معالج مزعوم يسمم قدم مواطن ويتسبب في بتر أصابعه
بعد أن دفع أكثر من 300 ألف ريال على مدى 5 أشهر لمعالج مزعوم لتخليصه من مشاكل القدم السكري، تدهورت حالة المواطن خالد الهاجري المقيم في المنطقة الشرقية، نتيجة استخدام المعالج المزعوم الذي يدعي قدرته على علاج الغرغرينا لخلطات شعبية مجهولة. وقد وقع المواطن في شباك المعالج رغم أن الشؤون الصحية في محافظة الطائف سبق وحذرت منه تحديدا وحاصرت نشاطه داخل المحافظة.
وتقول موضي الهاجري ابنة المواطن خالد الهاجري إنهم لم يكونوا يعلمون شيئا عن سيرة المعالج وقد أوهمهم بقدرته على معالجة القدم السكري وأطلعهم على صور أعادت الأمل في نفوسهم بشفاء قدم والدهم الذي يعاني من الغرغرينا وسبق أن بتر جزء من قدمه مشيرة إلى أنهم عزموا على مقاضاة المعالج المزعوم لوضع حد لاستغلاله للمواطنين.
وذكرت الهاجري أن رحلة العلاج الفاشلة التي انتهت بتسمم قدم والدها بدأت قبل 5 أشهر، وقالت: تواصلنا مع المعالج المزعوم الذي عرفنا أنه صيدلي سابق، دخلنا بيته وطلبنا موافقته للسفر معنا ومعالجة الوالد، ولكنه لم يوافق إلا عندما قلنا له “٥٠ ألفا فقط لموافقتك و١٠ آلاف لكل زيارة، فهرع معنا فورا ولم يتردد، وقال لا أركب إلا درجة أولى، فحضر مرتين وفي المرة الثالثة قال ١٠ آلاف لا تكفي فأصبحت 20 ألفا فورا، وكان لا يستلم مبالغه إلا نقدا ولا يقبل الحوالات ولا الشيكات.
وبعد فترة من بدء المعالجة ظهر في باطن القدم “خراج”، فاتصلنا به نسأله ونطلب منه الحضور ولم نجد له مقعدا على الدرجة الأولى ولم يتنازل عن شرطه، وبعد 5 أيام حجزنا له على الدرجة الأولى، فحضر وفتح الخراج وفرغه وقال المسألة بسيطة، ثم سافر وبعد أسبوع أصبحت القدم سوداء تقريبا، وعندما عاد قال الجرح سيئ وفتحة الخراج أحدثت ثقبا تدخل به ٣ أصابع وكان لا يحضر إلا ويقول: هل المبلغ جاهز قبل ما أغير للجرح؟.
وأضافت “قررنا الانتقال إلى الطائف حتى لا نترك للتأخير مكانا ليفسد القدم ويؤخر من شفاء الجرح، فاستأجرنا شقة وأخبرناه بذلك فبدا عليه الغضب لأنه علم أنه خسر ٢٠ ألفا في كل زيارة، فحضر وطلب ألف ريال في اليوم وهو يأخذ على المريض ٣٠٠ ريال، ومع ذلك لم نناقش فاستمر أياما ثم طلب في اليوم ألفين فوافقنا.
ومضت تقول: ساءت حالة والدي فتم بتر كل الأصابع وكشط أسفل القدم وإزالة الكعب ودخل الوالد في حالة حزن وفقد الثقة في معالجه الذي يساوم في كل مرة على مبلغ جديد، فقررنا بعد شهر ونصف الشهر أن نعود إلى الشرقية ونكمل العلاج هناك لعل والدي يعود إلى طبيعته النفسية في بيته، واقترحنا على المعالج أن ينتقل لعلاج والدنا فترة في الشرقية مع أسرته وسنتكفل بكل شيء فرد: تذاكر لي ولأسرتي درجة أولى، وشاليه ٥ نجوم وسيارة تخدمني طوال الوقت و١٠ آلاف ريال كل يوم، وأرجع بسيارة جديدة من الوكالة تسجلونها باسمي فقلنا تم. وبعد ٥ أيام وعلى الموعد اتصلنا لنخيره بين فندق قريب لنا وبين الشاليه الذي يبعد ٥٠ كيلومترا فغضب ورفض، فأرسلنا له رسالة أنه سوء فهم وأن لك ما تريد فلم يرد، وكانت تلك نعمة الله علينا لنتوجه لغيره. وحالة والدي الآن سيئة جدا.
وكانت إدارة الشؤون الصحية في الطائف قد حذرت سابقا في بيان صحفي آنذاك وتم نشره في عدد سابق من ادعاءات المعالج الذي يدعي القدرة على علاج الغرغرينا والسكري وبعض الأمراض الأخرى.
وأشارت الشؤون الصحية في بيانها إلى أن المديرية قامت بمخاطبة الجهات الرسمية لإيقاف الشخص المدعي، خصوصا أنه تسبب في وقت سابق في أضرار كبيرة لكثير من الأشخاص، إضافة إلى التحقيق معه من قبل الجهات الأمنية في وفاة إحدى النساء. وطالبت الشؤون الصحية في بيانها الجميع بالحذر من مثل هؤلاء، والابتعاد عنهم؛ حرصا على سلامتهم.
وأكد مصدر في إدارة الشؤون الصحية بالطائف أول من أمس أن الإدارة طلبت المعالج للتحقيق عندما كان يعمل صيدليا ولم يحضر عدة مرات وانتهت علاقته بالعمل الحكومي مشيرا إلى أن الشؤون الصحية ما تزال تؤكد تحذيرها للمواطنين منه.
من جهة أخرى أشار المتحدث الرسمي لإدارة الشؤون الصحية في محافظة الطائف سراج الحميدان إلى أن الشؤون الصحية لم تمنح أي ترخيص لأي معالج وليس لديها تراخيص لعيادات الطب البديل، وجميع التراخيص تمنح للعيادات المتخصصة وفقا لاشتراطات معينة.