تصاريح «افتراضية» عبر مواقع الإنترنت لتضليل الحالمين بـ«رحلة العمر»
انتشرت العديد من الإعلانات «الافتراضية» التي تروج لتصاريح الحج بأسماء أشخاص وهميين بطرق غير شرعية عبر مواقع الإنترنت، إذ استغل المعلنون ضيق الوقت وصعوبة الحصول على هذه التصاريح من بعض الجهات، الأمر الذي جعلهم يتجهون إلى هذه المواقع لسهولة التواصل مع شريحة كبيرة من الناس.
(أبو نواف) أحد المعلنين الافتراضيين عبر مواقع الإنترنت، حرص أن يكون له حضور قوي عبر هذه المواقع، إذ نشر إعلاناً كتب فيه: «تصاريح حج 1433هـ للبيع، قيمة التصريح الواحد 400 ريال، والبيع للكميات الكبيرة فقط».
المصادر تواصلت مع أبي نواف، وأوضح في اتصال هاتفي أن «بيع التصاريح سيكون على هيئة كميات كبيرة بواقع مئة تصريح كحد أدنى، وسعر التصريح الواحد منها 400 ريال»، مؤكداً أن التصاريح صادرة من الجوازات بأرقام فوق الأعداد المتاحة للحملات التي تأخذها. وأشار إلى أن هذه التصاريح غير مثبتة في الموقع الإلكتروني، ولن تستطيع الاستعلام عنها هناك برقم الهوية الموجود فيها.
من جهة أخرى، استبعد المتحدث الرسمي للجوازات في السعودية العقيد بدر المالك أن تكون مثل هذه التصاريح رسمية، وأكد المالك أن «ظاهرة التصاريح المزورة موجودة حتى الآن، وهؤلاء الأشخاص ما زالوا يقومون بهذا الفعل وبيع التصاريح على الناس»، كما أشار العقيد بدر المالك إلى أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على عدد من حاملي التصاريح المزورة في مداخل مكة المكرمة، موضحاً أنه تم التعامل معهم حسب الأنظمة والتعليمات في هذا الخصوص.
وأفاد بأن مراكز التدقيق التابعة للجوازات الموجودة على مداخل مكة المكرمة مجهزة بأحدث أجهزة لكشف التزوير في تصاريح الحج، إضافة إلى قوة أمنية مهيأة ومدربة للكشف عن هذه التصاريح.
وأكد المالك أن «أي شخص يحمل تصريحاً مزوراً، لن يسمح له بالدخول إلى المشاعر المقدسة، إنما سيعاد إلى وجهته بعد التحقيق معه للتعرف على الجهة التي منحته التصريح لاتخاذ الإجراء المناسب».
من جهته، شدد وكيل وزارة الحج والمتحدث الرسمي للوزارة حاتم قاضي على عدم السماح لأي شخص بالدخول إلى المشاعر المقدسة والحج بلا تصريح.
وأكد قاضي أن وزارة الحج سبق أن أعلنت عن الحملات المرخصة لحج هذا العام بواقع 224 حملة حج تحمل أرقاماً معينة «ودعت المواطنين والمقيمين الراغبين في أداء فريضة الحج إلى التأكد من الحملة قبل التسجيل فيها بأن تكون حملة مرخصة بتصريح ساري المفعول مسجل لدى وزارة الحج وأعلنت عن ذلك في موقع الوزارة الرسمي وفي الصحف المحلية ووضعت رقماً مجانياً يستقبل استفسارات الراغبين في التأكد من الحملة».
وأضاف: «إذا كانت التصاريح التي يحملها الحجاج مزورة فذلك يعني أن الحملة وهمية وبحسب توجيه وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز الذي أمر بأن تستلم إمارات المناطق مثل هذه الحملات و تتم إحالتها للوجهات الشرعية التي تراها مناسبة».