أصغر ساكنة في رباط خيري تتبرأ منها أسرتها
أم جنة (18 عاما)، أصغر ساكنة في أربطة جدة، تمضي حياتها متنقلة من رباط إلى آخر بمرافقة طفلتها البالغة من العمر (9 أشهر). تقول إنها افتقدت أدنى مقومات الحياة بعد طلاقها من زوجها المسن الذي أنجبت منه طفلتها الصغيرة التي أطلقت عليها اسم “جنة”، لعل أن يكون لها من اسمها نصيب.
تسرد أم “جنة” قصتها، وتوضح أنها من سكان إحدى قرى جازان، أجبرها أخوها وأبوها على الزواج من صديق أخيها، وبعد الرفض بدأت أسرتها في ممارسة أساليب الضغط عليها، موضحة أنها بعد ارتباطها به والانتقال إلى مدينة جدة، بدأت تعيش معه حياة مليئة بالمنغصات ما بين التوتر في العيش والانفعالات المتزايدة منه، بالإضافة إلى الشتم والتلفظ بألفاظ مزعجة.
وتضيف بعد مرور عامين على زواجها أنجبت طفلة ولم تستطع العيش مع زوجها مما دفعها لطلب الانفصال وبعد الحصول على الطلاق، انتقلت بطفلتها إلى مسقط رأسها جازان، خاصة أن زوجها رفض تحمل مسؤولية الطفلة أو التكفل بدفع مبلغ ضئيل لا يتجاوز 200 ريال في الشهر بشرط أن تعيش مع أمها.
وأكدت أن أسرتها رفضت تقبل طفلتها وخيروها بين البقاء مع زوجها أو الرجوع إليهم بدون الطفلة. وأضافت لجأت إلى حقوق الإنسان التي نسقت مع الشؤون الاجتماعية لإسكاني في رباط خيري، وبعد أن تخلى والد طفلتي عنها تحملت مسؤوليتها، مضيفة “العيش بالرباط يشعرني بالوحدة.
وأضافت: أستلم من الضمان الاجتماعي مبلغا لا يتجاوز 700 ريال وأقيم في غرفة بلا مقومات تضم بين جنباتها الحشرات والفئران، موضحة أن المبلغ الذي تتقاضاه من الضمان الاجتماعي لا يكفيها لتوفير مصاريف طفلتها حيث تقوم بطلب المساعدة من أصحاب المتاجر الملاصقة لمبنى الرباط، والعيش على صدقات أهل الخير.
وطالبت أن تتوفر لها فرصة وظيفية تستطيع من خلالها توفير مصاريف طفلتها، أو تخصيص مبلغ مالي يساعدها على رعاية طفلتها، وتقديم الخدمات الصحية لها، حيث قيمة علاج طفلتها داخل المستشفيات في حالة مرضها يكلف ما لا يقل عن 400 ريال، إلى جانب غلاء أسعار معلبات الحليب المجفف، حيث يستهلك منها ما يقارب 250 ريالا في الشهر.
من جهته أكد مدير عام الأوقاف والمساجد بمحافظة جدة فهيد محمد البرقي، أن صيانة الأربطة ليس من مسؤولية الأوقاف بل يقع ذلك على نظار الأربطة، مشيرا إلى أن هناك زيارات متعددة للجمعيات الخيرية لتقديم المساعدات العينية والطبية للنزيلات. وأكد أن مسؤولية الأربطة مشتركة بين المجتمع والجهات المختصة.
من جهته أكد مدير عام الأوقاف والمساجد بمحافظة جدة فهيد محمد البرقي، أن صيانة الأربطة ليس من مسؤولية الأوقاف بل يقع ذلك على نظار الأربطة، مشيرا إلى أن هناك زيارات متعددة للجمعيات الخيرية لتقديم المساعدات العينية والطبية للنزيلات. وأكد أن مسؤولية الأربطة مشتركة بين المجتمع والجهات المختصة.
وأوضح البرقي أن هناك تعاونا كبيرا بين الشؤون الاجتماعية والأوقاف والمساجد في جدة، بحيث لا تتم عملية الإسكان إلا بعد دراسة الحالة في الشؤون الاجتماعية ” ثم تحويلها لنا لتأمين السكن المناسب للحالة”. وأضاف أن عدد الأربطة في محافظة جدة 43 رباطا أهليا، موزعة في الأحياء المختلفة بمحافظة جدة، وهناك أربطة أخرى تتبع الجمعيات الخيرية يبلغ عددها 8 أربطة، سواء جمعية البر أو الجمعية النسائية الخيرية والجمعية الفيصلية. ويقطن في الأربطة الأرامل والمطلقات والسيدات اللاتي ليس لهن عائل، ويبلغ عددهن ستة آلاف ساكنة في جميع الأربطة الأهلية والتابعة للجمعيات الخيرية.