رجل المواقف والنصح الصادق – محمد بن جليل المساليت الشراري

في زمن قلّ فيه من يجهر بالكلمة الصادقة، ويصدح بالرأي الهادف أمام الكبار والمسؤولين، يبرز لنا قامة وطنية نعتز بها، وأخ كريم نفاخر به، هو الأستاذ محمد بن جليل المساليت الشراري (أبو سلطان). هذا الرجل الذي عرفته منذ سنين، لم يتغير معدنه، ولم يزده مرور الوقت إلا ثباتًا وصدقًا وحرصًا على مصلحة الوطن، وعلى وجه الخصوص، منطقة الجوف التي يسكنها حبًا ويخدمها ولاءً.

أبو سلطان، رجل إذا حضر نطق بالحق، وإذا تكلّم أصغت له الآذان، لما يُعرف عنه من حكمة ورزانة وغيرة وطنية خالصة. مداخلاته في مجلس سمو أمير منطقة الجوف – حفظه الله – شاهدة على عمق وعيه، وحرصه الدائم على مصلحة المواطن، من أقصى شمال الجوف إلى حدودها الجنوبية. لا يبحث عن مجد شخصي، ولا يطلب مناصب أو أوسمة، إنما يسعى لما فيه عزّ الوطن وراحة المواطن.

لقد رأيته وسمعته مرارًا يرفع صوته بما يمليه عليه ضميره، يقدّم المقترحات، ويطرح الاحتياجات، ويسأل عن المشاريع، ويذكّر بالحقوق، كل ذلك بأدب جم، وخلق رفيع، واحترام للقيادة، وثقة بقدرتها على الإصلاح. إنه نموذج فريد في زمن التردد، ورمز لكل من أراد أن يُسمع صوته دون أن يسيء، وأن يُشارك دون أن يُزايد.

معرفتي بمحمد بن جليل ليست سطحية ولا عابرة، بل هي قديمة ، ومواقف رجال. أعزّه وأقدّره، وأشهد الله أنني ما عرفته إلا وفيًا، صادقًا، حريصًا، لا يعرف التلون ولا يسكت عن تقصير، ولا يُجامل على حساب الحق. منطقه موزون، ونظرته ثاقبة، وهمّه لا يقتصر على قبيلة أو مدينة، بل هو دائمًا مع ما يخدم منطقة الجوف كاملة.

ختامًا، فإن أبا سلطان يستحق منّا كلمة وفاء، ورمز تقدير، لما يبذله في سبيل وطنه، ومجتمعه، وقيادته. فمثله من الرجال هم من يُعوّل عليهم في المجالس، ويُستأنس برأيهم في الحوارات، ويُقتدى بثباتهم في المواقف. دمت يا أبا سلطان ذخرًا لنا، وعونًا لوطنك، ونبراسًا في دروب المصلحة العامة.
والله من وراء القصد.