السهلي تُوفي بـ 3 رصاصات من قِبل ملثمين في العوامية
كشفت معلومات أمنية أن المجني عليهما في حادثة العوامية التي حصلت أمس الأول وراح ضحيتها أحدهما وهو عبد الله فهد السهلي، كانا قادمين من صفوى ويستقلان سيارة من نوع فورد ٢٠٠٣، وعندما اقتربا من دوار الريف الواقع وسط العوامية أطلق أشخاص ملثمون يركبون الدراجات النارية النار عليهما، حيث فارق أحدهما الحياة بعد دقائق بعد أن استقرت ٣ طلقات في الرقبة والصدر، في حين أن الآخر تعرّض لطلق ناري في الكتف. وعلى الفور توجهت الأجهزة الأمنية فور تلقيها بلاغاً بالحادث إلى الموقع وتم رفع البصمات وفحص المركبة على أمل الوصل إلى خيط يقود للقبض على المجرمين. وأكدت مصادر أن المجني عليهما تم التحفظ عليهما في المستشفى بحراسة أمنية مشددة خوفاً من أي أحداث أمنية وتم السماح للمصاب بمغادرة المستشفى في ساعة مبكرة من صباح أمس، في حين تم التحفظ على جثمان السهلي إلى حين انتهاء التحقيقات الجنائية. وتأتي هذه الواقعة متزامنة مع بيان أصدره جمع من علماء القطيف أخيراً على خلفية أحداث العنف والمظاهرات والتخريب والاعتداء على رجال أمن.
وفي مايلي مزيدا من التفاصيل:
أخذت أحداث التخريب التي يقوم بها ملثمو العوامية منعطفاً جديداً بعد أن استهدفت البارحة الأولى، المدنيين من خلال عملية إطلاق نار على شخصين نجم عنه قتل أحدهما وإصابة الآخر. وكشفت معلومات أمنية أن المجني عليهما دخلا العوامية وهما قادمان من صفوى يستقلان سيارة من نوع فورد 2003 وعندما اقتربا من دوار الريف الواقع وسط العوامية تم إطلاق النار عليهما من جانب ملثمين يركبون الدراجات النارية، فأصيب عبد الله فهد السهلي وفارق الحياة بعد دقائق بعد أن استقرت ثلاث طلقات في رقبته وصدره، في حين أن عبد الله غرسان الزهراني تعرض لطلق ناري في الكتف ليجد القائد بعدها نفسه في مأزق، ويتخذ خيار الاحتماء برجال الأمن، فراراً من سيل الطلقات النارية التي تنهال على السيارة، ثم عاد إلى نقطة التفتيش التي كانت قريبة منه، طالبا النجدة من رجال الأمن ليتم إسعافه واستخراج العيار الناري الذي استقر في كتفه في مستشفى صفوى الذي يبعد عن النقطة مسافة كيلو متر والأقرب له، في حين توفي زميله لدى وصوله المستشفى متأثراً بجراحه التي أصيب بها في الرقبة. وأكدت المصادر نفسها أن المصابَين تم التحفظ عليهما في المستشفى بحراسة أمنية مشددة، خوفاً من أي أحداث أمنية وتم السماح للزهراني بمغادرة المستشفى في ساعة مبكرة من صباح أمس، في حين تم التحفظ على جثمان السهلي إلى حين انتهاء التحقيقات الجنائية. وتوجهت الأجهزة الأمنية فور تلقيها بلاغاً بالحادث إلى الموقع وتم رفع البصمات وفحص المركبة على أمل الوصول إلى خيط يقود للقبض على المجرمين. وتأتي هذه الواقعة متزامنة مع بيان أصدره جمع من علماء القطيف، الأسبوع الماضي، جاء على خلفية أحداث العنف والمظاهرات والتخريب والاعتداء على رجال أمن ومواطنين تقودها عصابات مسلحة، بجانب استخدام قنابل المولوتوف، وهو ما أسفر عن إزهاق أرواح رجال أمن ومواطنين، وترويع الآمنين وإحداث ربكة في الحركة في طرقات وشوارع القطيف. وذكر الموقعون على البيان أنهم يؤيدون ويدعمون دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومساعيه الداعية إلى رفض التقسيمات المذهبية والمناطقية والأيديولوجية، التي تفت في وحدة المجتمع وتماسكه، ونداءه الأخير في مكة المكرمة وتوصيته بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية المختلفة يتخذ من الرياض مقرا له. وأوضح البيان الذي ذيل بتوقيع سبعة من أبرز العلماء في المحافظة، أن خادم الحرمين الشريفين فتح بدعوته آفاق الحوار الوطني بين أطياف المجتمع، الذي نأمل أن يأتي ثماره المرجوة تدعيما لأسس الحوار وإرساء لدعائم المجتمع المدني، الذي يجب أن يُحترم فيه المواطن وتحفظ فيه كرامته وتصان حقوقه، مضيفين “إننا نعيش في دولة ذات طوائف متعددة منذ مئات السنين، وننعم في أمن وأمان، أرسى دعائمها قادة البلاد، ولا مساومة أو مزايدة على حفظ هذا التاريخ، الذي حمله الأجداد والآباء ويواصله الأبناء في مؤسسات المجتمع والدولة، إن خيارنا الوطني الذي نصر عليه هو احترام هذا النسيج وعدم المساس بالثوابت الوطنية”. وأشار الموقعون على البيان إلى أن السلام هو غاية المجتمع الإيماني وعنوان حركته، حيث تؤكد مبادئ الدين على التزام الوسائل والأساليب السلمية في أي حراك داخل صفوف الأمة والمجتمع، وعلى رفض مظاهر العنف وأي ممارسة تؤدي إلى سفك الدم الحرام أو التعدي على الأعراض والممتلكات العامة والخاصة، وإننا كما ندين أي استخدام للعنف يستهدف الأبرياء من قبل أي جهة من الجهات أو فرد من الأفراد فإننا ندين كل مظهر للعنف واستخدامه في التعديات على المصالح العامة والخاصة أو استخدامه ضد أي جهة رسمية.
