الزهبين قرية يعتمد سكانها على المولدات وقوالب الثلج
لا ماء، لا كهرباء، لا خدمات.. هكذا يعيش أهالي قرية “الزهبين” الواقعة جنوب مركز المضايا بمنطقة جازان على هامش من الحياة لأكثر من قرن، حيث يفتقدون الخدمات ويعتمدون على مولدات الكهرباء المنزلية وقوالب الثلج لتخفف حرارة الأجواء في الفترات التي ترتفع فيها درجات الحرارة، مع انتشار البعوض الذي يشكل خطراً أكبر على القرية ويساهم في انتشار الأمراض المعدية.
المصادر اتجهت لهذه القرية التي تحفها أشجار الطلح من جهاتها الأربع لتجعلها شبه غابة تحتضنها وتخفي واقع معاناتها عن الحياة.
محطة الوصول
عند وصولنا إلى هذه القرية استقبلتنا منازلهم التي بنيت بطرق تقليدية وبعض المنازل الذي بناها أهلها بشق الأنفس، ووصف أحد سكان القرية “محمد ناصر” أن البناء في الزهبين مرهق جدا وذلك لعدم توفر البنى التحتية والخدمات الرئيسية والطرق التي تسهل وصول معدات البناء لها مما يكبد ذلك تكاليف طائلة.
غياب الخدمات
تجولنا داخل القرية التي تفتقر للعديد من الخدمات مثل شبكات المياه والصرف الصحي وخطوط الكهرباء والطرق المعبدة، مما جعل سكانها يعيشون حياة صعبة رغم موقعها المميز للقرية بالقرب من بحر المضايا الحالم وتوفر العديد من المقومات الطبيعية، حيث التقينا بأحد سكان القرية ويدعى محمد حكمي، وسألناه عن حال القرية فالتزم الصمت لدقائق مستاء من الواقع الذي يعيشونه في أرض ورثوها عن أجدادهم وآبائهم منذ أكثر من قرن، مؤكدا أنهم تقدموا بطلبات متعددة للجهات المعنية بتوفير الخدمات ولكن دون جدوى، بحسب تعبيره، مشيرا إلى أن سكانها يحلمون أن يصل لهم التيار الكهربائي والماء ليرتاحوا من المولدات والعيش على الفوانيس وشرب مياه غير صالحة.
وقال الحكمي: رغم مطالبهم بتوفير الخدمات فإن بعض الجهات المعنية تتحجج بسبب أن الكثير من سكان القرية لا يملكون صكوكا لأراضيهم مما حرمهم من الخدمات.
الاعتماد على المولدات
يعيش أغلب سكان الزهبين على مولدات الكهرباء والفوانيس التقليدية متحملين معها تكاليف الوقود، بسبب حرارة الشمس الحارقة وارتفاع درجات الحرارة في أوقات النهار، ووصف حسن صميلي قريتهم بأنها مهمشة من الخدمات مما يزيد معاناة السكان وهم ينتظرون الجهات الحكومية أن تلتفت لهم وتنقذهم من هذه الحال الشاقة. مشيرا إلى انتشار البعوض وكثرة المستنقعات في فترات تساقط الأمطار مما يشكل خطرا على السكان، مبينا أن الكثير من أهالي القرية يمارسون مهنا مختلفة مثل الزراعة ورعي الأغنام وبعضهم يعمل في وظائف حكومية، وأن أغلب سكانها من ذوي الدخل المحدود.
طرق ترابية
وأكد محمد يحيى أن سكان القرية لم يجدوا مسلكا غير تلك الطرق الترابية التي تحولها مياه الأمطار إلى وحل وتزيد معها معانات الوصول إلى منازلهم، حيث لا يزالون ينتظرون لفتة من المسؤولين ﻟﻜﻲ ينقذوهم ﻣﻦ هذه اﻟﺤﻴﺎة الصعبة، وقال علي حكمي إن ﻟﺠﻨﺔ التعديات تهددهم بين اﻟﻔﺘﺮة والأخرى بالخروج ﻣﻦ منازلهم، مطالبا الجهات المسؤولة بضرورة إعادة النظر في حال القرية والوقوف بجانب سكانها الذين هم في أمس الحاجة لأراضيهم وقد اعتادوا على العيش في تلك الأراضي التي توارثوها عن أجدادهم.
مطالب السكان
وبين العديد من سكان القرية أن حلم وصول الكهرباء لمنازلهم هو الحلقة الأقوى لأنها من أهم مقومات الحياة، إضافة إلى تنفيذ مشاريع سفلتة وإنارة وتهذيب المخططات السكنية وأهم المقومات المعيشية التي تساهم في رغد العيش والسير بعجلة التنمية في القرية في ظل ما تشهده المملكة من تطور متسارع ونمو متواصل، إضافة إلى تنفيذ مشاريع للمياه والصرف الصحي لكي تستفيد منها قرية الزهبين والقرى المجاورة.
وأوضح حسن حمد أن سكان القرية يراجعون مركزا صحيا تابعا لقرية المرابي ويبعد عن القرية أكثر من عشرة كلم، وقال “نطالب بإقامة مركز صحي يخدم القرية ويخفف الضغط على المراكز الأخرى”.
وعود الجهات
المصادر وفقا للوطن تواصلت مع مدير كهرباء جازان المهندس محمد العجيبي الذي أكد أن توصيل الكهرباء لمثل هذه القرى يتم وفق خطة مبنية على ضوابط، وأهمها أن تكون القرية معتمدة في بيانات الشؤون البلدية والقروية، وليست اعتداء على أراض حكومية.
ومن جانبه، أكد أمين منطقة جازان المهندس عبدالله القرني أن قرية الزهبين تتبع إداريا لبلدية الحكامية وهي تبعد عن الطريق الرئيسي (المسفلت) المتجه من المضايا جنوبا لقرى الصوارمة والمرابي مسافة أكثر من 2 كم، حيث إن الطريق المؤدي لها ترابي، وسفلتته مدرجة ضمن مشاريع البلدة. مؤكدا أن البلدية تقدم للقرية الخدمات حسب المتاح ومنها مشاريع النظافة والإصحاح البيئي وذلك بواسطة إحدى الشركات الوطنية وفرق البلدية. وبين القرني أنه تم تحديد موقع مخطط قريب من القرية وتم رفعه للوزارة لاعتماد موقعه وجاري عمل تخطيط سكني له.
وفيما تواصلت المصادر مع المتحدث الإعلامي لمياه جازان للتوضيح حول نصيب الزهبين من مشاريع إدارته، إلا أنه لم يرد حتى إعداد هذا التحقيق.