الأخبار المحلية

السماع عن الدين لا يكفي لقيام الحجة على غير المسلم

أكد شرعيون أن من لم يسمع عن الإسلام له امتحان خاص يوم القيامة، مشيرين إلى أن السماع عن الإسلام لا يكفي لقيام الحجة أحيانا، لافتين في الوقت ذاته إلى أن الكثيرين قامت الحجة عليهم، خصوصا أن العالم بات أكثر انفتاحا، وأصبح الاطلاع على الشريعة وخصائصها ميسرا.

وقال بعض المشاركين: حساب من لم يسمع عن الإسلام أو من علمه بصورة مغلوطة سيكون في القبر نتيجة تقصيره في البحث عن الحقيقة، مبينين أن الإيمان فطري وهو أقدم الديانات، قائلين الديانات غير الإسلامية تتصادم مع ما خلق الله الإنسان عليه.

ولفت أحد المشاركين إلى أهمية الاشتغال بما نحن مطالبون به وهو الدعوة إلى الله عبر المعاملة الحسنة والأخلاق لا الحرص على قيام الحجة على غير المسلمين، مطالبا الدعاة باستخدام أسمائهم عند الدعوة إلى الله وليس بمسمى الإسلام حتى لا يتسبب الشخص في الإضرار بالدين حال حدوث الخطأ منه.

وأكد المشرف على كرسي الأمير سلطان للدراسات الإسلامية في جامعة الملك سعود الدكتور خالد القاسم أن الله لا يظلم أحدا، إذ قال الله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)، قائلا لا تقوم الحجة إلا بالبلاغ، مشيرا إلى أن أهل العلم اختلفوا في مصير من لم يسمع عن الإسلام أو سمع بصورته غير الحقيقية، إذ يحاسبون هم والمجانين كما جاء عن بعض أهل العلم يوم القيامة بأمرهم في الدخول إلا النار فإن دخلوها ذهبوا إلى الجنة.

وطالب المسلمين الانشغال بواجبهم في الدعوة إلى الله بالمعاملة الحسنة، مبينا أن كثيرا من غير المسلمين في عهد الصحابة دخلوا في الدين جراء المعاملة الحسنة والقدوة الطيبة التي وجدوها.

وأضاف: ليس الهدف أن نعرف مصير غير المسلم ممن سمع عن الإسلام بمصيره وذلك لإقامة الحجة، بل يجب أن نكون دعاة وهداة نرجو الرحمة للآخرين.

وشدد على ضرورة أن يكون لدينا يقين بأن الله لا يظلم أحدا، في الوقت ذاته لم ينس الله سبحانه وتعالى أحدا، إذ قال سبحانه: (وما كان ربك نسيا).

واستشهد على ضرورة معرفة الشخص للإسلام بوضوح بما جاء في قصة موسى عليه السلام وفرعون: (قال فمن ربكما يا موسى)، فأجاب كما جاء في قوله تعالى: (قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)، فسأله فرعون عن الأقوام البائدة فقال كما جاء في كتاب الله: (فما بال القرون الأولى)، فأجاب موسى كما جاء في قوله تعالى: (قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى).

وبين أن المتطرفين أضروا بدين الله حينما نشروا صورة مغلوطة عن الإسلام، بعيدا عن الأخلاق الحسنة التي ينبغي للمؤمن التحلي بها.

مطالبا الدعاة نشر الإسلام بأسمائهم لا باسم الإسلام لئلا يتسببوا في الإضرار بسمعة الدين حال وجود الخطأ منهم.

بحسب التقصير

إلى ذلك أكد المستشار القضائي الخاص الدكتور صالح بن سعد اللحيدان أن الكافر والمسلم كلاهما محاسب في قبره، لكن الكافر الذي لم يبحث عن الإسلام فحسابه يكون على تقصيره في السؤال عن الحقيقة، قائلا منذ القرون الثلاثة المفضلة إلى القرن العاشر لجأ بعض الأئمة وكبار العلماء إلى البحث في هذا الموضوع ولكن دون تفصيل.

وأشار إلى أنه ومنذ 70 سنة انتشرت وسائل الإعلام، حتى انتفى الجهل عن أكثر الناس، لافتا إلى أن توزيع الأرض جغرافيا جعل الارتباط بين الناس موجودا ولو عن طريق الأبناء.

وأوضح أن الإيمان فطري وأقدم من الكفر وهو غريزة لدى الإنسان، متطرقا إلى أن الهندوس وأهل الكتاب والبوذيين وأصحاب بعض المذاهب الأخرى يجدون في داخلهم امتعاضا شديدا وتألما لا شعوريا لأن ما يؤمنون به يتصادم مع ما خلق عليه الإنسان.

واستشهد على معرفة الناس للحق ببعض النصوص المختلفة كقول الشاعر المصري المعروف أمل دنقل «عرفت الحق بعد الجهد»، وكقول أبو الحسن الأشعري «الآن أتجه إلى الله دون تأويل أو تحريف أو تبرير»، إضافة إلى قول ابن سبعينية «أموت وأنا أعلم أني أموت على مضض وقلق لا تطيقه الأرض»، مبينا أن هذه النصوص والمقولات فضلا عن الكون والفطرة والشواهد التاريخية والعقل السليم كلها أدلة تبين الحقيقة لغير المسلم، وبالتالي فإنه سيسأل.

وعن احتجاج البعض بأن المسلم قد يشعر بضيق فيبدأ البحث عن أسباب السعادة في ديانات أخرى فقال هذا خطأ كبير، معللا ضيق المسلم إلى بعض المشكلات الخاصة قائلا أما الكافر فيلازمه الضيق وإن تخلص من مشكلاته.

وأردف أن الحجة اليوم قائمة على العالم، وخلص «بحكم علاقتي تبين أن الإسلام وصل إلى جميع أنحاء الأرض، وأن المسلم لو حاول الاطلاع على الأديان المختلفة فلن يجد الفطرة إلا في الإسلام».

امتحان خاص

من جانبه بين عميد كلية الشريعة السابق في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سعود الفنيسان أن من لم يبلغهم اسم الإسلام ولم يعرفوه بحق يمتحنون يوم القيامة فيضع الله لهم نارا ويقال لهم ادخلوا فيها فإن دخلوها فمصيرهم الجنة وإن امتنعوا فمثواهم النار.

وبين أن البعض يعتقد امتناع دخول الإنسان يوم القيامة إلى النار، قائلا هذا خطأ فيوم القيامة يختلف تفكير الناس عما عليه في الدنيا، إذ هم عراة ولا ينظرون لبعضهم لخوف المنظر وتغير الأوضاع.

وأوضح أن من قامت عليهم الحجة واستحقوا العقاب من سمع عن الإسلام وعقله وإن كان لا يكفي السماع أحيانا لقيام الحجة.

وتساءل: أشك بأن أحدا لم يسمع عن الإسلام بعد أن بات العالم قرية صغيرة، منوها بأن بعض الديانات يعلم أهلها أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو النبي وبالتالي قامت الحجة عليهم ولا يصح القول بعد أن علموا الحق «ديني يمنعني أن أرتد»، مشيرا إلى أن العالم اليوم يؤمن بحرية الاعتقاد واختيار الأديان.

وخلص: أخطأ من احتج أننا كغيرنا مطالبون بالتطلع على الديانات كما نطالب غيرنا التطلع إلى الإسلام، إذ لا يتساوى هذا المنطق لأن الإسلام دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها.