رئيس الأمر بالمعروف: “لسنا ملائكة”.. والاستغناء عن المتعاونين لا رجعة فيه
شدد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ على أن جهازه لن يقوم بمباشرة أي بلاغ ضمن الآلية الجديدة لتلقي البلاغات، إلا بعد تحقق شرطين رئيسيين؛ هما: التعرف على هوية المبلغ، والتأكد من صحة المعلومة.
وكشف آل الشيخ عن هذا التوجه في تصريحات ، ليقطع الطريق بذلك أمام البلاغات الكاذبة أو غير الموثوق بصحتها، وهي المعضلة الأبرز التي كانت تفتح باب النقد على أداء العاملين في جهاز الهيئة.
وأشار إلى سعي الجهاز لتغيير الصورة النمطية التي كانت سائدة عن الهيئة في الماضي، مؤكدا على تعاون جميع العاملين في الرئاسة وفروعها معه في هذه المهمة.
ولم ينف الرئيس الجديد الذي أمضى أسبوعه الأول في الجهاز أمس، وقوع الأخطاء والتقصير من العاملين الميدانيين في الهيئة، وقال “نحن لسنا ملائكة قد يكون هناك قصور، وقد تكون هناك ممارسات خاطئة، لكن تتم معالجتها بالنصح والتوجيه”.
وأكد آل الشيخ على أن قرار إنهاء عمل المتعاونين مع الهيئة نهائي ولا رجعة فيه، مطالبا إياهم بالجلوس في منازلهم والإبلاغ عن أية ملاحظة يعتقدون بأنها “منكر” عبر غرف العمليات الجديدة التي ستتولى مسؤولية تلقي البلاغات.
وكان الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف قد أعلن عن إنشاء غرف عمليات لتلقي البلاغات، ضمن آلية جديدة ستتوخى أقصى درجات الدقة والحذر في التعاطي معها.
وخلال حديثه مع الصحيفة عبر الهاتف أمس أشار آل الشيخ إلى أنه وجه المسؤولين بالرئاسة بالاستعجال في تجهيز غرف استقبال البلاغات، والتي ستتولى عملية “فلترة” البلاغات والتأكد منها، ومباشرتها حسب الأولويات.
ولجأت رئاسة الأمر بالمعروف، إلى هذه الخطوة في أعقاب استغنائها النهائي عن المتعاونين مع جهاز الهيئة، والذين أشار آل الشيخ إلى أنهم كانوا سببا بالمشكلات التي أحرجت الهيئة مع المجتمع.
ووعد آل الشيخ أن تكون غرف العمليات الخاصة بتلقي البلاغات من المواطنين أو المقيمين “خالية من الاجتهادات”، موضحا أنه لن تتم مباشرة أي بلاغ قبل التأكد من هوية المبلغ وحقيقة وجود المشكلة، لافتا إلى أن الهيئة ستباشر البلاغات التي تدخل ضمن صلاحيتها فقط، وأنه لن يكون هناك مباشرة فعلية أو تصرف في أي بلاغ قبل التأكد من هوية المبلغين.
ووجه آل الشيخ العاملين في غرف العمليات بتوخي الأمانة في عملهم والتأكد من صحة البلاغات الواردة، لكيلا يندموا على القيام بمهمة بمجرد أن لحقهم الشك في أمر عبر اتصال غير موثوق، مستشهدا بقول الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”.
وعاد آل الشيخ للتأكيد على توجه الرئاسة في عدم التعامل مع أي متعاون، مؤكدا أن ظاهرة المتعاونين أصبحت من الماضي.
ووجه الرئيس الجديد للهيئة رسالة للعاملين في الميدان، يدعوهم فيها للتعامل برفق ولين وحكمة ورحمة حتى مع المخالف، بحسب ما وجه بذلك خادم الحرمين وولي عهده، مؤكدا أن رجال الهيئة هم “هداة خير وليسوا أداة شر أو إضرار بالمسلمين”، منوها بالدعم الكبير والمساندة من قبل القيادة بتطبيق رسالة الحسبة من منطلق من جاء في الكتاب والسنة.