المصاحف المحرفة جريمة والاطلاع عليها باطل
تناقلت مواقع إلكترونية مجهولة مصاحف محرفة، الأمر الذي دعا علماء الدين إلى التفاعل مع القضية، حيث أكد علماء عدم جواز قراءة العوام للمصاحف المحرفة أو الدخول إلى المواقع الإلكترونية الناشرة لها؛ لئلا تشتبه الأمور عليهم، مشيرين إلى أن تداول هذه المواقع يسهم في نشر الباطل، ومطالبين ــ في الوقت ذاته ــ بتحري المصادر الموثوقة وعدم المشاركة في الإثم دون شعور الإنسان بذلك.
ولفتوا إلى أن أفضل الطرق في محاربة نشر هذه المصاحف المحرفة هو تجاهلها لا ما يحرص البعض عليه بالنشر لغرض التحذير، منبهين على أن الإنسان سيسأل عن وقته فيما أفناه، ومشددين على أن إشغال الوقت في البحث عن هذه التحريفات مضيعة للوقت.
وأكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله المطلق عدم جواز القراءة في المصاحف المحرفة، قائلا «ينبغي محاصرتها لئلا تنتشر بين العوام».
وذكر أن البعض يخلط بين المصاحف والكتب المحرفة، مشيرا إلى أنه لو وجد مصحف محرف، فهذا من عمل اليهود المحرفين للكتب المنزلة، مستشهدا بقول الله تعالى: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون).
ورأى أن دخول طالب العلم أو الداعية لمثل هذه المواقع للاطلاع والمعرفة لا بأس به، لكن دخول العوام من غير أهل العلم لا يجوز؛ لئلا تختلط الأمور عليهم.
لا يجوز التناقل
من جانبه، نصح الأستاذ في المعهد العالي للقضاء الدكتور محمد النجيمي بعدم تناقل مثل هذه المصاحف المحرفة وأن ذلك لا يجوز شرعا، مشيرا إلى أن تناقل المحرفات من آيات وأحاديث نشر للباطل، ومطالبا بضرورة تحري المواقع الموثوقة وعدم نشر المجهول من المواقع المشبوهة؛ لئلا يسهم في حفظ نصوص وأحاديث غير صحيحة.
وعدد أضرار الدخول إلى المواقع الناشرة للمصاحف المحرفة، كونها تشكك الإنسان في دينه، وتضيع وقته في شيء لا يفيد، إذ يقول رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره، فيم أفناه؟ وعن شبابه، فيم أبلاه؟ وعن ماله، من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمه، ماذا عمل فيه؟). محذرا من أن من ينشر أو يرسل مثل هذه المصاحف المحرفة مشارك في الإثم.
ضرورة التبليغ
عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور خالد المصلح طالب كل من رأى مصحفا مخالفا لما اعتمده المسلمون بالتبليغ عنه، سواء أكان محرفا أو متضمنا لأخطاء مخالفة، محذرا في الوقت ذاته من تداول مثل ذلك، ومبينا أن الاطلاع عليه نوع من الترويج له.
وحذر من الاطلاع عليه لمجرد المعرفة، قائلا «لا يجوز هذا النوع من المعرفة»، مضيفا: إن كان المطلع عالما ويهدف من اطلاعه إلى معرفة ما يدور على المسلمين فعندئذ جاز له الاطلاع.
واستشهد بقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، مطمئنا إلى أنه «لا يمكن لأعداء الله النيل من كتاب الله منذ قديم الأزل»، ولافتا إلى عدم جواز تناقل هذه المصاحف عن طريق الكتابات أو وسائل التواصل الاجتماعي، وطالب عموم المسلمين بالاعتماد على المصاحف المتداولة والموثوقة والمنتشرة بين المسلمين.
أيادٍ خفية
مدير معهد الإمام الشاطبي الدكتور نوح الشهري أوضح أن هناك أيادي خفية تسعى إلى تحريف القرآن، قائلا «هذا لن يؤثر، كون عموم المسلمين يقتنون النسخ الصحيحة، فضلا عن أن كثيرا منهم يحفظون القرآن، وبالتالي لديهم القدرة على معرفة موطن التحريف».
ولفت إلى أن هذا تعد على الثوابت الإسلامية، مبينا أن الله حافظ لكتابه، إذ قال سبحانه وتعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، ودعا المتابعين للإنترنت إلى القيام بدورهم تجاه كتاب الله، بكشف المحرف وإقامة دعاوى قانونية عليه مع ضرورة تبيين التحريف والسعي في نشر كتاب الله بنصه الصحيح المعتمد.
وخلص إلى أن الإنترنت ساهم بتقنياته في ضعف وقلة الضبط والتحري والإشراف، حتى باتت المواقع تتناقل التحريفات.
كتاب محفوظ
واستاء الداعية علي منصور مما تحمله المواقع الإلكترونية من المساوئ، والتي آخرها المصاحف المحرفة، مشددا على ضرورة تحري المواقع الموثوقة، خصوصا فيما يختص بأمور الدين وكتاب الله.
ولفت إلى عدم القدرة على تحريف القرآن؛ لأن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظه، فقد قال عز وجل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، محذرا ــ في الوقت ذاته ــ من انتشار بعض الآيات المحرفة عن كتاب الله ــ سبحانه وتعالى.
ودعا إلى نشر الوعي بين الناس واتباع أفضل السبل لمواجهة آفة المصاحف المحرفة عن طريق التجاهل لا ما يحرص البعض عليه بنشرها للتحذير منها.
وأشاد بجهود علماء الدين في التعريف بكل ما من شأنه أن يخدم الشريعة ويبعدها عن الزيغ والضلال، ويحافظ على الهوية الدينية. مشددا على أن نشر هذه المصاحف المحرفة يسهم في انتشار الباطل.
وخلص إلى أنه يجب الاشتغال فيما هو نافع والبعد عن الشبهات.