التعليم العالي : لم نعتمد شهادات التعليم عن بُعد الخارجية وآلية لضبط وثائقه المزوّرة
أكد الدكتور محمد العوهلي وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية، أن الوزارة لم تعتمد شهادات التعليم عن بعد الخارجية حتى الآن، واصفاً هذا النوع من التعليم بـ ‘المنطقة الخطرة’، وذلك لسهولة تزوير الشهادات من خلالها، وأن هناك دراسات وتنسيقا مستمرا لوضع آلية تضبط وتحد من ذلك.
وقال العوهلي يجب أن يكون هناك ‘محو أمية للتعليم الإلكتروني’، لاستثمار أدواته، وأن على عضو هيئة التدريس أن يتدرب على كيفية الاستفادة من توظيف التقنية، قبل طرحها للتعليم، مشدداً على أن التعليم الإلكتروني ليس أشرطة أو ‘سيديهات’ مسجلة يستمع إليها الطالب، فهذ النوع من التعليم ‘دقة قديمة’، فالتعليم يعتمد على التفاعل والفعل.
وأوضح وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية نية وزارته التوسع في التعليم عن بعد لتشمل عددا من التخصصات بشكل تدريجي، إضافة إلى اعتماد درجة الماجستير والدكتوراه، مبيناً أن الجامعة الإلكترونية ستتولى منح الدرجات والشهادات، وأن عدد الملتحقين بها وصل إلى ثمانية آلاف طالب خلال هذا العام، وأن نسبة الإقبال جيدة.
ونصح الدكتور العوهلي الطلاب المتخرجين حديثا بعدم الالتحاق بالجامعة الإلكترونية عند توقف التعليم النظامي، وقال: ‘لا تفكروا في الالتحاق بالتعليم عن بعد وأنتم تستطيعون الالتحاق بالتعليم النظامي، فمن خلال الجامعة تتعلم المهارات والأدوات التي تساعدك وتنمي قدراتك، لا تفرطوا في استثمار الفرص، فالوزارة توفر مقاعد على الأقل لـ 91 في المائة من خريجي الثانوية’.
وبيّن وكيل الوزارة وجود تنسيق مستمر بين وزارته ووزارة التربية والتعليم، وأن هناك لقاءات دورية تنسيقية كل شهرين بين الوزارتين، حيث انطلق من خلال خلالها عدد من الورش والبرامج، مثل برنامج ‘ماذا يريد طالب الثانوي من التعليم العالي’.
وأوضح وكيل وزارة التعليم العالي خلال حديثه للإعلاميين أمس، بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الثالث للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد مطلع الأسبوع المقبل في الرياض، أن المؤتمر يهدف إلى عرض أحدث الدراسات والبحوث العلمية في مجال التعلم الإلكتروني وارتباطه بالأداء، تعزيز التعلم الإلكتروني الذي يحفز المشاركة والأداء المتميز، واستعراض النظريات التربوية التعليمية التي تساعد على نقل التعلم الإلكتروني لواقع تطبيقي، إضافة إلى رصد التجارب الناجحة التي تستهدف تحسين التعلم وضمان جودته، مشيرا إلى أنه سيشارك 99 خبيراً على مستوى العالم في جلسات المؤتمر.
وقال العوهلي إن المؤتمر يعرض فرصا واسعة من المحتوى، وإن إقامة مثل هذه المؤتمرات تساعد على تطوير الأداء التعليمي من خلال تبادل الخبرات والتجارب، والتوعية بدور بيئات التعلم الإلكتروني في تحفيز المشاركة والأداء خاصة بعد الإقبال الكبير الذي شهده التعلم الإلكتروني.
من جانبه، أوضح الدكتور عبد الله المقرن المستشار في وزارة التعليم العالي، ومدير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، أن لدى المركز استطاعة لتقديم مثل هذه المؤتمرات عن بعد، وأن إقامة هذا المؤتمر لها أبعاد كثيرة، مشدداً على أهمية ‘صناعة المؤتمرات’ في السعودية.
وقال الدكتور المقرن إن جلسات المؤتمر تتضمن خمسة محاور رئيسة، هي تجارب ومشاريع التعلم الإلكتروني الناجحة التي تستهدف تحسين التعلم وضمان جودته، التحديات التي تواجه التعلم الإلكتروني المساند للأداء، تطوير محتوى للتعليم الإلكتروني جذاب لتحسين الأداء، وضمان جودة التعلم الإلكتروني لأداء أفضل، ومستقبل التعلم الإلكتروني والتقنيات الحديثة.
وأضاف أن المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد ينظم عددا من ورش العمل المتخصصة، يقدمها عدد من المدربين من داخل المملكة وخارجها، ممن لهم خبرة واسعة في مجالات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وذلك قبل انطلاق المؤتمر الدولي الثالث للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
وأوضح المقرن أن الورش التي تسبق المؤتمر متاحة للجنسين، وستقدم باللغتين العربية والإنجليزية، ويبلغ عددها 36 ورشة عمل متخصصة، ويقدمها خبراء من شتى أنحاء العالم للاستفادة من تجاربهم ومناقشة سبل تطوير التعليم وتحسين أدائه، مشيرا إلى أن التطور الذي يشهده التعلم الإلكتروني في المملكة والإقبال الكبير عليه يحتم على وزارة التعليم العالي بذل المزيد من الجهد لمواكبته، وأن الهدف من إقامة مثل هذه المؤتمرات وورش العمل هو الاطلاع على أحدث البحوث والدراسات العلمية، ويسهم في نشر ثقافة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في المجتمع.
يشار إلى أنه سيقام معرض مصاحب لفعاليات المؤتمر يشارك فيه عدد من القطاعات للتعرف على أحدث تقنيات التعلم الإلكتروني، حيث يتيح المعرض للمسؤولين في المراكز العلمية ومراكز البحث العلمي الحكومي والخاص، الاطلاع على الفرص والمجالات الاستثمارية الواسعة التي يتيحها التعلم الإلكتروني.