تفاصيل جريمة قاتلة كفيلها.. حجتها “تلاوة القرآن” وأدواتها كرسي ومكواة وميزان وسكين
روت العاملة المنزلية الإثيوبية “سعادة” قاتلة كفيلها لوفد نسائي من هيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة تفاصيل مثيرة عن حياتها الشخصية وأسباب ارتكابها جريمتها، مؤكدة أن كثرة تلاوة أفراد الأسرة للقرآن في المنزل كانت تثير ضجرها وهي أحد أسباب ارتكابها للجريمة.
وقالت “سعادة” للوفد في سجن “بريمان” بجدة أول من أمس إنهم: “كانوا يقرؤون القرآن كثيراً خصوصا سور تبارك والكهف والبقرة، وكنت أتضايق بشدة من سماع صوت هذا القرآن يتلى في المنزل”.
ورفضت القاتلة الإجابة عن سؤال وفد الهيئة لها إن كانت مسلمة كما هو مسجل في جواز سفرها والتزمت الصمت. وأكدت مصادر للصحيفة أن اللقاء كان في حضور مديرة سجن النساء فوزية عباس، ومترجمة للغة الإثيوبية، حيث ذكرت لهن أنها ليست متزوجة كما هو مسجل في أوراقها الرسمية وأنها كانت قد حملت سفاحا من شخص تعرفه في بلدها وأجهضت، وأنها فقط كانت تربي بنتا وولدا لأختها في إثيوبيا.
وبحسب المصادر فإن “سعادة” وصفت لوفد الهيئة تفاصيل جريمتها، وقالت: إن الرجل كان نائما على جنبه الأيمن ودخلت عليه وضربت رأسه بكرسي خشبي، ثم ألقت عليه عدة مرات ميزان قياس الوزن حتى تهشم الميزان، ثم ضربته بمقدمة المكواة، وأتت بسكين مطبخ وطعنته 20 طعنة، وخرجت لتكسر محتويات المنزل، ففوجئت بالطفلين أتيا إليها، فتوجهت إليهما بمقدمة المكواة لضربهما، إلا أن أحدهما احتمى بغرفته وأغلق على نفسه الباب، فأمسكت الآخر وظلت تضربه بمقدمة المكواة، وظل الطفل يصرخ في وجهها ويكرر كلمة “أنتي مجنونة”، وأفلت منها وهرب إلى بيت عمه في المنزل المجاور، وبعد ذلك دخلت غرفة الصالون وأغلقت على نفسها الباب.
ومن ناحية أخرى غادر أمس الطفل “عبدالهادي” المستشفى الخاص الذي كان يتلقى فيه العلاج جراء الإصابات التي لحقته نتيجة اعتداء العاملة الإثيوبية عليه بعد تحسن حالته، ليكمل علاجه تحت الملاحظة المنزلية والأدوية المنومة في منزل عمه. وأبدت زوجة القتيل ثباتا وتماسكا خلال زيارة “الوطن” للأسرة أمس لتقديم واجب العزاء بمواصلة تلاوة القرآن. وأكد (محمد .ش) شقيق القتيل للصحيفة أن أخاه كان في الستين من العمر وشبه قعيد، وكان قد أجرى مؤخرا عملية زراعة كبد وهو يعامل معاملة المعاق. وقال إن الأسرة دللت الخادمة بشكل كبير حتى أنهم خصصوا لها تلفزيونا مبرمجا بقنوات إثيوبية وأخرى اختارتها بنفسها، وأكد أنه هو من أنقذ ابن أخيه بسيارته الخاصة. وأضاف أن الخادمة كشفت للمترجمة في السجن أنها من منطقة تقطنها قبائل يهودية. وطالب أخو القتيل وزير العمل ووزارة الداخلية بالبحث عن معلومات دقيقة حول العاملات المنزليات المستقدمات للمملكة، مشيرا إلى أن تكرار حوادث الاعتداء الوحشية على الأسر والأطفال هو أمر مريع، وطالب أخو القتيل أن يتم التسريع بإقامة الحد الشرعي على القاتلة، مشيرا إلى أن عددا من أمثالها أفلت من العقاب بدعوى المرض النفسي.
وانتقد في نهاية حديثه المعلومات المغلوطة عن الحادث التي نشرتها بعض الصحف.
“حقوق الإنسان”: لقاءات مغلقة لدراسة جرائم العاملات
كشفت مديرة القسم النسوي بهيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة جواهر النهاري للصحيفة عن تكليف رئيس فرع الهيئة في المنطقة مازن بترجي للأقسام النسائية بتشكيل لجنة لدراسة الوضع الحالي لظاهرة جرائم الخادمات وإعداد نتائج بصورة سريعة، إذ تستعد اللجنة حاليا لعقد لقاءات مغلقة مع الجهات ذات العلاقة. وقالت: الهيئة تؤكد قلقها من تأخر فصل القضاء في قضايا الخادمات المتهمات بقتل بعض المواطنين، وتعتبر ذلك مدعاة لتكرار نفس الجرائم، في ظل عدم وجود رادع بجعل من ثبت جرمهن عبرة لغيرهن. وأشارت إلى أن الهيئة تأكدت خلال زيارتها للخادمة من اطلاع الخادمة على تفاصيل الأحداث القضائية في المملكة وما يتعلق بقضايا الخادمات القاتلات وبأن الخادمة قد أكدت لهن ثقتها بأن أقصى عقوبة ستتلقاها هي الترحيل، وذلك أسوة بباقي الخادمات اللواتي لم تصدر في حقهن أحكام قضائية وتم ترحيلهن.
وأضافت النهاري أن الهيئة تستغرب من عدم تأكد مكاتب الاستقدام من المعلومات المسجلة لدى أوراق الخادمات المستقدمات، حيث إن اعتراض الخادمة على تلاوة القرآن في المنزل دليل على أنها لا تدين بالدين الإسلامي، إضافة إلى عدم مصداقية معلومات أخرى خاصة بها، كتلك التي تشير إلى أنها امرأة متزوجة ولديها أطفال، والحقيقة أنها ليست متزوجة وليس لديها أطفال. إلى ذلك قدم وفد المكتب النسوي لهيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة أمس واجب العزاء، لأسرة المغدور، واطمأن الوفد على حالة الأم والابن والوضع الصحي للطفل المنوم في أحد المستشفيات الخاصة بجدة إثر الاعتداء عليه من قبل الخادمة الإثيوبية.