نقاد فنيون : أخطاء «حاتم علي» في مسلسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تغتفر
على الرغم من الضجة الإعلامية التي واكبت مسلسل «عمر بن الخطاب رضي الله عنه» إلا أن هناك من النقاد الفنيين والمتابعين من لم يرق له العمل جملة وتفصيلا، كما تباينت الآراء حول الإخراج وسرد الأحداث بالإضافة إلى تقمص الشخصيات وعمليات الدبلجة التي حدثت في أصوات بعض الفنانين.في البداية تحدث رجا العتيبي، مدير جمعية الثقافة والفنون بالرياض الذي أكد أن هناك أخطاء وقع فيها المخرج حاتم علي وقال: «من أكبر الأخطاء التي وقع فيها المخرج حاتم علي، «دبلجته» صوت ثامر إسماعيل الذي تقمص دور عمر بن الخطاب واستبدله بصوت الفنان أسعد خليفة صاحب الصوت الشجي، ليصبح أمامنا ( اثنين في واحد ) ثامر إسماعيل وأسعد خليفة يتعاونان على تجسيد شخصية عمر بن الخطاب، بشكل أثر سلبا على أشهر شخصية في التاريخ الإنساني، ليضعها في موقف محرج من حيث اختلاف الانفعال، فلا يمكن أن يتوافق الصوت التقني المسجل على آلة تسجيل مع انفعالات حية مباشرة، ولا يمكن أن يتطابقا مهما كانت الأحوال، ما جعل شخصية عمر بن الخطاب فنيا شخصية ( ميكانيكية ) تتحرك بنمط واحد، وتتكلم بطبقة صوت واحدة لا تتغير بتغير المواقف التي تمر بها شخصية عمر بن الخطاب».وأضاف: «عندما نقارن انفعال وصوت الشخصيات التي مع وحول شخصية عمر بن الخطاب نجدها أكثر حيوية في الكلام والانفعال وتطابقه مع لغة الجسد، ما يكشف بسهولة ارتباك ثامر عمر وهو يجسد الشخصية حيث أنه ملزم بمتابعة صوت أسعد خليفة المدبلج وتوظيف الجسد والإيماءات والشفتين بحسب ما سجله مسبقا أسعد خليفة، الأمر الذي أوجد انزياحا في الشخصية باتجاه الصوت المدبلج باعتباره القائد الذي على ثامر إسماعيل أن يلحق به في كل شيء في حركاته وسكناته، وسبق أن صرح أسعد خليفة وبين أنه لم يكن راضيا عن فكرة الدبلجة باعتبارها تجربة غير مطروقة مسبقا ويخشى من آثارها السلبية على الشخصية.
دبلجة صوت عمر بن الخطاب خطوة ليست حكيمة، مهما كانت المبررات والأسباب، وآثارها السلبية أكثر من الإيجابية، ولا نعلم عن هذا القرار الذي يعد أهم الأخطاء الجسيمة التي صاحبت المسلسل، وهو خطأ في نظري لا يغتفر».
وفيما يخص الإنتاج والتسويق فنقف له احتراما، ونأمل أن تكون أعمالنا الفنية بمثل هذا المستوى المتقدم من الخدمات الإنتاجية العالية التي يستحقها هذا المسلسل فشخصية عمر شخصية لها مكانتها من حيث التاريخ ومن حيث القيم الإسلامية الأصيلة فليس جديرا بنا أن نبخل على هذا العمل.أما الناقد الفني يحيى زريقان فعلق قائلا: «دون أدنى شك أن الفكرة قوية وجميلة إلا أنها من وجهة نظري لم تنفذ بالشكل المطلوب الذي يتوازى مع حجم هذه الفكرة وقوتها فهناك كثير من الأخطاء الفادحة في المسلسل التي من المفترض ألا تمر مرور الكرام على المخرج حاتم علي وكذلك على اللجنة المشرفة والمنتجة على العمل التي كان من المفترض أن تكون أكثر دقة وتمحيصا، ذلك لأنها تتعامل مع شخصية إسلامية كبيرة لها مآثرها الخاصة لذا الهفوات التي حدثت في العمل في حلقاته الأولى لقيت استياء الشارع الإسلامي والعربي ومن هذه الأخطاء رفع اليد اليسرى عند الدعاء في إحدى المشاهد للممثل الذي يقوم بتجسيد شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه».
وفي ذات السياق أشار الإعلامي فهيد اليامي أن المسلسل رغم ضخامته الإنتاجية إلا أنه لم يأت بجديد يستطيع أي شخص الانبهار منه كالحاصل مع الصورة البصرية في الإخراج وقال: «أعتقد أن المسلسل لم يأت بجديد حاله كحال الأعمال التاريخية التي سبقته على الرغم من الضجة الإعلامية التي سبقته وكذلك عند بداية عرضه ومايميز العمل هو الإخراج الذي يعد الأفضل في العمل، أما ماعدا ذلك فلم أر اختلافا أو شيئا يجذب المشاهد وبالمختصر قناة إم بي سي كما هو معروف عنها «تنجح الفقرانين دراميا» كونها قناة رائدة والأولى عربيا في المشاهدة».