من جهته، أكد عبد الحليم آل كيدار عمدة بلدة تاروت في محافظة القطيف، أنه صدم عند تلقيه نبأ حادثة الأمس، والمفاجأة كانت في هذه المرة استهداف مباشر للمدنيين، معبراً عن خوفه من تطور الأحداث رغم صبر رجال الأمن والقيادة على مثل هذه الممارسات، التي تقابلها معاملة حسنة من القيادة الرشيدة ورجال الأمن لجميع أبناء الطائفة الشيعية تحديداً، مضيفاً بقوله: “نتمنى من الشباب أن يأخذوا ما جاء في بيان علماء القطيف الذين يعتبرون في مقام الآباء لهم بعناية سليمة كي يصلحوا ما أفسده البعض لقيامهم بأعمال عنف وتخريب، وأن نرجع للحوار الوطني الذي يخدم رسالتنا وأهدافنا”، مشيراً إلى أننا بين يدي قيادة حكيمة تراعي مصالح الوطن بكل إخلاص وأمانة، كما أن الملك عبد الله ينظر لأبناء القطيف والمملكة بصفة عامة على أنهم أبناؤه وإخوانه جميعا لا فرق بينهم، كما أنه حريص على تحسين أوضاع الشعب السعودي والرفع بالمستوى المعيشي للمواطنين. وقال إن المشايخ والمثقفين والعامة من أهل القطيف يرفضون الاعتداءات على رجال الأمن والممتلكات العامة ومكاسب الوطن الغالي، كما أكد أن أهالي القطيف لديهم من الوعي والثقافة ما يجعلهم المبادرين للالتفاف حول القيادة وإغلاق كل الأبواب أمام ضعاف النفوس، لتبقى راية المملكة خفاقة برسالتها وتوجهاتها في سبيل خدمة قضايا الإسلام والمسلمين. وطالب علماء القطيف الشرفاء بالتواصل مع الشباب والمسؤولين وتبيين بعض الشبهات التي زرعها بعض المحرضين، من أجل الوصول إلى حلول لشباب المستقبل ليكونوا خير معين لأمتهم وسواعد بناء لا هدم، في حين أن كل من يعود إلى الحق ويعلن توبته فإن خادم الحرمين الشريفين سيكون الأب الحنون للجميع، ومن هم موقوفون على ذمة التحقيق وأبدوا الرجوع عن أخطائهم والتعهد بعدم تكرارها بكل صدق وأمانه لن يجدوا إلا آذاناً صاغية وتقديراً من القيادة، مضيفاً على العلماء دور كبير في زيارة الشباب وتجمعاتهم في الديوانيات وأن يوجهوا إليهم النصح والإرشاد، وتوحيد كلمتهم بالمطالب الشرعية عبر القنوات الرسمية بعيدا عن التخريب والعنف الذي يضر بمصلحة الجميع. من جهته، أكد الدكتور اللواء أنور عشقي الخبير الأمني الاستراتيجي بأن راكبي الدراجات النارية بدأوا اللعب بالنار بعد استهدافهم المتكرر للعزل، وهذه الحادثة كان فيها استهداف مباشر لمدنيين أبرياء، محذراً من سلوك الطريق الذي يمارسه بعض الخارجين على طريق الصواب من أبناء العوامية. ودعا عشقي المهتمين من أبناء القطيف إلى نصح المغرر بهم وإرشادهم إلى طريق الصواب وتسليم أنفسهم إلى رجال الأمن، حيث سيلقون العدل والمساواة من القيادة.