُنظم العمل الخيري وتُعطيه بعدًا مستدامًا. سعى من خلالها إلى ترسيخ ثقافة العطاء المنظم وربط أصحاب الأموال بالمحتاجين عبر قنوات موثوقة تضمن وصول الدعم إلى مستحقيه.
الجمعية التي باتت اليوم من الجهات المعروفة في المنطقة تقدم خدمات متعددة مثل: كفالة الأيتام، علاج المرضى توفير السلال الغذائية، تأهيل الأسر المنتجة، والمساهمة في بناء المساكن للفقراء. ولم يكن يديرها عن بعد فقط، بل كان يتابع أعمالها ميدانيًا، ويُشرف على توزيع المساعدات بنفسه في كثير من الأحيان، ليتأكد أن العمل يسير بنزاهة وشفافية ربما كان أبرز ما يُجسد الروح الإنسانية والإيمانية للمهندس / محمد عصيد الشراري تأسيسه لجامع كبير أطلق عليه اسم “جامع الوالدين”، وفاءً لوالده المتوفى، وتقديرًا لأمه التي لا تزال على قيد الحياة(حفظها الله). جاء هذا الجامع كصرح ديني ومعماري في أحد أحياء مدينة سكاكا لا يؤدي فقط الوظيفة التعبدية، بل أصبح مركزًا مجتمعيًا يُقام فيه حلقات تحفيظ القرآن ودروس العلم والندوات الثقافية والدينية. وقد أُشيد الجامع بأرقى التصاميم وأجمل التفاصيل المعمارية ما يعكس حب المؤسس لوالديه ورغبته في أن يكون هذا المكان وقفًا لهما يُجري الله به الأجر والثواب. ما يجعل المهندس/ محمد عصيد الشراري محبوبًا ومقدّرًا لدى أهالي منطقته ليس حجم مشاريعه أو ثروته بل تواضعه وقربه من الناس فهو لا يُعرف بالكِبر ولا يتعامل مع الناس بفوقية. يشارك في مناسباتهم يعزيهم في مآسيهم ويهنئهم في أفراحهم ويرى في فعل الخير مسؤولية لا منة ولا مظهرًا .وقد ضرب مثالًا نادرًا في التوازن بين إدارة الأعمال والعمل المجتمعي ولم يسمح لانشغالاته التجارية أن تُبعده عن دوره الإنساني ما جعله قدوة للجيل الجديد من رجال الأعمال الذين يتطلعون إلى النجاح المقرون بالأثر .في كل مدينة، هناك من يُضيئون الطريق لا بمصابيح كهربائية بل بأعمال خالدة في ذاكرة الناس والمهندس /محمد عصيد الشراري واحد من هؤلاء رجلٌ آمن أن المال إذا لم يُستخدم في خدمة الناس فهو عبء وأن الحياة دون إحسان للآخرين ناقصة. إنه نموذج لرجل أعمال نذر نفسه للعطاء وأثبت أن النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بالأرباح بل بما تزرعه في قلوب الآخرين من فرح وأمل وعندما يُذكر اسمه يُذكر معه الخير والبرّ والعطاء ويُدعى له في كل صلاة تُقام في جامع الوالدين وفي كل بيت دخلت إليه يداه البيضاء.
كتبه أ.خالد بن هزيل الدبوس الشراري باحث وكاتب في التراث والتاريخ .محافظة طبرجل
لا فظ فوك ابو وليد لم تترك لنا مجال في ذكر المهندس محمد عصيد فقد احتويت ما كان مخزننا في ذاكرتنا من أفعاله الخيرية وسيرته الوظيفية حيث كان مسئولا في الدولة يرأس المديرية العامة للشئون البلدية والقروية بالمنطقة الشمالية تحتوي تسع بلديات وكنت احد زملائه وشهادتي به مجروحة .. رحم الله ابو سلمان رحمة واسعه ولك الشكر على هذه المقالة النابعة من القلب